أفريقياسياسة

خاص أنباء إكسبريس.. الجزيرة حاولت إنقاذ تبون فورطته

أكد عدد من المحللين أن اللقاء الذي أدارته المذيعة الجزائرية بن قنة مع الرئيس عبد المجيد تبون لصالح قناة الجزيرة، في ظرفية يعاني فيها النظام الجزائري من الإفلاس الديبلوماسي، كما تم ترتيب اللقاء للرفع من معنويات نظام يتخبط في مواقفه العدوانية.

ولهذا السبب فضلت بن قنة أن تبدأ حديثها مع الرئيس تبون حول عقدة النظام، أي العلاقة بين الجزائر والمغرب.

لكن المراقبين أكدوا على أن هذا اللقاء فضح السياسة الجزائرية ضد المغرب وكشف عن تناقضات القادة الجزائريين بعد أن حاولوا تقديم صورة عن أنفسهم مخالفة لحقيقة سياستهم العدوانية.

يقول الباحث الجزائري د. زغبة، أن تبون ظهر كممثل فاشل في مسرحية متكاملة الأدوار مع بن قنة التي ظهرت كمنقذ للنظام العسكري الجزائري، فورطته.

وأضاف بأن معرفة سلوك النظام الديكتاتوري لا يحتاج أن نسأل عنه تبون وهو مجرد دمية لشنقريحة، بل كان على الجزيرة أن تنزل إلى الشارع الجزائري كما كانت تفعل مع مصر وتونس وليبيا في الربيع العربي، لنعرف رأي الشعب الجزائري.

وتساءل العديد من المراقبين كيف يسكت النظام الدولي عن أعوام من القمع حيث لا زالت مئات الألوف من المحتجين في الشوارع الجزائرية، والإعلام في الغرب لا يتحدث عن الربيع الجزائري، ويتساءل البعض، كيف يسكت الغرب عن الإحتجاجات في الجزائر التي يدعي قادتها أنهم مع المعسكر الشرقي.

وعلق د. زغبة، من جهة أخرى على محاولة تبون في تقديم النظام الجزائري كبلد لا يتدخل في النزاعات، مع أن الجزائر منذ أكثر من أربعين عاما وهي تحشر أنفها في نزاع مفتعل.

وكيف يخدع تبون العالم بأنه لا توجد مشكلة للجزائر مع العالم، وهو الذي فشل في سياسة حسن الجوار مع أقرب جار له، كما إستغرب د. زغبة كيف تحدث تبون عن مساعدة دولة خليجية للجزائر ضد الإستعمار، ويدعي أن الجزائر لا تنسى التاريخ وفي نفس الوقت ينسى الدعم الأكبر الذي قدمه المغرب للشعب الجزائري في فترة الإستعمار.

ووجهت بن قنة سؤالا مقصودا ومتفق عليه، عن العلاقة المتوترة بين الجزائر وكل من المغرب وإسبانيا، وعن هذا يعقب د. زغبة أن خلاف الجزائر مع إسبانيا هو بسبب تطور العلاقة بين إسبانيا والمغرب.

وعندما كان يتحدث عن عدم تدخل الجزائر في شؤون الدول، تحدث عن إنحياز إسبانيا للمغرب في موضوع الصحراء، داعيا إسبانيا لتحمل مسؤوليتها الإدارية في الصحراء بوصفها المستعمر القديم، وبهذا فإن تبون يدعو بشكل ما إلى أن تتحول إدارة هذا الجزء من التراب الوطني المغربي من المغرب إلى إسبانيا. ويقول الباحث الجزائري، أن تبون بهذا الكلام يدعوا لعودة الإحتلال الإسباني إلى الصحراء المغربية.

وكان النظام الجزائري قد تضامن في وقت سابق مع إسبانيا ضد المغرب، ودخل معها في إتفاقيات شملت سبتة ومليلية المحتلتين، وأما الكذبة العظمى في حديث تبون حسب د. زغبة، هي لما قال ان إسبانيا طلب في 1964، أن تسلم الصحراء إلى الجزائر. يقول المراقب الجزائري، أن تبون قال شيئا لم نسمعه من أي مؤرخ أو سياسي سابق في الجزائر بمن فيهم بن بله الذي نسب هذه الكذبة. معتبر تصريحه واحدة من عشرات الأكاذيب التي تعتمدها الدبلوماسية الجزائرية، حيث وصفها د. زغبة بدبلوماسية الكذبة الضاربة، وليس ديبلوماسي الغواصة كما وصفتها بن قنة في اللقاء، ويضيف د. زغبة، أننا إذا أردنا وصف الدبلوماسية الجزائرية اليوم، فهي ديبلوماسية سلاحف المياه العكرة، وهي متوقفة على الريع والغاز، وستكون لها مؤكدا عواقب خطيرة في المستقبل.

ورأى المحلل الجزائري أن تبون كان يبحث عن دور للجزائر في النزاع بين موسكو وكييف، وأعطى لنظام العسكر دورا دوليا في فك النزاعات في الوقت الذي تتدخل فيه الجزائر في قضية الوحدة الترابية لبلد جار، وتساهم في عدم إستقرار المنطقة.

وأضاف نفس المحلل الجزائري، بأن كلام تبون صحيح لأن النظام العسكري الجزائري يخشى من السلام مع المغرب، الذي برهن على تفوقه في مشاريع التنمية وبسبب التاريخ المغربي.

ويتساءل المحلل السياسي الجزائري، لماذا يكذب تبون على الرأي العام ويقول بأن غلق الحدود ضد المغرب جيدة لكي لا تحدث حرب. والشعب الجزائري يعلم بأن المغرب كان دائما يعتمد سياسة اليد الممدودة، ويدعو إلى فتح الحدود وتطبيع العلاقة بين البلدين، كما أن المغرب لا يتدخل في الشأن الجزائري، فالجزائر هي التي تتآمر لتقسيم المغرب.

ويقول تبون بأن قضية الصحراء هي قضية تصفية الإستعمار، وهي مطروحة في اللجنة الرابعة، حيث يعلق الباحث الجزائري، بأن النظام الجزائري يجوع الشعب لكي يعرقل الحل في الصحراء.

ويقول بأن أكبر كذبة أيضا ينطق بها النظام الجزائري هي قضية تصفية الإستعمار، لأن المغرب هو من أحال ملف الصحراء إلى اللجنة، في سياق إستكمال وحدته الترابية حين كانت الصحراء تحت الإحتلال الإسباني. ويضيف نفس الباحث بأن الجزائر التي تطالب المغرب بالإعتراف بالحدود الموروثة عن الإستعمار هي في نفس الوقت تتحدث عن الصحراء كتصفية للاستعمار.

ويتساءل البعض، لماذا لا تعتبر الجزائر الصحراء الشرقية التي إقتطعها الإستعمار الفرنسي من المغرب، قضية تصلح أن تطرح ضمن بند تصفية الاستعمار.

ويضيف د. زغبة بأن المغرب بسياسته الحكيمة هو الذي جنب المنطقة الحرب.

يظن النظام العسكري أنه يستطيع تضليل الرأي العام الدولي بمثل هذا الحديث المتهافت الذي يصور النظام العسكري الجزائري كدولة ديمقراطية، ولكنه نظام ينخره السوس من الداخل، نظام ديكتاتوري مهترئ، نظام غير متصالح مع شعبه ولا مع الجوار، ولا يخجل من نفسه عندما يتحدث عن أنه معتدى عليه.

يتساءل د. زغبة كيف تطورت العلاقة بين الجزائر وفرنسا على الرغم من الإهانة الفرنسية للجزائر؟ ويقول إن الجزائر لا تستطيع أن تتخلى عن فرنسا كما تخلى عنها المغرب، وبأن النظام الجزائري كشف أنه عميل لفرنسا بالرغم من كل الشعارات الفارغة التي يرفعها في كل مناسبة.

ويرى أن الحرب على المغرب بالوكالة سببها أن المغرب منح لإسبانيا إمتياز الشريك الأول بدل فرنسا، كما يسعى المغرب أن تكون الإنجليزية هي اللغة الثانية في المدارس المغربية بدل الفرنسية، وتخشى الجزائر من هروب المغرب من اللعنة الفرونكفونية ويبقى النظام الجزائري هو الأكثر إرتباطا بأمه فرنسا.

ويرى المراقبون أن فرنسا بتعاون إستخباراتي جزائري، تسعى لتحويل التوتر بين المغرب والجزائر إلى حرب بين الشعبين، ولهذا تم تحريك ساحة المهاجرين بفرنسا، حيث خرجت لأول مرة طوابير النظام العسكري الجزائري في فرنسا بتنسيق مع الإستخبارات الفرنسية في مسيرة إساءة للمغرب، بينما رفض المغرب الانجرار لهذه المعركة التي تأخذ الشعبين الشقيقين إلى حرب يفتعلها النظام الجزائري المتخبط في سياسته العدوانية.

https://anbaaexpress.ma/dkee2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى