آراءتمازيغت
أخر الأخبار

الملكية المغربية.. من جذور الحضارة الأمازيغية إلى مناعة الدولة الأمة عبر العصور

لولا الملكية عند الأمازيغ كان أن يتحول المغرب إلى إيالة تركية عثمانية. لولا الملكية عند الأمازيغ كان أن يتحول المغرب إلى مستعمرات أوربية متعددة..

كمال سليماني

إن الملكية عند السكان الأصليين للمغرب تعتبر من إنتاج الحضارة الأمازيغية بهذه الرقعة الجغرافية عبر مر العصور و منذ عهد الملك الأمازيغي العظيم هرك ⴰⴳⵍⵉⴷ ⵀⵔⴽ، أول ملك الأمازيغ في تاريخ الأمة الأمازيغية. و في كتاب “المقدمة” لإبن خلدون يقول: أن السبيل الوحيد لحكم ملك الأمازيغ هي عن طريق العصبية القبيلة.

ما هي العصبية القبلية إذا التي يشير إليها إبن خلدون في كتابه المقدمة؟

العصبية القبلية عند الأمازيغ هو قانون سلالي تقليدي مزال قائما إلى يومنا هذا في وطننا الأبي و هو يقضي بتنظم الحياة الإجتماعية و السياسية و المجال الترابي و الإرث بين الأمازيغ، قانون تيجنت ⵉⵣⵔⴼ ⵏ ⵜⵉⵊⴻⵏⵜ أو أهل الذمة.

للتدقيق أكثر، الأمة الأمازيغية تتكون من خمسة عصبيات قبلية أو سلالات كبرى، مصمودة ⵉⵎⵣⵎⴰⴹⵏ، زناتة ⵉⵊⵏⴰⴷⵏ, صنهاجة ⵉⵥⵏⴰⴳⵏ, هوارة ⵉⵀⵡⴰⵔⵏ و لواتة ⵉⵍⵡⴰⵜⵏ. هذه السلالات الأمازيغية هي التي تملك الحق التاريخي و السياسي في تولي ملك الأمازيغ و هذه السلالات الخمس هي من أفرزت لنا العائلات الملكية التي تعاقبت على حكم الأمازيغ و الدولة الأمة بالمغرب أو الدولة المورية REGNUM ⵜⴰⴳⵍⴷⴰⵏⵜ ⵓⵎⴰⵡⵔⵓ MAURORUM لقرون عديدة دون إنقطاع.

الملكية عند المغاربة لها ميزة خاصة مقارنتا مع باقي الملكيات في العالم أو عبر التاريخ، في حين أن الملكية في مجموعة من البلدان تظل مرتبطة بالخيارات السياسية أو أحداث تاريخية مختلفة. عند الأمازيغ ظلت الملكية مرتبطة بالدم الأمازيغي و مؤسسة وطنية تقليدية ضامنة إستمرارية الدولة الأمة و تمثيل لتجذر ثقافي و إجتماعي و تاريخي و قومي فوق هذه التربة الأمازيغية منذ فجر العصور.

كان يعتقد الرومان أن بمقتل الملك الأمازيغي بطلموس الأول ستمكن الإمبراطورية الرومانية من إحتلال كافت الأراضي الأمازيغية في شمال إفريقيا، لكنهم إرتكبوا أكبر خطأ سياسي في تاريخهم.

بعد إغتيال الملك بطلموس على يد القيصر الروماني كاليغولا، ثار الأمازيغ في كل المستعمرات الرومانية بشمال إفريقيا و الأمر لم ينحد عند ذلك، ثار كذلك الأمازيغ خارج الليميس الروماني، بمعنى الأراضي الأمازيغية التي لم تتمكن روما من إحتلالها و التي إستمرت فيها الدولة الأمة المورية و تشكل فيها قطب إداري و سياسي يضمن إستمرار المقاومة الوطنية للمستعمر الروماني و تدبير شوؤن الأمة، في حين روما فقط كانت تسيطر على الشريط الساحلي لشمال إفريقيا و بعض المدن الساحلية الأطلسية.

هذه الثورات الأمازيغية في القرن الأول الميلادي كلف الإحتلال الروماني ثروات هائلة و من حيث عدد الأرواح، و في منتصف نفس القرن ثار الأمازيغ داخل الجيش الروماني ما يعرف تاريخيا بفترات الفوضى العسكرية الرومانية، حيث تمكن مجموعة من القادة الأمازيغ في الجيش الروماني تولي عرش القياصرة و بداية إنقسام و إنحطاط الإمبراطورية الرومانية.

لكن عند الأمازيغ بقيت الملكية رمز للسيادة الوطنية و المقاومة القومية و وحدة الأمة و إستمرارها في التاريخ.

لولا الملكية عند الأمازيغ لم نرى الحضارة المورية الإسلامية في الأندلس لثمانية قرون. لولا الملكية عند الأمازيغ لم نرى معركة الأشراف و معركة وادي سبو و معركة القيروان ووادي المخازن، لولا الملكية عند الأمازيغ لم نرى أمجاد المرابطين و الموحدين و المرينيين و السعديين والاشراف العلويين.

لولا الملكية عند الأمازيغ كان أن يتحول المغرب إلى إيالة تركية عثمانية. لولا الملكية عند الأمازيغ كان أن يتحول المغرب إلى مستعمرات أوربية متعددة.

الملكية عند المغاربة من إنتاج الحضارة الأمازيغية و إشعاعها منذ ثلاثة و ثلاثين قرنا حيث الهوية الأمازيغية هي المناعة الحضارية للدولة الأمة بالمغرب.

https://anbaaexpress.ma/dzvr9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى