آراء
أخر الأخبار

جدلية العدالة والرحمة.. وأبدية جهنم

طاغية دمشق البراميلي هرب إلى جحر القوزاق الروس مترعا باللعنات والمال المنهوب بعد قتل أكثر من مليون واعتقال مئات الالاف وتصفيتهم في سجن تدمر وصيدنايا؟؟ السؤال عن تحقيق العدالة معه وأمثاله؟ حتى لو قطعته وأحرقته فلا تتحقق العدالة؟ لو شنقته وخنقته ووضعته على الخازوق كما فعل مع الآلاف فلا عدالة؟ لو حرقته فمات انتهت حياته وهو الذي أزهق أرواح مئات الآلاف بأشنع ميتة فهل ثمة طريقة لإعادة أحياءه ثم تعذيبه حتى الموت مرة ومرات هل تتحقق العدالة؟

ثمة آية مخيفة تتحدث عن هذه الطريقة؟ (56) من سورة النساء = نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها؟ لكن السؤال لماذا خلق هذه الكائنات ليعذبها ؟

لماذا تورطت كما وصف الكاتب الوجودي (كامو) الوجود بالورطة الوجودية، مما دفع المعري أن يحمد الله أنه لم ينجب؟ يكفي أنه وجد وأصيب بالعمى فلا يريد توريط كائن آخر في الوجود، كما أكتب الآن وقد بلغني موت صديق لي طبيب عظمية اختص في ألمانيا فأرسلت إلى صهره هذا التعزية في فلوريدا في أمريكا: (بلغني رحيل اخي نصر إلى الابدية.

كتبت فيما سبق مقالة عن وفاة زوجته الاولى حين حدثني عن عملية في الدماغ في المانيا انتهت بان أصبحت مقعدة. اذكره جيدا حين التقيت به متذمرا حيث كان علينا اخذ تاشيرة خروج من السجن الاسدي والايدي على القلب مع بوابة الخروج من الحبس الطائفي البغيض حين نطق كلمة المانية بشعة.

اخي الفاضل جيلنا يودع، وانتم سوف تودعون، وبعد مائة عام لن يبقى احد، لا نحن ولا أنتم ولا اولادنا ولا احفادنا؟ من التراب الى التراب فلنبكي على انفسنا اننا خلقنا للموت؟

أذكر قصة من والدتي روتها لي عن جريمة وقعت اشترك فيها أكثر من طرف؟ مما ذكرني بأية سورة النور عن حادثة الإفك حين وزع حصص الجريمة فقل: لكل امرء منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم؟

حين اعتقلت للمرة الثالثة في سجون طاغية دمشق أتذكر لحظة اطلاق سراحي وزوجتي حامل بطفلتنا عفراء في الشهر الخامس أن سالني أحد الزبانية ؟ مارأيك في مهنتنا؟ يبدو أن ثمة بقايا ضمير يحاسب؟ أجبت أنا: ليس لي رأي ولكن الله له رأي  فيكم؟ ارتاع وكيف؟ قلت الآية تقول: إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين؟ زلزل وقال هي وظيفتي أتكسب منها ؟ قلت له اذهب إلى سوق الخضراوات وبيع البصل والفجل والثوم والمطيشة فهو أفضل لك.

مسألة العدالة الأرضية محيرة فكم من جبار مات في عزة وشقاق؟ وكم من نبي هلك وضاع، والمسيح اقتيد إلى الصلب فرفعه الله اليه. بل هناك حديث يقول يأتي النبي ومعه الرجل والرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد؟

هناك إذن صور متباينة لجبارين يموتون كما حصل مع ستالين في عزة وفخار، ورئيس الاستخبارات بيريا بحنبه ينتظر موته والرفاق في غاية الخوف منه.

كما نرى جنكيزخان يموت ويوصي بإبادة شعوب من التتار فتنفذ، بل أوصى هتلر وزير الصناعة عنده شبير (Speer) قبل انتحاره مع عشيقته إيفا براون أن يمحي ألمانيا حين أدركته النهاية؟

ربما ليس من مفكر وفيلسوف وأنا أيضا إلا وقف يفكر في هذا الوجود المليء بالظلم ويكرر مع الملائكة عن جدوى خلق الإنسان الدموي المفسد.

صديقي في مدينة مونتريال في كندا وهو طبيب متخصص طرح علي السؤال التالي وهو كيف نفهم هذا الجدل بين رحمة الله التي كتبها الرب على نفسه وبين سريان العدالة الإلهية كما رأينا في نظام طاغية دمشق البراميلي وأمثاله في التاريخ.

كيف يمكن تحقيق العدالة ؟ ثم هل يمكن استيعاب الدخول الأبدي إلى الجحيم كما جاءت في بعض الآيات خالدين فيها أبدا؟

لنستعرض سؤال الطبيب الكندي؟  

إن قبلنا بجهنم أبدية للبعض فقد حكمنا عليهم مسبقاً، وبالتالي عاملناهم بغير مساواة. وإذْ شاء الله ان يساوي الجميع بالخلق الاول من العدم ويهبهم الحياة ومن ثم الموت الجسدي دون استثناء، لماذا يفرق بينهم فيما بعد؟

إذا كان هو المصدر والهدف، البداية والنهاية، ألّا مُتَغيِّر، فكيف يفقد بعضا من خليقته المنبثقة منه؟ بما ان الخليقة كلها منه واليه، كيف يذهب البعض إلى جهنم إلى الأبد؟ كيف يعاقَب شخص محدود في المكان والزمان والمعرفة على خطيئة او اثم مهما كان فظيعاً إلى الأبد؟ أفهم ان يكون هدف جهنم التطهير في النار (نار حب الله) للتخلص من الرديء وصقل الجوهر، لكن لا افهم جدوى التعذيب الأبدي دون إمكانية التوبة والإصلاح ومن ثم المغفرة!)لقد خصصت أحد خطب الجمع في مونتريال في كندا لهذا الموضوع تحت عنوان هل ثمة عذاب أبدي وخلود في الجحيم؟

في الواقع هو سؤال مزلزل وقف أمامه الكثير من المفكرين وأنا بدوري قبل الإجابة على الطبيب المذكور طرحته على نخبة من الأخوة المهتمين بالفكر لنحاول استعراض ماردوا به على هذا السؤال المقلق؟ كان جواب الأخ المغربي الجابزروي من بلجيكا من مدينة خنت: (أنا اقف حائرا حينما أرى الكثير من الفقراء المسحوقين المحرومين من كل شيء الذين يعيشون الفقر المدقع والذين لا يؤدون الواجبات الدينية وربما يفعلون أفاعل كبرى كالسرقة والزنى والقذف إلى غير ذلك، لكنهم يعيشون جهنم في الحياة وبأفعالهم فمصيرهم جهنم. جهنم في الدنيا والآخرة. ولديك عكس هؤلاء. !!؟؟)

أما الأخ نايف من مدينة فوبرتال في ألمانيا فاتجه نحو الواعظ مصطفى محمود أن الزمن كائن مخلوق وليس كما نتصور؟

https://anbaaexpress.ma/cno33

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى