متابعة
نفت وكيلة وزارة الطاقة في الحكومة الإسبانية سارا أيخسن تأثر إمدادات الغاز من الجزائر بالأزمة القائمة بين البلدين على خلفية قضية الصحراء المغربية.
وقالت المسؤولة الإسبانية أمام لجنة الانتقال الطاقوي في البرلمان الإسباني، مساء أمس الخميس أن نسبة اعتماد إسبانيا على الغاز الروسي لا تتجاوز 7% مما تستورده البلاد، وترى سهولة تعويض هذه الكمية من السوق الدولية. وتستورد إسبانيا الغاز من الجزائر بالدرجة الأولى ثم من الولايات المتحدة والنروج وقطر ونيجيريا وروسيا.
واستشهدت بالعلاقات الممتازة مع قطر، التي لديها القدرة على الرفع من الإنتاج والتصدير. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد زار مدريد منذ ثلاثة أيام وعالج، ضمن الموضوعات، تطوير العلاقات في مجال الغاز بتحوّل إسبانيا إلى مركز للغاز المسال المستورد وتصديره إلى أوروبا. وتتوفر إسبانيا على 30% من البنيات التحتية القادرة على تحويل الغاز المسال إلى حالته الطبيعية وتصديره لاحقا، كما تمتلك قطر أسطولا كبيرا من سفن نقل الغاز المسال.
وأمام اللجنة نفسها، نفت هذه المسؤولة تأثر إمدادات الغاز من الجزائر نحو إسبانيا بسبب الأزمة بين البلدين، التي اندلعت منذ شهرين نتيجة موقف إسبانيا الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية خلال مارس/آذار الماضي، واعتبرت الجزائر ذلك الموقف منافيا للقانون الدولي، وسحبت سفيرها من مدريد.
وتابعت بأن الغاز يصل إلى إسبانيا بالشكل المتفق عليه، لاسيما وأن الجزائر قامت باستثمارات، منها الرفع من قدرة أنبوب الغاز “ميد غاز” الذي يربط الغرب الجزائري مع جنوب إسبانيا في ألمرية الأندلسية، وعوض أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا”، الذي كان يمر من المغرب واستغنت عنه الجزائر نهاية أكتوبر الماضي. كما تناولت زيارات المسؤولين الإسبان إلى الجزائر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الماضية لتعميق التعاون في مجال الغاز والتأكيد على التزامات الجزائر في هذا الشأن.
وفي مجال آخر مرتبط بالطاقة، جددت إسبانيا نفيها نقل الغاز الجزائري من إسبانيا إلى المغرب، مشيرة إلى أن الغاز الذي يتم تصديره الى المغرب ابتداء من الشهر الماضي مصدره ثالث غير الجزائري، في إشارة إلى بعض الدول مثل قطر ونيجيريا. وكانت الجزائر قد هددت إسبانيا بوقف صادرات الغاز إذا تبين أن نسبة من الكميات المستوردة من طرف إسبانيا تقوم بإعادة تصديرها إلى المغرب. وأوقفت الجزائر تصدير الغاز إلى المغرب، فطرق الأخير باب إسبانيا التي ساعدته في هذا الشأن.