بمجرد وصوله إلى سدة الحكم، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يحسم الأمر ويرسل قائد أفريكوم الجنرال “مايكل لانغلي” للجزائر.
وحسب المعطيات، أفادت بأن المحادثات مع تبون وشنقريحة تناولت المواضيع الآتية بالإضافة إلى إبرام مذكرة تفاهم:
1– تحذير شديد اللهجة للنظام الجزائري بخصوص علاقاته الاستراتيجية مع روسيا مع التأكيد بأن الاتفاقية التي أبرمت مع موسكو والتي تخول لها استعمال الموانئ والقواعد الجزائرية من طرف البحرية والجوية الروسية بما فيها الميناء العسكري مرس الكبير بمدينة وهران تشكل تهديدا للأمن بحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأكد قائد أفريكوم بأن واشنطن على علم بأن روسيا بعد اندحار قواتها بسوريا مع سقوط نظام الأسد، تبحث عن موطأ قدم بالمياه الدافئة وبالتالي فقد وقع اختيارها على ليبيا والجزائر لتعويض خسارتها بالشرق الأوسط وهذا سيشكل خطرا بالنسبة لحلفاء أمريكا بالبحر الأبيض المتوسط حيث سيضع القوات الروسية مباشرة أمام شواطئ أوروبا.
2– الكف عن تهديد المغرب بتصعيد عسكري والحد من العمليات الاستفزازية التي تقوم بها البوليساريو ضد المغرب والتأكيد على أن القرار الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء قرار لا رجعة فيه، وللعلم فإن موقع أفريكوم نشر خريطة المغرب مع أقاليمه الصحراوية.
3– الحد من الحملات المسعورة ضد اسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، بما فيها فرنسا وإسبانيا.
4-بالإضافة إلى التهديد بوقف المساعدات والتعاون العسكري إذا ما استمرّت الجزائر في رفض الاستسلام للأمر الواقع.
5– الحد من علاقات التعاون والتنسيق مع إيران مع عدم إيواء قيادات حزب الله وحماس وتنظيم الجهاد الإسلامي.
6– الكف عن التدخل في شؤون دول الجوار.
7– تبادل الرؤى وفرض آليات تعاون حول الوضع الأمني بمنطقة الساحل والصحراء مع تنامي أنشطة المنظمات الأرهابية خصوصا بعد عملية خطف مواطن إسباني بجنوب الجزائر التي قامت بها مجموعة من قطاع الطرق لبيعه للجماعات الارهابية بالساحل والصحراء.

لهذا فقد تعهد النظام الجزائري بالامتثال للاستراتيجية والتصور الذي وضعته الإدارة الأمريكية للتصدي للجماعات الارهابية بالمنطقة،
مع تعهد الجزائر بالتعاون بكل شفافية مع الشركاء الإقليميين والأوروبيين في هذا الإطار وعدم اللعب بهذه الورقة للضغط على دول الجوار.
وقد تم التأكيد بأن أمريكا على علم بأن النظام الجزائري راعي “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (القاعدة) الذي يعيش زعيمها هو وعائلاته أياد أغ غالي في كنف المخابرات الجزائرية بقرية تنزاواتن المنقسمة بين الحدود الجزائرية المالية.
كما أصرت واشنطن على عدم تلاعب الجزائر بورقة الإرهاب بالنسبة لتنظيم “دولة الخلافة بالصحراء الكبرى” (داعش) الذي تتكون قياداته البارزة من عناصر صحراوية من البوليساريو.
وجدير بالذكر بعد هذا اللقاء، يبدو أن النظام الجزائري قد بدأ فعلا في الامتثال لتعليمات واشنطن إذ لوحظ بأنه توقف بجرة قلم عن التهجم على اسرائيل والأيام القادمة ستبرز هذا التحول المفروض على نظام العسكر في تعامله الهجين مع المنتظم الدولي.