منذ نهاية شهر يناير الماضي، تعرضت الشاحنات التي تنقل الخضراوات والفواكه وبعض المنتجات الغدائية من المغرب إلى أوروبا لأعمال هجوم وتخريب في فرنسا وإسبانيا.
وأثارت هذه الهجمات، التي ألحقت أضرارا بالبضائع وعطلت مواعيد التسليم، غضبا بين المصدرين المغاربة، الذين شبهوها بهجمات الحوثيين في اليمن ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويبدو أن الدافع وراء هذه الأعمال التخريبية هو الشعور بالحمائية ضد المنتجات المغربية، حيث تتعرض الشاحنات للهجوم بغض النظر عن وجهتها النهائية.
يندد المصدرون المغاربة بالمنافسة غير العادلة وحملة التشهير التي يقوم بها بعض المنتجين الأوروبيين الذين يسعون إلى الإضرار بسمعة المنتجات المغربية في السوق الأوروبية.
وعبر مصدر مغربي له علاقة بالمجال الفلاحي، عن غضبه وعدم فهمه خلال حوار مع موقع “frech plaza” الإسباني المتخصص في أخبار الحضراوات والفواكه.
وذكر ذات المصدر أن المنتجات المغربية تحترم نفس معايير الجودة وإمكانية التتبع مثل المنتجات الأوروبية وأنها تستجيب للطلب المتزايد من المستهلكين الأوروبيين، خاصة خلال فترة الشتاء.
كما أكد على أهمية العلاقات التجارية بين المغرب وأوروبا، والتي تقوم على اتفاقيات التجارة الحرة والشراكات الاستراتيجية.
ودعا المصدرون السلطات الأوروبية إلى اتخاذ تدابير فعالة لضمان سلامة الشاحنات المغربية ومكافحة الأسباب الجذرية لهذه الهجمات، بدلا من جعل المنتجين المغاربة كبش فداء.
وأمام هذا الوضع، يشعر المصدرون المغاربة بالتخلي عنهم ويطلبون الدعم من السلطات المغربية وشركات التأمين بل إن البعض قرر تعليق عملياته مؤقتا، في انتظار استقرار الوضع.
وأدانت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (COMADER)، التي تضم أهم المنظمات المهنية في القطاع الفلاحي، بشدة هذه الاعتداءات وأعربت عن قلقها إزاء المعلومات المغلوطة التي تبثها بعض وسائل الإعلام حول جودة الصادرات الزراعية المغربية.
وأكد مجددا التزامه بالدفاع عن مصالح المنتجين المغاربة وترويج المنتوجات المغربية المحلية.
وتعيش فرنسا وإسبانيا وكذلك المانيا وبولندا.. على وقع احتجاجات منذ أسابيع من مهني القطاع الفلاحي وخفت حدتها خلال هذه الأيام التي تشمل معارضة السياسات البيئية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، والبحث عن اتفاقيات تجارية أكثر إنصافا وطلب المساعدة لمواجهة أزمات معينة، مثل الجفاف.
تعليق واحد