في تحول ديمغرافي لافت، أصبح المغرب في عام 2024 المصدر الأول للمجنسين الجدد في إسبانيا، وفقًا لأحدث بيانات المعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE).
فقد حصل 42.910 مغربيًا على الجنسية الإسبانية من أصل 252.476 شخصًا، ما يمثل زيادة بنسبة 5.1% مقارنة بعام 2023، وأعلى رقم يتم تسجيله منذ 2013.
وتصدّر المغاربة القائمة، تلاهم الفنزويليون (35.403) والكولومبيون (26.224)، ما يعكس تنامي الحضور المغاربي واللاتيني في خارطة الهجرة الإسبانية.
الإقامة القانونية.. المسار الأبرز للتجنس
أغلب طلبات الجنسية (85%) تمت عبر الإقامة القانونية، والتي تتطلب سنوات من العيش في إسبانيا، وتقل المدة بالنسبة لجنسيات كالمغرب ودول أمريكا اللاتينية. وبلغ متوسط الإقامة قبل التجنيس نحو خمس سنوات.
اللافت أن النساء شكّلن النسبة الأكبر من المجنسين (56%)، ما يبرز أدوارًا مهاجرة متزايدة في ميادين كالعمل المنزلي والرعاية ولمّ الشمل العائلي.
مواليد إسبانيا.. بلا جنسية تلقائية
نحو 20% من المجنسين وُلدوا في إسبانيا، أي أكثر من 51 ألف شخص، وهو ما يسلّط الضوء على تعقيدات القانون الإسباني، إذ لا يحصل أبناء المهاجرين تلقائيًا على الجنسية، بل يُجبرون على انتظار بلوغهم سن الرشد لبدء الإجراءات.
المثير أن المغرب لم يكن بلد الميلاد الأول بين المجنسين، بل كانت إسبانيا نفسها، تليها فنزويلا، ما يعكس الحاجة للتمييز بين “بلد الأصل” و”بلد الميلاد”.
التوزيع الجغرافي.. كتالونيا ومدريد في الصدارة
تركزت الجنسيات الجديدة بشكل رئيسي في كتالونيا (68.755) ومدريد (48.288)، بنسبة تقارب نصف المجنسين الجدد، تليها فالنسيا والأندلس والباسك، وهو ما يدل على استمرار المدن الكبرى كمراكز جذب للمهاجرين.
تجنيس يتقدم.. وتحديات مستمرة
يشير تزايد تجنيس المغاربة واللاتينيين إلى ترسيخ العلاقة بين إسبانيا وعمقها المتوسطي والهيسباني، لكن التحديات لا تزال قائمة: من بينها إصلاح قوانين التجنيس، والاعتراف بالتنوع الثقافي، وضمان مشاركة فاعلة للمجنسين الجدد في الحياة العامة.
فالمواطنة، كما تشير التقارير، ليست مجرد وثيقة، بل عملية اندماج وانتماء قيد التشكل في إسبانيا مع كل موجة مهاجرين جديدة.