
متابعة
إلتقى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، بقادة الشرق الأوسط في قمة الأمن والتنمية في جدة، فيما وصفه مراقبون بأنه اجتماع متسامي من الناحية السياسية والدبلوماسية من أجل مستقبل المنطقة.
ناقشت الولايات المتحدة في القمة مع ممثلي دول الخليج والشرق الأوسط المناطق التي كانت، وما زالت الأكثر تضررا من الأزمة الحالية التي تؤثر على دول المنطقة على المستوى الدولي، نتيجة للصراع الروسي الأوكراني الحالي.
كان قطاع الطاقة والأمن الغذائي والدفاع المشترك والتحدي المتعلق بقضية المناخ هي القضايا الأساسية التي تم إبرازها في القمة، والتي تم اقتراح علاقات تعاون جديدة بشأنها بحيث تعاني المنطقة من تأثير أقل من عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا، فضلا عن التحديات المشتركة التي تؤثر على جميع البلدان.
وبذلك وبحسب التصريحات الأخيرة يمكن أن يرتفع الإنتاج بما مجموعه 3 ملايين برميل يوميًا، وهو رقم، على الرغم من أنه ليس مرتفعًا للغاية، يمكن تفسيره على أنه خطوة تقارب دبلوماسية الشرق الأوسط من الولايات المتحدة، وفي النهاية، مع الغرب.
القضية الأخرى التي ظهرت في القمة هي قضية المناخ. طالب بن سلمان الدول المدعوة بتبني “نهج متوازن” وتدريجي فيما يخص التحول الطاقي المرغوب فيه إلى الطاقات المتجددة.
بالنسبة للأمير السعودي الشاب، فإن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليا، خاصة تغير المناخ، وعزم المجتمع الدولي على الحفاظ على درجة حرارة الأرض وفق المستويات التي حددتها اتفاقية باريس، يحتاجون إلى مواجهتها بواقعية و مسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة ولهذا السبب وحسب مراقبون، إختارت المملكة العربية السعودية، من أجل تحقيق هدف الحياد الصافي في إنبعاثات الكربون، إستخدام خطة دائرية لاقتصاد الكربون في خطوط تنميتها.
هذه الخطة المستدامة الجديدة لدى المملكة العربية السعودية تعرف باسم Green Saudi و Green Middle East و تهدفان إلى تحقيق هدف الحياد على المدى المتوسط في الانبعاثات في كل من المملكة العربية السعودية وبقية دول المنطقة من خلال الترويج لـ البنى التحتية التي تقود التحول إلى الطاقة المتجددة.
في خطاب بايدن في القمة، أراد الرئيس الأمريكي إعادة تأكيد موقفه “كشريك نشط وملتزم” في المنطقة في جميع النواحي الدبلوماسية.
فيما يتعلق بقضايا الدفاع المشتركة جددت الولايات المتحدة التزامها بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية، في هذا الصدد، فإن أحد الأهداف الرئيسية لواشنطن هو إنشاء كتلة دفاعية مشتركة لتكون بمثابة رادع للتهديد النووي الإيراني، وتحقيقا لهذه الغاية وحسب مراقبون، كانت الولايات المتحدة متفائلة بأن دول الخليج والمنطقة ستشكل جدارا من شأنه إحتواء ترهيب طهران، العدو المشترك لكل من الولايات المتحدة والأنظمة الملكية العربية.
على نفس المنوال، إحتلت النزاعات الحالية مثل الصراع في اليمن جدول أعمال القمة، وأعادت الولايات المتحدة التأكيد على موقفها كدولة تريد مواصلة العمل مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للتوصل إلى حل سياسي للصراع باليمن، الذي أضحى صراعا معقدا تداخلت فيه عدة أطراف دولية وإقليمية جعلت من الساحة اليمنية أرضا لتصفية الحسابات السياسية وتغليفها بشعارات مذهبية وطائفية.