رغم العلاقات الدبلوماسية المتينة بين إسبانيا والمغرب، خاصة منذ التوقيع على الإعلان المشترك يوم 7 أبريل 2022 بالرباط بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، فإن إسبانيا تراقب بعناية التقارب بين الرباط وواشنطن.
وبحسب تحليل أجراه المركز الأعلى لدراسات الدفاع الوطني (CESEDEN) التابع لوزارة الدفاع الإسبانية، نُشر في أوائل يناير 2024.
أعطت الولايات المتحدة الأولوية للعلاقة مع المغرب باعتباره “شريكًا إقليميًا في البحر الأبيض المتوسط” مقارنة بإسبانيا.
والسبب، بحسب سيسيدن، يكمن في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل.
ويتناول التقرير، الذي يدرس استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة، السياسة الخارجية الأمريكية، وموقعها بين الحلفاء، واستراتيجيتها النووية، وأخيرا العلاقة مع إسبانيا.
ويوضح مؤلف التحليل، بيدرو فرانسيسكو راموس خوسيه، الأستاذ في CESEDEN وجامعة فالنسيا الدولية، أنه في نهاية عام 2020، رفع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي آنذاك، العلاقات الثنائية مع المغرب من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء.
ورغم أن إسبانيا حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي وتستضيف إحدى أهم قواعدها البحرية في روتا، إلا أن الولايات المتحدة اختارت إعطاء الأولوية لعلاقاتها مع المغرب.
ومنذ 2012، يجري حوار استراتيجي ثنائي بين البلدين، وهو ما يمثل، حسب كاتب التقرير، نجاحا دبلوماسيا مغربيا في حقبة جديدة من التنافس الاستراتيجي.
ويكشف المحلل الإسباني أن العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة تمر بفترة من الاضطراب.
وآخر مثال على ذلك هو الأزمة التي اندلعت في البحر الأحمر بعد أن منع الحوثيون حركة البضائع البحرية في المنطقة.
وبحسب التقرير فإن الولايات المتحدة أصرت منذ أسابيع على مشاركة إسبانيا في العمليات العسكرية بالبحر الأحمر، لكن إسبانيا أصرت على رفضها.
إضافة إلى ذلك، حدثت مواجهة جديدة بين الإدارات، تتعلق بالمعلومات الاستخباراتية.
وفي ديسمبر 2023، أكدت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، أنه تم القبض على عميلين من مركز المخابرات الوطنية الإسبانية (CNI) بتهمة نقل معلومات إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
بالإضافة إلى اثنين من الإسبان المحتجزين، تم طرد اثنين على الأقل من جواسيس وكالة المخابرات المركزية من إسبانيا لاختراقهم المخابرات المركزية الأمريكية.
وطالب وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بتوضيحات من السفيرة الأمريكية، الذي زعم أنه لا علم له بهذه العملية، وهو الرد الذي لم يرضي الحكومة الإسبانية.