باريس – أنباء إكسبريس
في تطور غير مسبوق بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، فجّرت صحيفة Le Journal du Dimanche قنبلة سياسية وأمنية، بكشفها تفاصيل شبكة تجسس واختطاف تابعة للمخابرات الجزائرية، نفذت عمليات سرية على الأراضي الفرنسية والإسبانية، استهدفت معارضين بارزين لنظام عبد المجيد تبون، على رأسهم اليوتيوبر الشهير أمير دي زاد.
التحقيق يكشف أن الأوامر صدرت مباشرة من قصر المرادية، ونفذها ضباط تابعون لجهاز المخابرات الخارجية DGDSE، بغطاء دبلوماسي رسمي، وبتنسيق مباشر مع مستشاري الرئيس.
أسماء المسؤولين الجزائريين المتورطين كما وردت في الوثائق الفرنسية:
• الجنرال رشدي فتحي موساوي (المعروف بلقب “صادق”) – قائد جهاز المخابرات الخارجية DGDSE، ومهندس الشبكة.
• بوعلام بوعلام – مدير ديوان رئاسة الجمهورية، العقل المدبر لإصدار أوامر التصفية والمراقبة.
• محمد تبون – نجل الرئيس، شارك في التنسيق والدفع نحو التصعيد ضد المعارضين.
• الجنرال مهنة جبار – مدير DGDSE السابق، قدّم دعماً لوجستياً للشبكة من الجزائر.
• العقيد سواحي زرقين (الملقب بـ”معاد”) – ضابط ميداني شارك في التخطيط والتنفيذ.
• SR – رقيب مخابرات متخفٍ في السفارة الجزائرية بباريس، تم توقيفه من طرف الأمن الفرنسي في أبريل 2025.
• SS – السكرتير الأول بالسفارة الجزائرية، غادر باريس بشكل مريب في يوليو 2024.
• HB – نائب القنصل الجزائري، فرّ من فرنسا في ديسمبر 2024 بعد ورود اسمه في التحقيقات.
محاولات اغتيال وخطف: من باريس إلى إشبيليا
منذ سنة 2021، أعلن الرئيس تبون بشكل صريح أنه “سيعيد المعارضين بكل الوسائل”، واليوم تؤكد الوقائع أن هذا التهديد لم يكن رمزياً:
• الصحفي عبدو سمار: تعرّض لمحاولة اعتداء في باريس، والهدف كان سرقة هاتفه المحمول.
• العسكري السابق هشام عبود: اختُطف في برشلونة ونُقل نحو الجنوب الإسباني في أكتوبر 2024، وأنقذته الحرس المدني الإسباني في اللحظات الأخيرة.
• أمير دي زاد: الهدف الرئيسي، بعد أن اتهم عائلة الرئيس بالفساد. حاولت الشبكة ترحيله قسراً عبر عمليات سرية، لكن القضاء الفرنسي وقف حاجزًا أمام تلك المحاولات.
رد ماكرون: فرنسا تعلن الطوارئ وتفتح تحقيقًا أمنياً شاملاً
في أعقاب التحقيق، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعقد مجلس دفاع خاص لبحث “الاختراق الأمني الجزائري غير المسبوق”.
السفيران الفرنسيان السابق والحالي لدى الجزائر، فرانسوا غوييت وستيفان روماتيه، سلّما تقارير شديدة اللهجة للإليزيه، تفيد بتحول السفارة الجزائرية في باريس إلى غرفة عمليات استخباراتية خارجة عن القانون.
تبون في مرآة باريس: رئيس دولة أم زعيم شبكة أمنية ومافبوية؟
التحقيقات الفرنسية توصلت إلى قناعة خطيرة: أن الرئيس عبد المجيد تبون لم يعد يتصرف كرئيس دولة، بل كزعيم لأجهزة أمنية تستهدف خصومه كأنهم أعداء شخصيين، وتستخدم الدبلوماسية كغطاء لتصفية الحسابات.
نحو قطيعة دبلوماسية؟
مع تصاعد الضغوط داخل النخبة السياسية الفرنسية، تتزايد الأصوات المطالبة بطرد الدبلوماسيين الجزائريين المتورطين، وتجميد التعاون الاستخباراتي مع الجزائر، وإعادة صياغة العلاقة الثنائية من أساسها.
فرنسا تدرك اليوم أن خطر النظام الجزائري لم يعد داخلياً فقط، بل أصبح تحدياً مباشراً لأمنها القومي. وبذلك بدأ العد العكسي نحو القطيعة مع هذا النظام.