سياسةمجتمع
أخر الأخبار

شفشاون: الشبيبات الحزبية تفتح نقاشاً استراتيجياً حول مونديال 2030 بين رهانات التنمية والعدالة المجالية

مائدة مستديرة بشفشاون حول مونديال 2030 كقوة ناعمة: دعوات لتعزيز العدالة المجالية وربط التنمية بالتحضير للحدث الكروي العالمي

في إطار فعاليات المنتدى الدولي “مِيَا 2″، احتضن فضاء مكتبة مناهل العرفان بمدينة شفشاون، صباح اليوم الأحد 01 يونيو، مائدة مستديرة نوعية نظمتها مؤسسة التعاون بين المغرب والإيبرو-أمريكا بشراكة مع الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، تحت عنوان: “مونديال 2030 كقوة ناعمة: الأبعاد السياسية والاقتصادية لتنظيم مشترك من منظور الأحزاب والمجتمع المدني”.

هذا اللقاء المتميز شكّل لحظة استراتيجية للحوار بين مختلف الفاعلين السياسيين، ومكونات المجتمع المدني والحقوقي، والشبيبات الحزبية المغربية بمختلف أطيافها، حيث تم فتح نقاش جريء ومسؤول حول موقع المغرب في التحضير لهذا الحدث الرياضي العالمي، ليس فقط من بوابة البنية التحتية، ولكن أيضاً كرافعة ديبلوماسية وترافعية تكرّس إشعاع المملكة دوليًا.

العدالة المجالية في صلب النقاش

تميزت المائدة بتدخلات سلطت الضوء على الرؤية الملكية في التنمية المستدامة، مع التأكيد على عدالة التوزيع المجالي للثروات والمشاريع.

وعبّر المشاركون عن قلقهم إزاء ما وصفوه بـ”الإقصاء” الذي يطال بعض الجهات، مؤكدين على ضرورة تصحيح الاختلالات الترابية وضمان استفادة جميع جهات المغرب من دينامية مونديال 2030.

وطرحت تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة الحكومات المتعاقبة على صياغة سياسات عمومية دامجة، تنصف المناطق المهمشة، وتترجم المفهوم الجديد للسلطة والمصالحة المجالية إلى واقع ملموس، عوض اقتصار الاستفادة على جهات محددة.

مونديال 2030.. فرصة تاريخية للتنمية وتعزيز صورة المغرب

أكد المتدخلون على أهمية الاستثمار الأمثل في هذا الحدث العالمي، مشددين على ضرورة ربط التحضير للمونديال برهانات التنمية المستدامة، خصوصاً في ما يتعلق بتوسيع شبكة الطرق، تحديث الملاعب، تجهيز المرافق السياحية، وتعزيز الربط بين الجهات.

كما اعتُبر هذا الموعد الرياضي الدولي فرصة ثمينة لترسيخ صورة المغرب كدولة حديثة، منفتحة، ذات موقع استراتيجي في محيطها الإفريقي والمتوسطي، فضلاً عن اعتباره منصة لتعزيز الحضور الدبلوماسي للمملكة واستثمار قوتها الناعمة.

وفي السياق ذاته، دعت المداخلات إلى تعزيز تكوين وتأطير الشباب المغربي، ليكون فاعلاً في الترويج لثقافة وهوية المغرب في هذا المحفل العالمي، ومنصة لنقل رواية المملكة إلى العالم.

 أشغال المائدة المستديرة حول مونديال 2030 🎥

التوصيات: نحو حكامة تشاركية وضمان الاستدامة

وقد خلصت المائدة المستديرة إلى عدد من التوصيات الاستراتيجية، أبرزها:

– ضرورة إرساء رؤية وطنية مندمجة، تدمج البعد الدبلوماسي والثقافي والرياضي ضمن التحضير لمونديال 2030.

– تعزيز العدالة المجالية في توزيع المشاريع ذات الصلة، وضمان عدم إقصاء أي جهة من جهات المملكة.

– وضع آليات لحكامة صارمة وشفافة للمشاريع المرتبطة بالمونديال.

– التفكير من الآن في ما بعد 2030، لضمان استدامة الأثر الاقتصادي والاجتماعي للحدث، وتحويله إلى رافعة فعلية للتنمية الشاملة.

– توسيع النقاش العمومي بمشاركة مختلف الفئات، لتملك جماعي للمونديال كمشروع وطني جامع.

وفي ختام اللقاء، تم تكريم عدد من الشخصيات الشابة التي بصمت على مسار متميز داخل الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، تقديراً لعطائهم في خدمة قضايا الشباب والديمقراطية بالمغرب.

الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية

وجدير بالذكر، الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية هي إطار تنسيقي وطني جامع يضم 16 شبيبة حزبية تمثل مختلف التيارات السياسية والمرجعيات الفكرية بالمغرب.

تأسست الهيئة على مبدأ التعددية والاحترام المتبادل، وتهدف إلى تعزيز الحوار بين الشبيبات الحزبية، وتنسيق جهودها في قضايا الشباب، خاصة تلك المتعلقة بالمشاركة السياسية، والتمكين الديمقراطي، والعدالة المجالية.

للإشارة الهيئة ليست تنظيما حزبيا، بل فضاءً مستقلاً يسعى إلى تقوية حضور الشباب داخل المشهد السياسي، عبر تنظيم ملتقيات وطنية، وتفعيل برامج تأطيرية مشتركة، وفتح قنوات مؤسساتية مع الوزارات والهيئات العمومية ذات الصلة، وتُدار الهيئة بأسلوب تشاركي.

https://anbaaexpress.ma/hnagd

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى