سعاد حموش حافظي
إفتتح الفنان منير بنرقي معرضه التشكيلي يوم الخميس الماضي برواق الفن المعاصر محمد الدريسي بمدينة طنجة والذي يستمر إلى أواخر أبريل وسط توقعات مرتفعة وإثارة فنية لمن يعشقون الجمال والإبداع.
يعتبر بنرقي فنانا بالسليقة عصامي التكوين يرتقي بخطى متأنية للوصول لمستويات وشرفات عالية في الفنون التشكيلية والبصرية المغربية ولما لا العالمية، مبدع دائم البحث عن طرق التعبير هو فنان تشكيلي ونحات وعاشق للفنون البصرية، مملوء بزمن آخر له بصمته المتفردة وخصوصيته المتميزة التي تظهر جليا في لوحاته والتي حلق بها عاليا في سماء الإبداع و عوالم الفنون.
فالمتأمل في لوحات الفنان منير بنرقي يرى بوضوح أن الفنان يستمد إلهامه من الرموز الأمازيغية والأيقونات الأفريقية والفن الصخري، تعبر أعماله عن شغفه القوي بالحضارات القديمة وتجليات جذوره الثقافية وإرتباطاته الوجدانية والنفسية والفيسيولوجية من خلال التعبير عن أصالته الذاتية ووعيه التام بدلالاتها وفلسفتها وليس مجرد التقليد أو حتى الأبهار، حيث حول الفنان دلالة الرموز من وسيلة ذات عناصر مادية مختزلة إلى كيان فني تشكيلي ذو غاية محملة بأبعاد جمالية لتفتح في روح المشاهد – المتلقي نوافذ من نور بوسعها أن تضيء العالم.
الفنان التشكيلي منير بنرقي
فنان يميل إلى الرمزية التجريدية كوسيلة للتواصل أغواه سحر الألوان ووقع أسير المساحات والخامات المتعددة التي يعتمد عليها في أعماله الإبداعية.
شكل معرض الفنان التشكيلي منير بنرقي فرصة لإكتشاف العالم الجمالي والفلسفي الذي ينغمس فيه الفنان، كما قدم المعرض مجموعة متنوعة من أعماله التي جسدت رحلته الفنية وعلاقته العميقة بالتراث الأمازيغي.
من خلال الإنتقال بين لوحات المعرض تتاح للزائر فرصة لإستكشاف وتفسير الرموز والرموز الثقافية التي تمثل جوهر فن بنرقي ومن خلال هذا الإستكشاف يمكن للزائر أن يدخل في عالم مليء بالجمال والعمق والتفاعل مع الثرات الإنساني الأمازيغي بطريقة جديدة ومثيرة.
