آراءسياسة

الدعم العسكري لحلف الناتو لأوكرانيا.. بين نهاية الحرب وتصاعد وتيرتها

بلغ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا عامها الأول وسط تصاعد وتيرة القتال وإتساع رقعته، من خلال تدفق السلاح الغربي لأوكرانيا، وآخرها الدبابات الألمانية والأمريكية والبريطانية والفرنسية ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات تتمثل في دبابات وعتاد ومدافع.

وترى روسيا في هذا الدعم العسكري الغربي إنخراطا مباشرا في الحرب، لأن هذه الدبابات لا يستطيع الجندي الأوكراني قيادته مما يفهم بأن من يقودها عسكرين من تلك الدول.

ولاننسى بأن الحروب أصبحت تدار بواسطة قوات ليست نظامية بما يعرف بالمرتزقة كالفاغنر وبلاك وتر، هذه الحرب التي يبدو أنها تهدف لاستنزاف روسيا بل تذهب لأبعد من ذلك لتقسيم روسيا ويتضح  بأنها إستراتيجية أمريكية بعيدة المدى، حيث الدعم الأمريكي اللامحدود عسكريا وإقتصاديا.

ولكن السؤال هنا، ماذا تريد أمريكا من هذا الدعم الهائل والملفت للانظار ؟، وهل تريد أمريكا هزيمة روسيا أم اضعافها ؟

وروسيا تحتل أراضي في العمق الاوكراني وقد دمرت البنية التحتية، وهل توقعت روسيا أن تتحرك أمريكا وتقدم كل هذا الدعم وتجبر أوروبا على الانيساق وراءها في هذه الحرب التي لها آثار وتداعيات سلبية، عليها إقتصاديا بل بدأت آثارها في فرنسا وألمانيا التي كانت شريك اقتصادي لروسيا، ومعارضة دول أوربية كالمجر  التي رأى  رئيس وزراءها ” فكتور أوربان” بأن أوروبا إنخرطت وإنجرت للصراع في أوكرانيا مما يؤثر على إقتصاد أوروبا.

 وتركيا التي ترفض الانحياز ضد روسيا التي ترتبط بعلاقات إقتصادية وعسكرية وتسعى للوساطة لإنهاء الحرب الأمريكية، وفي ظل إندفاع الدول الأوروبية التي أخذت تتسابق لتقديم الدعم العسكري لاوكرانيا وفي مقدمتها المانيا.

وبما يثير تساؤلات وتكهنات عن أسباب ذلك، ويرى بعض المحللين بأن أوروبا وقعت بين الولايات المتحدة وروسيا، مما جعلها تتخبط في إتخاذ قرارتها، فهي ترتبط بالولايات المتحدة وبحلف الناتو وإلتزامها بالدفاع عنها.

وبينما يرى البعض الآخر بأن روسيا سوف تتوسع في حال إنتصارها في أوكرانيا، هناك آراء تتوجس من سياسة أمريكا إتجاه أوروبا وأن هدفها هو إنهاء الإتحاد الأوروبي الذي كانت بريطانيا أول المغادرين منه، بمقتضى إتفاق بريكست.

وتأتي التصريحات الأوروبية التي لا تريد هزيمة لروسيا بل تريد لأوكرانيا استعادة أراضيها والرجوع لطاولة المفاوضات.

هل كانت أمريكا تتوقع كل هذا التجاوب الاوروبي مع سياساتها في أوكرانيا؟

يبدو أن سباق التسلح أصبح يتطور على أرض أوكرانيا من خلال إدخال أسلحة جديدة من الطرفين، وقد نقل عن الأمين العام لحلف الناتو “ستولتنبرج” بأن روسيا تستعد لبداية أكبر هجوم منذ بدء عمليتها  العسكرية الخاصة بمشاركة 200 ألف مقاتل.

في حين ورد عن موقع روسي متخصص في الشؤون العسكرية عدم وجود معلومات موثوقة عن صحة هذه المعلومات، ولا يستبعد الخبراء العسكريين الروس أن يستخدم حلف الناتو هذه المعلومات من أجل زيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا!

نعتقد بأن هذه آخر مرحلة لدعم الأوروبي لأوكرانيا والتي أرادت فيه الدول القول لامريكا بأننا تجاوبنا لمطالبكم حتي النهاية وكذلك لأوكرانيا وما عليك إلا التجاوب مع مطالب روسيا الإتحادية، وعلينا أن نلتفت لمعالجة أزمتنا الإقتصادية والعودة لتحسين العلاقات مع روسيا.

فأوروبا تعلم بأن الولايات المتحدة لن تخسر لأن الحرب بعيدة عنها بل الخاسر هي أوروبا وروسيا، فإذا إستطاعت روسيا تحقيق أهدافها بافشال المخطط الأمريكي كما هو متوقع وهذا ما تريده الدول الأوروبية.

https://anbaaexpress.ma/frxpm

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى