القاهرة – أنباء إكسبريس
في خطوة لافتة تعكس أهمية التنسيق المصري-الأمريكي في ملفات الشرق الأوسط، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم في القاهرة، مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية، وسط مؤشرات لتصاعد توترات غير معلنة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين المصريين والأمريكيين، بينهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى، إضافة إلى جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا.
ونقل مسعد بولس تحيات الرئيس ترامب إلى السيسي، حيث أكد الرئيس المصري من جانبه على عمق العلاقات الإستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وحرص مصر على تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين، خصوصاً في ظل تحديات إقليمية غير مسبوقة.
وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في غزة، حيث شدد السيسي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مشيداً بالجهود المشتركة مع الولايات المتحدة وقطر في مسار الوساطة. كما شدد على أهمية استمرار التنسيق في المرحلة القادمة لتفادي اتساع رقعة الصراع.
في سياق متصل، ناقش الطرفان الأوضاع في ليبيا، حيث جدد السيسي موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى حل سياسي ليبي-ليبي، وتشكيل حكومة موحدة تمهد لإجراء انتخابات شاملة.
كما تم التطرق إلى الأزمات في لبنان والسودان واليمن، إلى جانب ملفات القارة الأفريقية، لا سيما في منطقتي القرن الأفريقي والساحل.
اللقاء جاء وسط تقارير متواترة عن تصاعد توترات في العلاقات المصرية-الأمريكية منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير 2025.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن أبرز نقاط الخلاف تتعلق بمطالب أمريكية بإعفاء السفن الأمريكية من رسوم عبور قناة السويس، وهو ما تعتبره القاهرة مساساً بسيادتها الاقتصادية، إضافة إلى رفض مصر القاطع لأي مشاريع تهدف إلى توطين فلسطينيين من غزة في سيناء، وهي المقترحات التي عادت إلى الواجهة ضمن نسخة معدّلة من “صفقة القرن”.
وتطرح زيارة بولس لمصر تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تسعى لاحتواء الخلافات مع القاهرة أم لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بما يتناسب مع أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة، خصوصاً في ظل احتدام أزمات المنطقة وعودة واشنطن للعب أدوار محورية في ملفات الشرق الأوسط.
أنباء إكسبريس تتابع تطورات هذا الملف الحساس عن كثب، في وقت تبدو فيه القاهرة حريصة على التمسك بثوابتها الوطنية، دون التفريط في شراكتها التاريخية مع الولايات المتحدة.