حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

تندوف تغلي.. وصرخة داخلية تهزّ زعماء عصابة مليشيا البوليساريو

في مقابل هذا الانهيار، تواصل المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، دبلوماسية الحسم بالقوة الهادئة، من خلال تعزيز حضورها الدولي، وتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادتها على أقاليمها الجنوبية

في تطور غير مسبوق، تشهد مخيمات تندوف حالة من الغليان الشعبي والسخط العارم، بعد أن قرر عدد كبير من عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية كسر حاجز الصمت والتمرد على زعماء الجبهة، في خطوة تكشف عمق الأزمة الداخلية وتآكل شرعية القيادة الملطخة بانتهاكات جسيمة ضد الصحراويين المحتجزين في المخيمات.

ووفق مصادر خاصة لـ”أنباء إكسبريس“، فإن وثيقة ذات حمولة سياسية وحقوقية قوية، تم تعميمها بشكل واسع، طالبت بعقد مؤتمر استثنائي عاجل للإطاحة بإبراهيم غالي، الزعيم المتورط في جرائم ضد الإنسانية والمطلوب لدى القضاء الأوروبي.

الموقعون على الوثيقة اتهموا القيادة بالتورط في الفساد، والاتجار بالمساعدات، وانتهاك كرامة وحقوق المحتجزين، وسط دعم وتستر من النظام الجزائري الذي يرعى هذا الكيان الوهمي منذ عقود.

اعتراف صريح بالفشل وتحوّل داخلي خطير

ومن أبرز ما جاءت به هذه العريضة الصادمة، اعتراف صريح بفشل المشروع الانفصالي وقيادته، مع مطالبة واضحة بعقد مؤتمر استثنائي يهدف إلى إحداث تغيير شامل في جميع مفاصل ما تُسمى جبهة البوليساريو، من بنيتها التنظيمية إلى مؤسساتها وطريقة تسييرها، في خطوة تؤكد أن الجبهة وصلت إلى نفق مسدود سياسياً وتنظيمياً.

الوثيقة شكّلت صفعة مدوية لزعماء عصابة البوليساريو، الذين باتوا عاجزين عن احتواء الغضب المتصاعد داخل المخيمات. وتجدر الإشارة إلى أن لائحة الموقعين على هذه الوثيقة لا تزال مفتوحة، ما ينذر باتساع دائرة التمرد من الداخل وتسارع انهيار هذا الكيان الوهمي.

مشروع في طور الانهيار

تأتي هذه التطورات لتؤكد أن ما يُسمى بمشروع “تقرير المصير” لم يكن سوى واجهة زائفة لاستغلال معاناة الصحراويين، وهو الآن في مراحله الأخيرة من التفكك والانهيار.

الممارسات القمعية لقيادة البوليساريو، وانكشاف أكاذيبها أمام الرأي العام الدولي، جعلا من هذا الكيان عبئاً سياسياً وأخلاقياً على داعميه، وعلى رأسهم الجزائر، التي أصبحت اليوم في عزلة دبلوماسية خانقة.

الدبلوماسية المغربية.. حسم بالقوة الهادئة

في مقابل هذا الانهيار، تواصل المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، دبلوماسية الحسم بالقوة الهادئة، من خلال تعزيز حضورها الدولي، وتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادتها على أقاليمها الجنوبية.

فقد شهد الملف زخماً غير مسبوق بعد اعتراف قوى كبرى كأمريكا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إلى جانب دعم واسع من دول الخليج وأفريقيا، ما يجعل الطرح المغربي هو الوحيد الذي يحظى بالجدية والمصداقية على الساحة الدولية.

الجزائر.. راعٍ مأزوم لكيان متمرد

من جهتها، تعيش الجزائر، الراعي الرسمي للبوليساريو، أزمة سياسية ودبلوماسية عميقة نتيجة مواقفها العدائية وعزلتها المتزايدة.

نظام العسكر هناك فقد بوصلته الاستراتيجية، وتحول إلى داعم لكيان متمرد يُهدد أمن واستقرار المنطقة المغاربية برمّتها، وهو ما بدأت تدركه عواصم القرار العالمي.

وتشير معطيات موثوقة إلى أن الولايات المتحدة بصدد اتخاذ خطوات متقدمة لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية تخريبية، مما قد يكون ضربة قاصمة لهذا المشروع الانفصالي.

خلاصة القول: ساعة الحقيقة اقتربت

إن ما يقع اليوم في تندوف هو صرخة داخلية حقيقية تكشف هشاشة هذا الكيان الانفصالي وتؤكد أن المحتجزين لم يعودوا يرضون بالذل والقمع.

ومع اتساع رقعة الرفض الداخلي، والانهيار السياسي المتسارع، لم يتبقَّ أمام عصابة البوليساريو سوى الاعتراف بنهاية المشروع الذي لم يخلّف سوى المعاناة والتفرقة.

المعركة اليوم لم تعد معركة حدود، بل معركة كرامة، والمنتصر فيها هو من يحمل مشروعا تنمويا، سلميا، موثوقا ومدعوما بشرعية دولية، وهو ما يجسده النموذج المغربي.

https://anbaaexpress.ma/xkv70

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى