دوليسياسة

تحليل.. زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة والترويج لخطة السلام

على إثر زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي للولايات المتحدة الأمريكية جرى التعامل معه على أنه ” الرئيس المنتصر”سوى أثناء محادثاته مع الرئيس جو بايدن وبالمؤتمر الصحافي الذي أعقبها، ثم بخطابه أمام مجلسي النواب والشيوخ.

لم يكن سراً أنه قادم لطلب المزيد من المساعدات المادية والعسكرية بشكل خاص، وقد قالها صراحة في البيت الأبيض كما في الكونغرس.

ففي خطاب تاريخي ألقاه أمام الكونغرس الأمريكي قال زيلينسكي إن بلاده لن تستسلم أبدا للقوات الروسية التي تهاجم أراضيها منذ 24 فبراير الماضي، مؤكدا أن القوات الأوكرانية صامدة في مواقعها “ولن تستسلم أبدا”، وإيمانا منه بأهمية المساعدة العسكرية الحيوية التي تقدمها الولايات المتحدة لبلاده للتصدي للهجوم الروسي، وجه كلمة شكر لأعضاء الكونغرس بمجلسيه قائلا “أود أن أشكركم جزيل الشكر، على المساعدة المالية التي قدمتموها لنا والتي قد تقررون تقديمها لاحقا”، مؤكدا أن المساعدة الأمريكية لبلاده ليست صدقة “أموالكم ليست صدقة، بل استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية”.

غير أن استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية والتمويل الأمريكي المستمر لهذه الأخيرة، دفع بعض الجمهوريين خلال الانتخابات الأخيرة للكونغرس يتوعّدوا بالتصدي للدعم العسكري “السخي” لأوكرانيا، والتي تثقل كاهل دافع الضرائب الأميركي.

زيلينسكي خلال الخطاب الذي ألقاه على أعضاء الكونغرس حاول استعطاف المسؤولين الأمريكيين لتبرير ضرورة استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فعلى الرغم من حجم الدعم الدولي والأمريكي بشكل خاص لكييف، بالأسلحة والمال والاستخبارات والمساعدات الإنسانية، لا يخفى على الرئيس الأوكراني التردد الأميركي والأوروبي حيال مدى الإلتزام بدعم أوكرانيا، في ضل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، والقلق من أن تظل السقوف المادية والزمنية لهذا الدعم مفتوحة خارج قدرة الأطراف الداعمة على التلبية، وهو ما يثير قلق الرئيس الأوكراني خاصة وانه دون الدعم الأميركي لا يمكن للجيش الأوكراني الصمود في جبهات القتال.

ولعلها من بين الأسباب التي دفعت الرئيس الأوكراني زيلينسكي للترويج بحماس لـ “خطة السلام المكونة من 10 نقاط” و مناقشاها مع نظيره الأميركي جو بايدن وتشمل هذه الخطة (ضمان الأمن الغذائي والطاقي، سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية، إعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها..).

هذه الرؤية التي أكد الرئيس الأمريكي عن تأييدها بالكامل وان الولايات المتحدة ملتزمة بضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.. رفضتها موسكو واعتبرت، أنه لا توجد خطة “سلام أوكرانية” حتى الآن، لأن كييف لا تنظر في الحقائق على أرض الواقع خصوصا وأن بنود “خطة سلام” جاءت من طرف واحد.

عموما شكلت زيارة الرئيس الأوكراني لأمريكا مكسبا ماديا لأوكرانيا إذ توعد الرئيس الأمريكي باستمرار واشنطن بتقديم المساعدات المادية والعسكرية في حين أصوات عدة من جهات مختلفة، محافظة وحتى ليبرالية، تنبّه إلى وجوب تجنب “حشر بوتين في الزاوية”.

فإذا كان السلاح الأميركي توفر بكمية ونوعية تدفعان موسكو إلى هذه الزاوية، “فعندئذ يكون أمام بوتين خياران: إما قبول الهزيمة والإهانة، وإما التصعيد إلى حدود النووي”.

https://anbaaexpress.ma/un3aj

محسن المساوي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى