آراءسياسة
أخر الأخبار

الأحزاب السياسية في السودان.. هذا أو الطوفان !

ما لم تسوق وتستبق الأحزاب السياسية في السودان وبالتحديد حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي هذه النقاط في برامجها الحزبية في المرحلة المقبلة، فهي بلا شك اوعزت اختياراً لنفسها أو إجبارا بواقع الحال أن تكون بعيدة للغاية عن الحياة الكريمة، وأن تحجز لها مقعداً وثيراً في ركن قصي من ذاكرة التاريخ وبطبيعة الحال ستكون نسياً منسياً وضرباً من الأحاديث القديمة البائدة، أحاديث القرون الأولى، أنا هنا أخص بالذكر حزب الأمة القومي، على النحو التالي:

1 / تغيير المنظومة السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في أجندة الحزب الداخلية منذ اليوم فصاعداً.

2 / تغيير الواجهات الشخصية والقيادية في العمل التنفيذي للمكاتب الأشد تأثيراً لمواقع القيادة، على أن يتم عبر أبعاد وابجديات جوهرية لا تعتمد على الشخصنة أو الإنتماء الحزبي أو الولاء الطائفي بل تعتمد على العطاء والمقدرة والتضحية من أجل القيم الأخلاقية الإنسانية والوطنية.

3 / تغيير سياسية الحزب في المواقف السياسية الوطنية السودانية بمفاهيم تحترم وتقدر قيمة المواطن السوداني وتعمل على إخراجه من الدركات إلى المعالي من طريق تلبية أدنى مطالبه الخدمية والتنموية.

4 / تحديد المواقف السياسية الخارجية الإيجابية توائماً بينها والمواقف الداخلية بما لا يتعارض مع جوهر المصلحة الحزبية.

5 / إبعاد التنميط السالب الولائي الذي لا يستجلب مأتياً ولا يغني مقضياً، بمعنى تغيير المفاهيم الأساسية السائدة تماشياً مع تطورات الأوضاع السياسية الداخلية والخارجية.

6 / دراسة تشظية الحزب إلى عدة أحزاب دراسة علمية حديثة تحت إشراف خبيرين / خبراء / في المجال السياسي، وهذا نتج بطبيعة الحال للتعارض ما بين الحداثة العالمية في الأوضاع السياسية وما بين التكلس الشكلي الذي لا يجدي فتيلاً.

7 / عمل برامج مكثفة في كل المكاتب الاستشارية التنفيذية للخروج من الأزمة الراهنة والوصول إلى حلول وتوصيات حقيقية لا فقاعات إعلامية من شأنها إعادة النظر في مجريات الأحداث الأخيرة في السودان.

8 / التدريب والتأهيل الشامل في كافة الأصعدة بالنسبة للشباب والطلاب وبالتحديد الجامعات والمعاهد العليا بتغيير أسلوب الخطاب السياسي والفكري الذي من شأنه تعكير الأجواء بعامة والتي تؤدي نهاية المطاف إلى الامتعاض حد الاحتراب والغبن كما هو حادث اليوم.

9 / الاستعداد المبكر جداً لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة لا بصورة ديمقراطية فحسب بل عن جدارة واستحقاق أخلاقي قبل أن يكون سياسياً محضاً بتلبية طموحات الشعب السوداني وتعهداته بتنفيذ مطالب ثورة ديسمبر المجيدة بإحقاق السلام والحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

10 / تغيير الشعارات الجوفاء وابدالها عملياً ملموساً بتحقيق الأمن القومي والاستقرار السياسي الشامل، ذلك بتنفيذ مشاريع تنموية جديدة ضخمة تكون ركزا لأي جدال في غير محله، سواء كان تنفيذ هذه المشاريع القومية انفراداً أو تضامناً.

11 / تغيير الخطاب الديني في المحافل والأنشطة الاجتماعية بعامة وخصوصاً بهيئة شؤون الأنصار تماشياً مع مفاهيم حداثوية علمية تفصل ما بين الفقه الإسلامي مرجعاً أساساً قديماً، وما بين الفكر الإنساني العالمي مرجعاً أساساً جديداً بإعمال إعادة النظر في الفكر الوجودي النافذ واسقاطه على الواقع المعاش حياة وشعوراً لا تطرفاً وتكفيراً.

12 / توظيف العامل الاقتصادي الاستراتيجي في تحقيق الكفاية الإنتاجية والخدمية الحقيقة للمواطن وللمنتمين للحزب، وتعدي هذه الكفاية لغير المنتمين إلى الحزب، باعتبار أن الحزب حزباً قومياً لا اسرياً وخفضاً للبطالة وتفشي الجريمة.

