تستعد 29 دولة أوروبية، بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، لاعتماد نظام رقمي جديد لإدارة الحدود يُعرف باسم “نظام الدخول والخروج الأوروبي” (EES)، إيذانًا بطي صفحة طويلة من الختم اليدوي لجوازات السفر، ابتداءً من 12 أكتوبر الجاري.
ويهدف النظام، الذي يستند إلى البيانات البيومترية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى تسجيل بصمات الأصابع وصور الوجه للمسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي عند عبورهم الحدود، ما يجعل المراقبة أكثر دقة وسرعة ويعزز مكافحة تجاوز الإقامة والهجرة غير الشرعية.
ويُعد EES أكبر تحول تقني في تاريخ إدارة الحدود الأوروبية منذ إنشاء الاتحاد، إذ سيُلغى التعامل الورقي التقليدي ويُستبدل بنظام إلكتروني شامل يرصد تواريخ الدخول والخروج ويكشف حالات التزوير وانتحال الهوية.
وبحسب المفوضية الأوروبية، فإن هذه المنظومة ستتيح معالجة ملايين المعابر اليومية بكفاءة أكبر، مع تقليص أوقات الانتظار في المطارات والموانئ وتسهيل عبور المسافرين الملتزمين بالقوانين.
ويُعد النظام أيضًا خطوة تمهيدية لتفعيل منظومة “إيتياز” (ETIAS) المقررة عام 2026، التي ستلزم مواطني الدول المعفاة من التأشيرات، مثل المملكة المتحدة وكندا، بالحصول على تصريح سفر مسبق.
ويعكس هذا التحول التكنولوجي توجّه أوروبا نحو أمن حدودي ذكي يجمع بين الانضباط الرقمي والسرعة التشغيلية، في زمن تتصاعد فيه التحديات الأمنية وحركات الهجرة غير النظامية.
وباعتماد EES، تدخل القارة مرحلة جديدة من “الرقمنة السيادية” التي تُعيد تعريف السفر الأوروبي كعملية بيومترية مؤتمتة، تربط بين الهوية الرقمية والأمن المادي في فضاء شنغن المفتوح.
