حديث الساعة، يقول المثل المغربي الشهير عيش نهار تسمع خبار، كل يوم تفاجئنا الجارة الشرقية، بأخبار وبقرارت غريبة وعجيبة، فعلا صدق من قال إنهم يعيشون في عالم آخر.
وقد أجرى صبري بوقادوم، سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة، ووزير خارجيتها السابق، هذا الأسبوع حوار صحفي مع اثنين من الصحفيين في سفارة بلاده في واشنطن العاصمة الأمريكية، لفائدة موقع “ديفينس سكوب defensescoop“.
حيث قال بوقادوم، بأن الجزائر تعتبر أكبر دولة في أفريقيا، تمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء الكبرى.
مؤكدا بأن الجزائر مستعدة للتحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مواردها الطبيعية الوفيرة والمعادن الحيوية التي تحظى بطلب عالمي، من أجل وضعها رهن إشارة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
وأشار أيضًا إلى أن البلاد جاهزة لاستضافة مراكز البيانات بتكلفة أقل من الخيارات الحالية، وهذا بدون أن تطلب الإدارة الأمريكية من الجزائر أو حتى من طرف السفير الجزائري.
الجزائر بؤرة للإرهاب.. واستخدام الورقة الاقتصادية للتفاوض
الحوار الصحفي الذي أجراه صبري بوقادوم، جاء في إطار مذكرة التفاهم تم التوصل إليها إلى حد كبير في ظل الإدارة الأمريكية السابقة، وسيتم تفعيلها مع إدارة ترامب من خلال توقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين لتعزيز الشراكات الأمنية.
الجزائر كما يعلم الجميع أصبحت بؤرة للجماعات الإرهابية العديدة بجنوب الصحراء وفي منطقة الساحل وما حولها، وتنتعش بشكل كبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لهذا أمريكا تعمق الشراكات الأمنية مع الجزائر بشكل إستعجالي.
كما يستعد ممثلون دفاعيون وعسكريون من الولايات المتحدة والجزائر للمشاركة في مجموعات عمل رسمية وتصميم خطط تنفيذ قريبة المدى للاتفاقية الرسمية الأمنية الجديدة بين البلدين، بحسب تصريح مسؤول أمريكي كبير مشارك.
لكن، صبري بوقادوم خلال الحوار كان له رأي آخر، وهو طرح الجزائر في المزاد العلني، بشكل مجاني بهدف التضييق على المملكة المغربية، وإغراء الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التراجع عن قرارها التاريخي الداعم لمغربية الصحراء.
محاولات الجزائر المتكررة والمفضوحة، من أجل تحويل قضية الصحراء المغربية النزاع الإقليمي المفتعل، إلى مسألة سياسية قابلة للتفاوض مع الدول الداعمة لمغربية الصحراء، ومن بينها الولايات المتحدة، مع إستخدام الورقة الاقتصادية.
بالإضافة، ناقش الوزير الخارجية الجزائري السابق أيضا، خلال الحوار بأن الجزائر ترغب في تعزيز إقتصادها مع الولايات المتحدة، من خلال إدارة دونالد ترامب الجديدة.
أما بخصوص التعاون الاستخباراتي، وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب في المنطقة، أشار بوقادوم قائلاً: بأن “ميزة الجزائريين بالنسبة للولايات المتحدة هي أن لدينا العامل البشري.. من خلال تواجدنا على الأرض في شمال أفريقيا”.
وأضاف بنسبة لأمريكا فإن “التنصت، والأقمار الصناعية، وكل هذه الأشياء” التكنولوجية تشكل أهمية بالغة للعمليات الأمنية الأميركية في الخارج.
لكن في رأي بوقادوم يؤكد يجب” أن تعرف الناس القبائل وكل التفاعلات فيما بينهم ولابد أن يكون لديك المعلومات البشرية”.
من هذا المنطلق يوضح جليا المسؤول الجزائري، صبري بوقادوم للإعلام الأمريكي والرأي العام الدولي، بأن الجزائر ضعيفة على مستوى الاستخبارات و التطور التكنولوجي، حيث تعتمد فقط على العنصر البشري وعن المعلومات المتداولة، من أجل التنسيق ومكافحة الجرائم والإرهاب، ولا تمتلك التقنيات التكنولوجية الحديثة للمراقبة مثل الأقمار الاصطناعية وغيرها..
لهذا الجزائر أصبحت تقدم الغالي والنفيس بهدف الحصول على هذه التقنيات المتطورة من أجل منافسة المغرب وكذلك بهدف التشويش على القرارات السيادية الأمريكية لصالح المملكة.
لكن لابد من التأكيد، بأن النظام الجزائري، يدعم بشكل قوي الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، في المنطقة وعلى رأسها عصابة البوليساريو الإرهابية وتنظيم القاعدة..
كما أن دولة مالي اتهمت الجزائر مجددا بـ”دعم مجموعات إرهابية” وتندد بـ”التدخل” في شؤونها الداخلية، خصوصا في شطرها الشمالي الذي يشهد تمردا للطوارق، مما دفع المجلس العسكري المالي من إعلان إنهاء إتفاق السلام الذي وقع في الجزائر عام 2015 “بمفعول فوري”.