حديث الساعةسياسةعاجل
أخر الأخبار

الجزائر والنظام المنهار.. شرعنة الإرهاب وتجميل وجه المجرم إبراهيم غالي

الجزائر اليوم تعيش حالة من التخبط الشديد، وبات النظام القائم أشبه بـ"الديك الرومي المدبوح"، يتحرك بعنف قبل أن يسقط نهائياً

كما يقول المثل الشعبي الجزائري: “اللي ما يسمعش الكلام، يسمع الدّق في الباب”

في خطوة تعكس استمرارية الاصطفاف الجزائري غير المشروط مع أطروحات الانفصال، أقدم عبد المجيد تبون مؤخراً على استقبال زعيم ميليشيا البوليساريو، إبراهيم غالي، في مشهد لا يخلو من رسائل سياسية خطيرة، تتجاوز حدود البروتوكول الدبلوماسي لتصل إلى حد التورط العلني في شرعنة كيان مسلح مرفوض دولياً.

هذا اللقاء لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل يمكن اعتباره تجديداً واضحاً للحماية والدعم الذي توفره الجزائر لهذه الميليشيا الانفصالية، في وقت تتعالى فيه الأصوات دولياً لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية بسبب سجلها الأسود والدموي في زعزعة الاستقرار الإقليمي.

تبون، من خلال هذه الخطوة، يسعى إلى منح غالي شرعية مفقودة، متحدياً الإجماع الدولي ومتجاهلاً التداعيات الأمنية والإنسانية لاحتضان كيان انفصالي مسلح خطير.

النظام الجزائري يحتضر.. وأصبح الديك المدبوح لا يرقص بل يلفظ أنفاسه

يأتي هذا الاستقبال في ظرف داخلي حرج، حيث تتسارع المؤشرات التي تنذر بقرب نهاية النظام الجزائري القائم، في ظل تصاعد الغضب الشعبي وعودة الحديث بقوة عن انتفاضة الحراك الشعبي، التي وإن تم إخمادها مؤقتاً، فإنها لا تزال مشتعلة تحت رماد القمع والتضييق.

كما أن عدة تقارير تؤكد أن الشارع الجزائري يستعد مجدداً لمواجهة منظومة فقدت شرعيتها، الجزائر اليوم تعيش حالة من التخبط الشديد، وبات النظام القائم أشبه بـ”الديك الرومي المدبوح”، يتحرك بعنف قبل أن يسقط نهائياً.

فعلا كما أشرنا بأن الجزائر اليوم أشبه بديك رومي مدبوح، حيث أصبح يتحرك بجنون قبل أن يسقط بسبب تعنته ومكابرته السياسية، بالإضافة الوضع الداخلي في الجزائر آخذ في الانهيار، ولم يعد خافياً أن النظام القائم يعيش آخر مراحله.

تبون وإبراهيم غالي زعيم مليشيا البوليساريو

والغريب في الأمر في عز أزمته الداخلية.. النظام العسكري في الجزائر يغازل الإرهاب!، وهناك حالة إنكار غير مسبوقة يعيشها تبون ومن معه، يحاولون من خلالها تصدير الأزمة إلى الخارج، عبر العزف على ورقة الصحراء المغربية، واحتضان ميليشيات أصبحت تعد من الجماعات الإرهابية حسب توصيفات العديد من الخبراء والمنظمات الحقوقية الدولية.

حيث بات من الواضح أن هذا النظام العسكري، بدل أن يستمع لصوت العقل والشعب، يهرول نحو استغلال قضايا خارجية كالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لتشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن أزمته البنيوية العميقة، مستخدماً مليشيات البوليساريو كورقة ضغط وابتزاز سياسي.

إن استقبال مجرم الحرب إبراهيم غالي، في هذا التوقيت بالذات، ليس سوى محاولة لتجميل وجه الإرهاب، وتمرير رسالة يائسة للمنتظم الدولي مفادها أن الجزائر لا تزال قادرة على التحكم في مسار الملف، بينما الحقيقة أن النظام يعيش مراحله الأخيرة، ويخشى أن يسقط سقوطاً مدوياً أمام أعين شعبه والعالم.

المفارقة المؤلمة أن تبون، بدلاً من مواجهة الأزمات الداخلية، يسعى لتجميل وجه “مجرم الحرب” إبراهيم غالي المطلوب لدى العدالة الأوروبية وتلميعه أمام المنتظم الدولي، إنها مقامرة يائسة بنظام فاقد للشرعية، يبحث عن طوق نجاة في وحل الميليشيات الانفصالية.

إن الدعم المستمر لعصابة البوليساريو الإرهابية، في ظل الانتهاكات الموثقة والممارسات المسلحة التي تقوم بها، لا يمكن أن يُفهم إلا كتواطؤ مكشوف مع جماعة باتت قاب قوسين أو أدنى من التصنيف كمنظمة إرهابية رسمياً.

لقد آن الأوان لفضح هذه الممارسات بكل وضوح، ولتحميل النظام العسكري الجزائري مسؤوليته الكاملة في عرقلة الحل الأممي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وفي التواطؤ مع جماعة مسلحة تهدد السلم والأمن الإقليميين.

كما آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتعامل بصرامة مع هذا العبث الجزائري، وأن يُحمّل النظام مسؤولية تأجيج النزاعات وتغذية بالإرهاب وتجرّ معها شعوباً نحو المجهول، في منطقة تحتاج اليوم إلى الاستقرار والتنمية.

يتبع..

https://anbaaexpress.ma/m07vd

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى