أعلنت حركة طالبان أن روسيا أصبحت أول دولة تعترف رسمياً بـ”الإمارة الإسلامية” في أفغانستان، معتبرة القرار “شجاعاً” ويمهد الطريق أمام دول أخرى للاعتراف..
حيث جاء ذلك بعد لقاء بين وزير خارجية طالبان أمير خان متقي والسفير الروسي في كابول دميتري جيرنوف، وأكد متقي عبر “إكس” أن موسكو افتتحت مسار الاعتراف الدولي بطالبان، واصفاً الخطوة بأنها بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية.
في حين أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أكدت فيه أن الاعتراف بطالبان سيعزز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والزراعة والنقل والبنية التحتية، وأن موسكو مستعدة لدعم كابول في جهود مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، كما أن روسيا كانت قد شطبت طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية في أبريل الماضي ووافقت على اعتماد سفير للحركة في موسكو، وهو ما مهّد لهذه الخطوة، وقد سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وصف طالبان في يوليو 2024 بأنها “حليف في مكافحة الإرهاب”.
ما شكل تحوّلاً واضحاً في خطاب الكرملين بعد سنوات من التوجس، في المقابل واجه القرار الروسي موجة رفض حادة من ناشطات أفغانيات ومنظمات حقوقية اعتبرته طعنة في ظهر النساء، حيث قالت النائبة السابقة مريم سليمانخيل إن الاعتراف يضفي الشرعية على سلطة تمنع تعليم الفتيات وتمارس الجلد العلني وتؤوي إرهابيين.
بينما رأت فوزية كوفي أن الخطوة تعزز الإفلات من العقاب وتهدد ليس فقط أمن الأفغان بل الأمن الدولي أيضاً، ويأتي الاعتراف الروسي ضمن توجه استراتيجي يسعى لتثبيت موطئ قدم لموسكو في آسيا الوسطى بعد انسحاب الولايات المتحدة، كما يعكس رغبة روسية في تحييد المخاطر الأمنية على حدود جمهورياتها الحليفة وفتح قنوات اقتصادية جديدة في ظل العزلة الغربية.
ومن المتوقع أن تتابع دول أخرى هذه الخطوة بحذر، فيما لا يزال موقف الصين أكثر تحفظاً رغم قبولها لسفير طالبان، ويبدو أن الواقعية السياسية باتت تتفوق على القيم الحقوقية، وفق مراقبين، إذ يعد الاعتراف بسلطة تقصي النساء وتكمم الحريات إشارة واضحة على أن منطق المصالح لا يزال الحاكم الأول في علاقات الدول، وهو ما يهدد بانكماش مساحة الدفاع عن حقوق الإنسان في الملفات الأكثر حساسية.