الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

سوريا.. محاولة بعث النظام السابق من رماده على وقع حرب تل أبيب وطهران

هذا التحرك وفق مراقبين لا ينفصل عن تصاعد الرهانات الإقليمية، إذ توظف فيه سوريا مجدداً كساحة لتصفية الحسابات بين طهران وتل أبيب

 في ظل تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، يسعى غياث دلة، أحد أبرز قادة الفرقة الرابعة في الجيش السوري السابق، إلى استغلال الأوضاع الإقليمية لتأمين دعم مالي وعسكري من طهران بهدف إعادة تشكيل ميليشيا موالية لإيران داخل سوريا، وفق ما كشفه تقرير لصحيفة ذا ناشيونال نقلاً عن مصادر أمنية سورية سابقة.

دلة، المعروف بولائه العميق لإيران وقيادته للواء “الغيث 42″، أحد أبرز التشكيلات التي أنشئت بدعم إيراني في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، تقدم بمقترح رسمي إلى طهران خلال الأيام العشرة الماضية، يطلب فيه تمويلاً لإحياء شبكة مقاتلين سابقين من فلول النظام المنهار، بهدف تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، ومقاومة الحكومة السورية الجديدة.

وبحسب التقرير، يعتمد دلة على شبكة أمنية واسعة يقدر عدد أفرادها بـ100 ألف عنصر منتمين سابقاً لأجهزة الأمن، معظمهم من الطائفة العلوية، ويتمركزون في مناطق الساحل السوري، خاصة جبال العلويين، حيث يحاول إعادة بناء نفوذ طائفي-عسكري مضاد للمسار السياسي الراهن في دمشق.

لكن المشروع يواجه معارضة داخلية متزايدة، إذ يرفض العديد من أبناء الطائفة الانخراط في أي تحرك مسلح أو تمويله، مفضلين الاندماج في الواقع الجديد رغم حملات تطهير طائفية متفرقة طالت مناطقهم مؤخراً.

كما أطلقت الحكومة الجديدة حملة أمنية في مارس الماضي لتفكيك المجموعات الخارجة عن القانون التي يتزعمها دلة، بعد تورطها في هجمات على مراكز أمنية بالساحل.

وفي سياق موازٍ، كشف مصدر أمني أن جنوب سوريا لا يزال يحتضن خلايا نائمة مرتبطة بإيران، حيث تم ضبط مستودع لصواريخ “غراد” في درعا، في حين تبنّى فصيل منشق عن حزب الله هجوماً صاروخياً على الجولان في 3 يونيو الجاري، ما يعكس استمرار قابلية إيران لتفعيل وكلائها في سوريا رغم سقوط نظام الأسد.

ويرى محللون أن دلة يحاول استثمار الفراغ السياسي بعد فرار بشار الأسد إلى موسكو، بحسب ما أورد ضابط استخبارات سابق، إذ يسعى لملء هذا الفراغ عبر إعادة ربط الطائفة العلوية بالمشروع الإيراني، في محاولة أخيرة لبعث نفوذ النظام السابق من رماده، في لحظة جيوسياسية يراها البعض فرصة ذهبية لترتيب أوراق النفوذ في بلاد تعيش مرحلة ما بعد الدولة.

هذا التحرك وفق مراقبين لا ينفصل عن تصاعد الرهانات الإقليمية، إذ توظف فيه سوريا مجدداً كساحة لتصفية الحسابات بين طهران وتل أبيب.

محاولة غياث دلة إحياء شبكة مسلحة تحت الرعاية الإيرانية تكشف عمق التداخل بين مصالح الميليشيات الطائفية ومشاريع الهيمنة الإقليمية. لكنها تعكس أيضاً حالة التفكك المتقدمة في بنية ما كان يعرف بـ”النظام السوري”، الذي تحول بعد سقوطه إلى مجموعة مراكز قوى تبحث عن داعم إقليمي يعيد تدوير أدوارها القديمة في مشهد جديد.

https://anbaaexpress.ma/nkk1i

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى