تمازيغتمجتمع

رأس السنة الأمازيغية 2973.. وتجدد مَطالب الحركة بترسيم العام الأمازيغي

بحلول شهر يناير من كلّ سَنة يتجدد مطلب الحركة الأمازيغية بإقرارِ رأس السنة الأمازيغية، عطلة رسميّة مُودّى عنها على غرارِ بدايتي السنتين الميلاديّة والهجريّة، خاصة في ظل سريان دستور 2011 الذي رسّم الأمازيغية إلى جانب العربية كلغة رسمية للبلاد.

غير أنّ هذا المطلب المُلحّ من الحركة الأمازيغية ما يزال عالقا وانتقل في السنين الأخيرة، من البعد الثقافي الهوياتي إلى موضوع للمزايدات السياسية في المغرب بين الحكومة والمعارضة.

ولعل هذه المناسبة الأمزيغية “إيض يِناير” هي التي دفعت الحكومة، بإطلاق مشاريع جديدة لتعزيز إستعمال اللغة الأمازيغية بالإدارات وتسهيل ولوج الناطقين بها إلى الخدمات العمومية، وتنزيلا للقانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي تم إصداره سنة 2019، بعد دسترة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية.

ومن جهتها، لم تفوت المعارضة فرصة إنتقاد عدم إعتماد رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا إذ طالب حزب “الحركة الشعبية” المعارض الحكومة، بإقرار السنة الأمزيغية، عيداً وطنياً، وعطلة رسمية مدفوعة الأجر.

مؤكداً، أنّه يتطلع إلى أن تبلور الحكومة سياسة وطنية لغوية وثقافية تترجم أحكام الدستور في مجال الهوية الوطنية بوحدتها المتنوعة، باعتبارها ركيزة أساسية للنموذج التنموي الجديد.

وكان رئيس الحكومة الحالية، عزيز أخنوش، قد دعا قبل توليه رئاسة الحكومة، في يناير 2020، إلى “ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية، لما يحمله من دلالة رمزية متعلقة بالاحتفال بالهوية واللغة”.

غير أنه، على بعد أيام قليلة من الإحتفال برأس السنة الأمازيغية، يبدو مصير مطلب الحركة الأمازيغية في المغرب الذي ظل يتكرر من دون أن تتم الاستجابة له من طرف الحكومات المتتالية، غامضاً في ظل غياب إشارات من الحكومة المغربية الحالية.

ويحتفل الأمازيغ يوم، 12 يناير من كل سنة “برأس السنة الأمازيغية ” وبداية سنة جديدة حسب التقويم الأمزيغي، والذي يطلق عليه تسمية “إيض يناير”.

غير أن مطالب الحركة الأمزيغية للإحتفال بهذه المناسبة يلقى معارضة من بعض التيارات الإسلامية التي ترى من هذه الإحتفالية بدعة ينبغي محاربتها، نافية عنها صبغة التراث والهوية.

وتطبع ليلة رأس السنة الأمازيغية، طقوس إحتفالية شعبية ذات دلالات رمزية، تعكس إرتباط الأمازيغ بأرضهم واحتفاءهم بهويتهم الممتدة عبر التاريخ، من خلال إعداد أطباق ووجبات خاصة وتنظيم كرنفالات وتجمعات بين العائلات والجيران على أهازيج الأغاني والأناشيد الأمازيغية.

وفي جميع أدبيات البحث الثقافي الأمازيغي، إنقسم المؤرخون حول أصل الإحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يرى أنّ اختيار 12 يناير من كل عام، يرمز إلى الإحتفال بالأرض والزراعة لذا يعرف بـ”السنة الفلاحية”، في حين يرجعه فريق آخر إلى إحياء ذكرى إنتصار الملك الأمازيغي “شاشناق” على الفرعون المصري رمسيس الثاني.

وبحسب هذه القراءتين فالتقويم الأمازيغي بخلاف التقويمَين الميلادي والهجري، لا يرتبط بأي حدث ديني، بل نجده يرتبط بحدث تاريخي يتمثل في إنتصار الأمازيغ بقيادة الملك شيشناق، على فرعون مصر رمسيس الثالث، ويعتبر أنصار هذه القراءة التاريخية “إيض يِناير” أن ذلك الحدث يؤرخ لانطلاق اليومية الأمازيغية بحيث وصلنا اليوم إلى العام الأمازيغي 2973.

https://anbaaexpress.ma/8nuww

محسن المساوي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى