الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

برلمان القيم والأخلاق.. الكنيست الإسرائيلي

كيف تحول الكنيست الإسرائيلي من ساحة للسياسة إلى مرآة تعكس عديد التحولات في المجتمع الإسرائيلي

فايز أبو رزق

بعيدا عن قضايا الفساد والرشاوى وخيانة الأمانة المتداولة في المحاكم الإسرائيلية منذ سنوات حول أعضاء الكنيست، هناك قضايا لا تقل أهمية وتستحق الاطلاع والتمعن.

عام 2002، شهدت الكنيست الإسرائيلي سابقة حيث تم انتخاب عوزي إيفن عن حزب ميرتس اليساري كأول عضو كنيست يعلن عن ميوله الجنسية المثلية. منذ ذلك الحين انتخب للكنيست ما يقارب تسعة أعضاء من الذكور ممن اعترفوا بميولهم الجنسية وهذه بعض حكاياتهم.

رئيس الكنيست الحالي أمير أوحانا عضو كنيست عن حزب الليكود شغل منصب وزير العدل ثم وزير الأمن الداخلي، أوحانا يعيش مع صديقه ولديهما طفلان توأم ولدا عن طريق تأجير الرحم (أم بديلة) في مدينة حيفا .

أوحانا يفتخر بأنه مثلي الجنس و أسس حركة ناشطة داخل حزبه أطلق عليها “فخر الليكود”، لدعم حقوق مجتمع الميم في إسرائيل.

ايتان جينزبرغ

عضو كنيست سابق شغل منصب رئيس بلدية عن حزب أزرق ابيض، وشغل منصب وزير الاتصالات في عام 2021.

يعيش جينزبرغ مع شريكه منذ أكثر من 15 عاما ..ولديهما توأم ولدا عن طريق أم بديلة في الولايات المتحدة.

يوري لاهاف هرتسانو

عضو كنيست منذ العام 2020، عن حزب “يش عتيد”، دخل الكنيست يعيش مع شريكه وانجبا طفلة قبل عامين بالاستعانة بأم بديلة في الولايات المتحدة الأمريكية.

النساء في المشهد

ميراف بن أري هي عضو كنيست عن حزب يش عتيد، عزباء في الأربعين من عمرها تقول إنها مستقيمة الجنس رغم نشاطها الملحوظ في دعم مجتمع الميم في إسرائيل.

بن أري طلبت من جارها بالسكن وهو مثيلي الجنس أن تنجب منه طفلا، من خلال عمليات التلقيح الصناعي، وبعد محاولات استمرت عامين أنجبت طفلة، وقررت بالتوافق مع والد الطفلة تربيتها بدون السكن سويا وبدون الدخول في علاقة عاطفية.

بالإضافة لبن أري هناك عضوة كنيست سابقة تدعى مارسيا فريدمان، اعترفت بميولها الجنسية كمثلية بعد نهاية فترتها البرلمانية.

كما أن بعض النساء من المثليات ترشحن لانتخابات الكنيست ولكن لم يكتب لهن النجاح بالانتخاب مثل زهوريت سوريك و هيلا بير و ليزا ليئيل.

وأفادت تقارير إسرائيلية أن نسبة وجود المثليين المعلنين من أعضاء الكنيست تبلغ ٥ بالمائة، مما يجعلها رابع أعلى نسبة في العالم.

ومع ذلك كشف تحقيق استقصائي أجرته وسائل إعلام عبرية (القناة 12)، أن 28 إمراة من أصل 32 إمراة عضوة كنيست قد تعرضن للتحرش الجنسي أثناء فترة عملهن البرلماني.

وفي السياق اضطر عضو الكنيست يونان ميغل عن حزب البيت اليهودي للاستقالة من منصبه بعد اتهامات متعددة بالتحرش الجنسي من نساء عملن معه.

وميغل الذي شغل قبل انتخابه للكنيست رئيس تحرير موقع واللا الاخباري؛ عاد بعد رفع الحصانة البرلمانية والتحقيق معه للعمل الإعلامي في موقع القناة 14 الاسرائيلية مسخرا قلمه لخدمة بينيامين نتنياهو وسياساته.

تطور أو انحدار

المثير للاهتمام أن أعضاء الكنيست هم ممثلو الشعب يفترض أنهم صفوة المجتمع وقدوته.. لذلك يبقى التساؤل، هل تعكس هذه التحولات العميقة بين قادة الشعب في بنية الكنيست، تطورا في القيم وحقوق الفرد والديمقراطية؟ أم أنها تجسد انحدارا أخلاقيا يعيد تشكيل الهوية المجتمعية في إسرائيل؟.

* صحفي وكاتب من غزة 

https://anbaaexpress.ma/ifqh6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى