كشفت المحامية غيد قاسم من الناصرة إن مدير “مستشفى كمال عدوان” بقطاع غزة الطبيب حسام أبو صفية تعرض لـ”تعذيب واعتداءات بشعة” في السجون الإسرائيلية.
وأوضح مكتب “إعلام الأسرى” في بيان، أمس الإثنين، إن المحامية قاسم تمكنت الخميس الماضي من زيارة أبو صفية، المعتقل منذ أكثر من 70 يوما في سجن “عوفر” غربي رام الله، وسط الضفة الغربية.
ونقلت عن أبو صفية قوله إنه “منذ لحظة الاعتقال نُقل إلى معتقل سدي تيمان سيئ السمعة، وعُزل لـ14 يوما، ثم إلى سجن عوفر وعُزل لـ25 يوما، وعقب العزل نُقل لقسم 24 مع بقية المعتقلين الغزيين”.
وأوضحت أن هذا القسم هو “أحد القسمين الذي يتواجد فيه معتقلون من غزة، بالإضافة لقسم 23، في محاولة لعزلهم عن باقي المعتقلين والأسرى من الضفة والداخل”.
وأكدت قاسم أن أطول فترة تحقيق تعرض لها كانت لمدة 13 يوما متواصلة، وكل تحقيق يمتد من 8 حتى 10 ساعات، لافتة إلى أنه “تعرض خلال كل هذه الفترات لتنكيل وتعذيب واعتداءات مستمرة وبشعة جدا”.
وبشأن مدى معرفته بالصدى العالمي لقصة صموده في المستشفى واعتقاله، قالت قاسم: “لم يكن يعرف أن قضيته أخذت كل هذا الصدى الإعلامي المحلي والعربي والعالمي”.
وعن مشاهد التعذيب والقمع التي رواها أبو صفية لها، قالت قاسم: “إذا ما تحدثنا عن معتقل سدي تيمان فهو مسلخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، التعذيب والانتهاكات والتجويع فيه غير مسبوقة”.
وقالت إن الأسرى مكبلين بالأصفاد منذ 10 أشهر “هناك أسرى أطرافهم مبتورة دون علاج، أسرى طاعنين في السن مكبلين ومعصوبي الأعين…
علاوة على موضوع البرد القارص، حيث إن الأسرى في أقفاص مفتوحة، ويجبرونهم على الجلوس على الأرض دائما ،ومنع الحديث مع بعضهم البعض، ومنع الصلاة وقراءة القرآن”.
وتابعت: “الأسير داخل السجن معزول تماما (…) وهذه المعلومات تترك أثرا سلبيا كبيرا على الأسير الذي يعاني أصلا من مآلات التعذيب”.
وحول تقرير القناة 13 العبرية وظهر فيه أبو صفية، قالت قاسم: “أبو صفية فوجئ بالتصوير، لم يتم إخباره ولم يكن يعرف أن هناك تصويرا، وبعد اللقاء استفردوا به وتعرض لإهانات وضرب وابتزاز وتعذيب”.
وبخصوص الوضع القانوني لأبو صفية، قالت قاسم إن “السلطات الإسرائيلية حاولت تحويل ملفه إلى ملف أمني عادي، بهدف تقديم لائحة اتهام، لكن بعد سلسلة من التحقيقات والتعذيب القاسي، كي يوقعوه بأي شبهة يستندوا عليها بلائحة الاتهام، وبعد أكثر من 45 يوما، لم يستطيعوا إيجاد شبهة ضده، أعادوا ملفه لتعريفه الأول (مقاتل غير شرعي).
وختمت حديثها بأنه “عند انتهاء الزيارة تركت أبو صفية وهو بمعنويات عالية، وقد شدد على رسالة وجملة أن “الإنسان هو تاريخ، وتاريخه هو عبارة عن موقف يوضع ويُدرس”.
وفي أواخر ديسمبر اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أبو صفية (52 عاما)، عقب اقتحامها “مستشفى كمال عدوان” في شمال القطاع، وأخرجته تحت تهديد السلاح، بعد تدميرها المستشفى وإخراجه عن الخدمة.