تقاريرسياسةمجتمع

بنطالب.. المخابرات الجزائرية تصطاد في الماء العكر وتدعم الإحتجاجات التخريبية في فرنسا

حادثة مقتل الشاب نائل، الذي لم يتجاوز 17 عاماً، من أصول جزائرية، بالقرب من أهم الأحياء التجارية على مستوى القارة الأوروبية، حي لا ديفانس “La Défense”، في الجزء الغربي من مدينة باريس، العاصمة الفرنسية، على أيدي شرطي فرنسي، قتله بالرصاص، عند نقطة تفتيش مرورية.

وقد تم إحتجاز الضابط الفرنسي، الذي قتل الشاب الجزائري، وإتهم بإطلاق النار على نائل، بتهمة القتل.

وعرف الحادث ردود أفعال قوية، وإستياء من طرف المجتمع المدني الفرنسي والدولي، وشخصيات عالمية، بالإضافة إلى تعاطف كبير مع عائلة الشاب الجزائري نائل.

إشعال شرارة الإحتجاجات

خلف هذا الحادث المأساوي، موجة غضب عارمة وصدامات عنيفة، وإندلعت الإحتجاجات والاضطرابات في باريس وضواحيها، فيما امتدت شرارة المواجهات بين الشرطة والمحتجين، إلى عدة مدن فرنسية.

لكن، الإحتجاجات خرجت عن السيطرة، وقام المتظاهرون، بإضرام النار في الشوارع، وأحرقوا سيارات وحطموا مواقف الحافلات، واقتحموا المتاجر، وقامت السلطات الفرنسية، بإنزال أمني غير مسبوق، وأطلقت قوات الأمن الفرنسية، الغاز المسيل للدموع، كما انتشرت أعمال الشغب إلى ضواحي العاصمة الفرنسية، وإلى مدن أخرى فرنسية كانت تعرف الهدوء.

وللإشارة، دعت والدة الشاب نائل، السيدة مُنية إلى “مسيرة بيضاء”، تكريماً لإبنها بعد ظهر يوم الخميس، المنصرم في نانتير، قائلة في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الإجتماعي : “إنها ثورة من أجل إبني”.

فيديو.. يوثق التخريب والفوضى في باريس

تصفية حسابات

اتسعت رقعة الإحتجاجات على مقتل نائل، 17 عاما، حيت شملت عدة مدن ومناطق خارج العاصمة باريس، خصوصا مدينتي ليون وليل، وقررت الحكومة الفرنسية نشر أكثر من 45 ألفا من عناصر الشرطة للتصدي للمظاهرات الهمجية المدعومة.

وتيرة الإحتجاجات ارتفعت، قام المحتجون بحرق الممتلكات العامة والخاصة، كما تعرضت المتاجر الكبرى، للسرقة والنهب تزامنا مع الإحتجاجات التخريبية.

تم طرح عدة تساؤلات عن سبب هذه الإحتجاجات الهمجية التخريبية ؟ ومن يدعمها؟ ومن له المصلحة في هذا؟

إتضح، بالملموس وبدلائل، بأن المخابرات الجزائرية وراء هذه المظاهرات التخريبية في فرنسا وتدعمها بشكل مباشر وقوي.

فقد قامت المخابرات الجزائرية، بتوجيه أوامر إلى المتعاونين معها، وإلى عملائها، الإعلاميين، والنشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، من أجل توجيه الرأي العام، بهدف الإنتقام وتصفية الحسابات، والدعوة إلى الإرهاب والتخريب بإعتبارها فرصة لا تعوض.

وحسب مصادر خاصة، النظام العسكري الجزائري، جند العشرات من العملاء عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، من أجل الدعوة إلى الفتنة وتوجيه الرأي العام، والمساهمة في إخراج المهاجرين الجزائريين والأفارقة المحتجين إلى الشوارع، بهدف زعزعت إستقرار فرنسا.

فيديو.. يوثق التخريب المقصود والممنهج في فرنسا

المخابرات الجزائرية تصطاد في الماء العكر

النظام العسكري الجزائري، يعيش أسوأ أيامه، وهذا راجع إلى الإنقسام الكبير، داخل أجهزة المخابرات الجزائرية، يوجد عدد مهم من رجالات المخابرات الجزائرية، ترغب في الهروب من الجزائر، وحسب معلومات دقيقة، سبق أن تم نشرها، على أنباء إكسبريس، بأن عبد المجيد تبون، خلق لوبي جديد، داخل الجهاز الأمني، من أجل دعمه، والإطاحة بالفريق أول السعيد شنقريحة.

هذا الانقسام هو سبب هذه التصرفات العشوائية التي يقوم بها جزء من المخابرات الجزائرية، الذي يصطاد في الماء العكر، والتي لا تخدم مصلحة الجزائر، كما ساهمت في استمرار الأزمة بين باريس والجزائر.

بالإضافة، المخابرات الجزائرية، تعتبر حادث الشاب نائل، فرصة لا تعوض من أجل الإنتقام من فرنسا، بسبب أزمة الناشطة السياسية أميرة بوراوي، حيت لم تستوعب السلطات الجزائرية، الطريقة التي تدخلت بها فرنسا في تونس لمنع ترحيلها إلى الجزائر.

وغادرت الناشطة والمعارضة الجزائرية أميرة بوراوي من تونس بإتجاه فرنسا، وأوردت وقتها عدة مصادر، بأن ضابطا من المخابرات الفرنسية، كان على تواصل دائم مع أميرة بوراوي منذ أن كانت في الجزائر، ثم في تونس إلى أن حطت بها الطائرة في مطار ليون.

ومن أهم أسباب الإنتقام كذلك، تأجيل زيارة تبون إلى باريس، بل تم رفضها من طرف فرنسا، حيت كانت الجزائر تخطط لهذه الزيارة منذ شهور من أجل توقيع عدة إتفاقيات مع فرنسا، ومن بينها إتفاقية أمنية، وقّعت من طرف قيادتا الجيشين الجزائري والفرنسي، تحت إسم “ورقة طريق مشتركة”، لتعزيز التعاون العسكري والأمني، للتدخل في منطقة الساحل والصحراء، التي تعتبر منطقة حيوية، من أجل استغلالها.

وبالإضافة، مناقشة مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي يمر عبر 13 دولة، والذي يشكل العقدة الأبدية للنظام العسكري الجزائري.

وكذلك مناقشة ملف الذاكرة وماضي الإستعمار الفرنسي في الجزائر، وذكرى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا في 1962، وتطلق، عليه الجزائر “عيد النصر”، أما فرنسا فتصفه بـ”يوم الذكرى”، والمقصود به انتهاء الحرب في الجزائر.

وقد صرح إيمانويل ماكرون، سابقا، بأن فرنسا لن تقدم إعتراف أو إعتذار عن جرائم الحقبة الإستعمارية في الجزائر.

المخابرات الجزائرية، تعلم جيدا بأن تبون شخص غير مرغوب فيه، ومرفوض من طرف قصر الإليزيه، وبأن الأزمة الجزائرية-الفرنسية، مستمرة، لهذا تقوم بالتخريب، إنها لعبة مكشوفة وخبيثة للمخابرات الجزائرية.

https://anbaaexpress.ma/ua94l

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى