
أفادت مصادر إعلامية متعددة، أن أبوظبي إستطاعت أن تحل معضلة ايصال المساعدات الانسانية والإغاثية لمنكوبي الزلزال في شمال سوريا وفتح المعابر.
فيما كانت دمشق تتمسك بأن تمر جميع المساعدات الأممية والدولية لمناطق سيطرة المعارضة، عبر مؤسساتها الرسمية وهو أمر يبدو مفهوما في خضم بحث الحكومة السورية عن كسر العزلة الدولية ودفع المجتمع الدولي الذي يشكك في شرعية النظام السوري، للتعامل معه.
قرار إيصال المساعدات، يمثل وفق مراقبون، انتصارا دبلوماسيا للإمارات العربية المتحدة، التي أعادت بناء العلاقات مع دمشق على الرغم من الرفض الأمريكي.
وشكل قرار الأسد الموافقة على وصول قوافل مساعدات من الأمم المتحدة على نطاق أوسع إلى الشمال الغربي قادمة من تركيا تحولا في موقفه بعد معارضته لفترة طويلة تدفق المساعدات عبر الحدود إلى المنطقة، التي تسيطر عليها المعارضة ويعيش بها أربعة ملايين كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات.
وجاءت موافقته بعد نحو أسبوعين من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 49 ألف شخص.
وحسب ذات المصادر، فإن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ناقش مسألة المعابر مع الأسد في دمشق يوم 12 فبراير، أي قبل يوم واحد من إعلان موافقة الأسد.
وأضاف المصادر، أن”وزير الخارجية الإماراتي حث الأسد على تقديم بادرة حسن نية تجاه المجتمع الدولي. وقال له هذه فرصتك لإظهار التعاون بموضوع المعابر، الكل الآن يتطلع إلى فتح المعابر أمام المساعدات وهذه ستكون نقطة مفصلية”، لافتا إلى أن الأسد وعد خيرا وهذا ما حصل.
وبعد إقناع الأسد أشار الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة سيزور دمشق في اليوم التالي للاطلاع على موقف دمشق من عبور المساعدات.
وأعلنت الأمم المتحدة قرار الأسد بعد ساعات من لقاء غريفيث بالأسد في دمشق.
ويرى مراقبون أن قرار الإمارات بإعادة علاقتها الدبلوماسية مع سوريا وتركيا، باتت تشكل الطرف العربي الأكثر قدرة على التأثير في الملف السوري، وأن التحرك الإنساني العاجل كشف عن الفرص التي باتت تمتلكها أبوظبي من أجل المساعدة في التوصل إلى حل.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها، إلا أن مؤشرات انفتاح عربي برزت خلال السنوات القليلة الماضية وبدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد للإمارات في مارس الماضي.