حديث الساعةسياسةعاجل
أخر الأخبار

مشروع “إكس لينكس” بوابة إفريقيا والتوازن مع أوروبا: كيف فرضت أوراق القوة المغربية اعتراف بريطانيا بالصحراء المغربية؟

إكس لينكس.. الكابل الذي انتزع اعتراف بريطانيا بالصحراء المغربية - تحليل

في خطوة ذات دلالات استراتيجية عميقة، وجهت المملكة المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي وإحدى القوى الكبرى عالمياً، صفعة دبلوماسية غير مسبوقة هذا الأسبوع لمحور الانفصال والعداء الذي تقوده الجزائر.

حيث أعلنت بوضوح دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره «الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع» حول الصحراء المغربية.

دينامية يقودها الملك محمد السادس

بهذا الإعلان، تتعزز الدينامية الدولية المتصاعدة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تكريس مغربية الصحراء على الساحة الدولية.

إن هذا التحول لا يمثل فقط انتصاراً دبلوماسياً للمغرب، بل أيضاً انتصاراً لشرعية الحق الدولي ولقيم الحل السلمي العادل في وجه حملات التظليل والابتزاز السياسي التي يقودها النظام الجزائري عبر أذرعه الإعلامية والدبلوماسية

لهذا في سياق دولي متغير وسريع الإيقاع، تبرز الدول القادرة على توظيف أوراق قوتها الاقتصادية والجيو-استراتيجية بحكمة ورؤية. وهذا ما فعله المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس.

لحظة فارقة في المعركة الحقوقية

كنا دائماً نقول، كحقوقيين ومتابعين لهذا الملف منذ عقود.. إن الحق وحده لا يكفي. لا بد من تحصينه بالشرعية الدولية والتحالفات الذكية.

اليوم، المغرب، الذي أطلق منذ سنوات بقيادة جلالة الملك محمد السادس دينامية دبلوماسية غير مسبوقة، يقطف ثمرة هذا العمل المتقن.

فمع انضمام بريطانيا إلى موقف كل من الولايات المتحدة وفرنسا، أصبح 3 من أصل 5 أعضاء دائمين في مجلس الأمن يعترفون فعلياً بسيادة المغرب على صحرائه ويدعمون مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد قابل للتنفيذ.

الأوراق التي غيرت ميزان القوى

1- مشروع “إكس لينكس”: جسر الطاقة البديلة

لندن ليست ساذجة. مصالحها الاستراتيجية اليوم تمر عبر تأمين مصادر طاقة نظيفة وموثوقة بعد البريكسيت.

مشروع الربط الكهربائي “إكس لينكس” مع المغرب الذي سيزود 7 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة بحلول 2030 — لا يمكن أن يتحقق دون استقرار شامل في الصحراء المغربية.

هكذا، صار دعم الوحدة الترابية للمغرب شرطاً استباقياً لإنجاح واحدة من أضخم صفقات الطاقة البريطانية المستقبلية.

2- المغرب كـ”بوابة إفريقيا”

بريطانيا الخارجة من الاتحاد الأوروبي تحتاج اليوم إلى موطئ قدم حقيقي في إفريقيا.

في هذه المعادلة، المغرب ليس مجرد شريك، بل بوابة تنموية ولوجستية، خاصة مع أقاليمه الجنوبية التي تشهد طفرة اقتصادية (ميناء الداخلة الأطلسي، مناطق التجارة الحرة، البنية التحتية الحديثة).

لندن تدرك أن تجاهل هذه الدينامية سيعني ترك الساحة للمنافسين (الاتحاد الأوروبي، والصين).

3- التعاون الاقتصادي والتجاري: حيث تشهد المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين نمواً مطرداً ومتواصلا، في ظل اتفاقيات شراكة متقدمة.

4- التبادل الثقافي والسياحي: إذ يسجل المغرب سنوياً ما يقارب نصف مليون سائح بريطاني، فضلاً عن وجود جالية مغربية مهمة في بريطانيا (أكثر من 25 ألف مهاجر)، تشكل جسراً إنسانياً وثقافياً إضافياً.

5- التوازن مع أوروبا

في لعبة التوازنات الكبرى، تحرص بريطانيا على التمايز عن الموقف الأوروبي التقليدي.

بدعمها العلني اليوم للحكم الذاتي المغربي، ترسل لندن إشارة قوية بأنها شريك دولي مستقل يُراعي مصالحه البراغماتية بعيداً عن قيود الاتحاد الأوروبي.

صفعة دبلوماسية للجزائر “النظام العسكري”

هذا التطور يمثل صفعة مدوية للنظام العسكري الجزائري الذي يواصل الرهان على كسب تأييد أعضاء دائمين في مجلس الأمن.

اليوم، بريطانيا، بصفتها عضواً دائماً، تعلن بوضوح أن حل النزاع يمر عبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

أما الجزائر، فتجد نفسها معزولة أكثر من أي وقت مضى، بعدما خسرت ثلاث قوى كبرى في مجلس الأمن.

ما ننتظره اليوم هو أن تكتمل حلقة الدعم الدولي عبر موقف واضح من روسيا والصين.

فحينها سيكون المغرب قد تمكن، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، من تحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي يُنهي وهم “الانفصال” ويدشن عهداً جديداً من الاستقرار والتكامل في المنطقة.

إنها معركة الشرعية والحق ضد محاولات الابتزاز والتضليل. ومع كل صفعة دبلوماسية جديدة، تتأكد الحقيقة: الصحراء مغربية، وستظل مغربية، بفضل تلاحم الشعب والقيادة والرؤية الملكية الثاقبة.

كما قلنا المعركة لم تنتهِ بعد. المغرب يواصل، بخطى هادئة ورؤية استراتيجية، العمل على إقناع روسيا والصين، وسيندحر وهم الانفصال نهائياً.

لقد أثبت المغرب أن القضايا العادلة تحتاج إلى رؤية سياسية واقتصادية متكاملة.

أما حقوقياً، هو انتصار جديد لمبدأ وحدة الأراضي الوطنية، ولحق الشعوب في التنمية والاستقرار.

وأكررها بوضوح، كمهتم ومتابع بشكل دقيق لما يقع في المنطقة المغاربية وشمال إفريقيا:

الصحراء مغربية، وستبقى مغربية.. اليوم، لندن تنحاز للحق.. وغداً، العالم كله سيفعل“.

https://anbaaexpress.ma/8rhqa

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى