في خطوة تصعيدية غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب للنظام العسكري الجزائري، سمحت بدخول وفد تابع لحركات كردية انفصالية إلى مخيمات تندوف ورفع شعارات ضد تركيا، في خطوة يقول مراقبون إن الهدف منها استفزاز أنقرة والرد على دعمها للمجلس العسكري الحاكم في مالي المناوئ للجزائر، وهو أمر لن تسكت عليه تركيا.
ورفع نشطاء مؤيدين لاستقلال كردستان علم “روجافا” إلى جانب علم ميليشيا “البوليساريو” الإرهابية.
وعبّر هؤلاء الانفصاليون الأكراد الداعون لاستقلال كردستان، خلال هذا النشاط، علنًا عن دعمهم لميليشيات وحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المرأة (YPG/YPJ) والقوات الديمقراطية السورية (SDF).
وقد حصل هؤلاء النشطاء على تأشيرة دخول إلى الجزائر، بالإضافة إلى تصريح رسمي من السلطات الجزائرية للسفر إلى منطقة تندوف الخاضعة لسيطرة الجيش الجزائري حيث توجد مخيمات جبهة البوليساريو.
وعرف هذا النشاط مشاركة الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، بتنسيق من الدراجين السويديين بنجامين لادرا، المولود لأبوين يهوديين ومن أصول سويدية-جزائرية، وسانا غوتبي (سويدية من أصول كردية)، اللذان يعملان لصالح جمعية مؤيدة لجبهة البوليساريو اسمها “Solidarity Rising”، والتي تروم دعم ما يسمى “الشعوب المضطهدة” عبر العالم.
ووفق مراقبون خطوة الجزائر اعتُبرت تحديًا مباشرًا لتركيا وسوريا، إثر سقوط حليفه نظام بشار الأسد في دمشق، اللتين تصنفان تلك الحركات كـ”إرهابية”، ما قد يزيد من توتر العلاقات بين أنقرة والجزائر من جهة وبين الإدارة الجديدة في دمشق.
ويأتي هذا في ظل تحركات تركية واسعة لإنهاء ملف الأكراد في المنطقة.
ويتوقع أن تثير هذه الخطوة الجزائرية ردود أفعال غاضبة من تركيا. خاصة مع الاتهامات السابقة الموجهة للجزائر بدعم حركات انفصالية في مالي ومنطقة الساحل.
ومع سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، تثار تساؤلات حول الموقف الجزائري الذي لطالما دعم النظام سياسيا ودبلوماسيا حتى اللحظات الأخيرة.
وقد ثبت تورط الجزائر بشكل مباشر في قمع الثورة السورية بعد إرسالها لميليشيات البوليساريو وكذلك ضباط جزائريين لتقتيل الشعب السوري بجانب المليشيات الإيرانية.