أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، رسمياً رفض بلاده الالتزام بالمطلب الأمريكي الجديد القاضي برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما تطالب به إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته إلى الحكم في نوفمبر 2024، ضمن جهود تعزيز الجاهزية العسكرية لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل التهديدات المتزايدة، خاصة على الجبهة الشرقية مع روسيا.
وفي رسالة بعثها إلى الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، أوضح سانشيز أن “هذا المستوى من الإنفاق غير معقول”، مشيراً إلى أن إسبانيا، كدولة ذات سيادة، “تحتفظ بحق عدم الالتزام بهذه النسبة”، وداعياً إلى جعل الهدف المقترح “اختيارياً” وليس إلزامياً، ما أثار استياءً واسعاً في أوساط الإدارة الأمريكية.
وتأتي هذه الخطوة عشية انعقاد قمة الناتو المرتقبة في لاهاي يومي 24 و25 يونيو، والتي يُتوقع أن تشهد توتراً بين مدريد وواشنطن، حيث تتمسك الأخيرة بموقفها الرافض لأي استثناء، وتصرّ على أن رفع الإنفاق الدفاعي ضرورة “غير قابلة للتفاوض” لتعزيز أمن الحلف في مواجهة تحديات كبرى، أبرزها استمرار الحرب في أوكرانيا.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، شددت على أن الرئيس ترامب “أوضح تماماً أن أولوياته مع الحلفاء الأوروبيين تتمثل في التزام لا لبس فيه بمضاعفة القدرات الدفاعية”، مؤكدة أن واشنطن لن تتسامح مع “تقاعس أي دولة عضو، بما في ذلك إسبانيا”.
وينتظر أن تكون القمة ساحة لمواجهة دبلوماسية جديدة بين إدارة ترامب وحكومة سانشيز اليسارية، في وقت تبدو فيه وحدة الحلف على المحك، وسط تصاعد التهديدات الإقليمية وتباين الأولويات الدفاعية داخل العواصم الأوروبية.
