في خطوة مفاجئة تحمل دلالات سياسية عميقة، منعت الحكومة الإسرائيلية وفدًا رفيع المستوى من وزراء خارجية ست دول عربية وإسلامية من دخول الأراضي الفلسطينية للقاء الرئيس محمود عباس في رام الله، وفق ما نقل موقع “أكسيوس Axios” الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي بارز.
الوفد، الذي كان من المزمع أن يضم وزراء خارجية السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، قطر وتركيا، كان يعتزم إجراء زيارة تاريخية إلى الضفة الغربية يوم الأحد، في إطار مبادرة سعودية لدعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وهو تحرّك حظي بدعم مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
رسالة إسرائيلية واضحة
القرار الإسرائيلي، الذي اتخذ خلال مداولات حكومية يوم الجمعة، اعتُبر من قِبل مراقبين بمثابة “صفعة دبلوماسية” موجهة إلى المبادرات العربية والإسلامية الهادفة لإحياء حل الدولتين.
وقال مسؤول إسرائيلي، وفق نفس المصدر “Axios” إن إسرائيل ترى في الزيارة “اجتماع تحدٍ” من قبل السلطة الفلسطينية وحلفائها الإقليميين، واعتبر أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة “دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل”، وفق تعبيره.
ردود فعل متوترة
في الجانب الفلسطيني، عبّر مسؤولون في السلطة عن استنكارهم الشديد للقرار، وأكدوا أن الوفد كان يعتزم الوصول على متن مروحيتين من الأردن إلى رام الله لعقد محادثات سياسية تهدف إلى كسر العزلة المفروضة على القيادة الفلسطينية.
ويبدو أن الرفض الإسرائيلي يشير إلى تخوف واضح من تحركات دولية متسارعة قد تعزز من مكانة السلطة على الساحة الدولية.
العزلة تتعمّق
وتأتي هذه الخطوة في سياق تدهور متواصل للعلاقات الإسرائيلية العربية منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، والتي تسببت في كارثة إنسانية وارتفاع مهول في عدد الضحايا المدنيين.
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد استدعت السفير الإسرائيلي في أبوظبي هذا الأسبوع، في اجتماع وصفه مسؤول إماراتي بأنه كان “صعبًا للغاية”، في مؤشر على تراجع منسوب الصبر العربي تجاه سياسات الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو.
السعودية وفرنسا على خط التسوية
في منتصف يونيو المقبل، تخطط السعودية بالتعاون مع فرنسا لعقد مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لدفع جهود الاعتراف بدولة فلسطينية.
ويرى مراقبون أن منع الوفد الوزاري العربي يعكس الموقف الإسرائيلي الرافض لأي تحرّك دولي يدعم هذا المسار، ويعزز المخاوف من استمرار إسرائيل في تعميق الاحتلال وتوسيع المستوطنات بالضفة الغربية.
خلاصة: التحرّك الإسرائيلي الأخير يعيد تسليط الضوء على مدى تعقيد المشهد الإقليمي والدولي المتعلق بالقضية الفلسطينية، في ظل انسداد سياسي، وتصعيد عسكري، واستمرار سياسات الاحتلال.
وبينما تحاول دول عربية كبرى الدفع نحو تسوية تاريخية، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تمضي في اتجاه معاكس، رافضةً حتى الحد الأدنى من الانفتاح الدبلوماسي، مما يُنذر بمزيد من التوتر والعزلة.
2 تعليقات