13 / التأكيد استراتيجية السلام ، من أولويات العمل الحزبي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، البحث عن جذور المشكل الحقيقي في تضخم الحركات الثورية والمسلحة في كل الارجاء، بالعمل على تحقيق مطالب المناطق الأشد تأثراً بالنزاعات القبلية والجهوية والمناطقية وإحلال السلام الدائم.

14 / البحث عن آلية جديدة لخلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في أقرب وقت ممكن، وتجهيز الأوراق التي تخاطب جوهر الأزمة السودانية في كل المجالات الحياتية وتوجهاته السياسية والثقافية والاجتماعية والإنسانية، وبالتحديد الإسهام في وضع دستور دائم للبلاد عبر آلية الإعلام والتغطية الخبرية ثم إعمال الفكر والعلم في تخطي الحاجز النفسي لما خلفته الحرب.

15 / التركيز للغاية على القوة الناعمة وهي العملية الثقافية والأدبية والفنية والإبداعية في تغيير المفاهيم الأساسية السائدة بشكلها الحالي، وصناعة عقلية جديدة من أهمها إحلال السلام في النفس ثم التعايش السلمي الإنساني العالمي.

16 / التنسيق مع الجهات المعنية بالحل السلمي باستخدام قصب السبق في خلق مفاتيح جديدة لحركة الحياة السودانية بإعادة الإعمار والتنمية البشرية المستدامة بطاقة الشباب وفكر الرجال وعزيمة الأوفياء.

17 / إعادة التشكيل الأساسي لشكل الدولة الحالية في صورة حداثوية علمية، تفصل ما بين المؤسسة العسكرية وما بين الكيان المدني العريض.

18 / عدم ازدواجية الخطاب السياسي والإعلامي واستهلاك الطاقات الإيجابية فيما لا يخدم أهداف وغايات المؤتمر أو الحزب خصوصاً وعدم معاداة الشعب في معتقداته أياً كانت.

19 / استجلاب رؤوس الأموال ورجالات الأعمال الخارجية وبالتحديد الخليجية والعربية، سواء كانت هذه الأموال حكومية أو خاصة بالتركيز على الدول الأقرب إلى القبول الشعبي السوداني.

20 / توجيه الآلة الإعلامية الأبرز داخلياً وخارجياً في تحقيق أهداف وغايات هذه الورقة أو غيرها، باستمالة القلب والعقل الجمعي في تحسين صورة السودان وشعبه، من طريق الحزب بتحقيق ومصداقية وتنفيذ برامجه المتنوعة على أرض الواقع.

21 / عدم احتكار القرار السياسي أو التنفيذي في أيدي قلة قليلة من شأنها مصلحتها الخاصة أو منسوبيها مناطقياً أو قبلياً أو جهوياً.

22 / الحل الجذري لتفكيك مفهوم خطاب العنصرية والكراهية والجهوية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد وبناء الثقة في النفس الجمعي الوطني بخلق أفعال حقيقية تمنع وتستأصل شأفة الكراهية بإحقاق التوزيع العادل للثروة والسلطة في كل المجالات الحياتية.

23 / الحث على زيادة الإنتاج والإنتاجية في المجال الزراعي والصناعي والخدمي والحرفي والتعدين بتسهيل وفتح ممرات آمنة من الجمارك الباهظة، ومدخلات الإنتاج وتعديد المنافذ الانتاجية والخدمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ثم الصادر.

24 / أنا شخصياً أدعو إلى عقد مؤتمر مهم وعاجل جداً للتفاكر والتحاور حول التقسيم الإداري لاقاليم السودان، وتحقيق العدالة السياسية الفدرالية الوطنية السودانية بمفاهيم تحترم وتقدر قيمة المواطن السوداني أينما كان على أن تظل تحت سيادة الدولة الواحدة.

25 / الطريق نحو الحرية والعدالة والديمقراطية والدولة المدنية يجب أن تبدأ من الذات ثم تنطلق إلى الآفاق تحقيقاً لمبدأ المساواة والمواطنة، فإن الديمقراطية لا تستجلب من الخارج بل من الداخل بالتكييف المجتمعي الذي تقوم عليه الدولة الحديثة، والاهتمام والعناية بالاعراف والتقاليد والعادات المحلية والأهلية.

هذا أو الطوفان..

https://anbaaexpress.ma/3tsnb

تعليق واحد

  1. مقال مهم ورسالة صادقة يجب أن يعمل بها الحزبين الكبيرين خصوصا ،مع بعض الإضافات والحزف والتوضيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى