محمد سقراط
خطاب اليوم لجلالته نعتبره هو استمرارية لخطاب العرش الأخير من حيث المحاور الكبرى والذي تحدث فيه عن تجديد النخب وأن لا يمكن للمغرب أن يسير بسرعتين..، وقد أشار أمام نواب الأمة وأعضاء الحكومة من خلال تسطير لملامح رؤية متجددة للتنمية الترابية، قائمة على الفعالية، والعدالة، وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن وذلك عن طريق ورقة طريق حدد فيها سبع محاور كبرى.
1. تغيير العقليات وثقافة العمل
أكد جلالة الملك محمد السادس أن التحول التنموي الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون تغيير جذري في العقليات وأساليب العمل، داعياً إلى ترسيخ ثقافة النتائج بدل ثقافة الخطط الورقية.
وشدّد على أهمية الاعتماد على المعطيات الميدانية والتكنولوجيا الرقمية في التخطيط والتنفيذ.
2. جيل جديد من البرامج التنموية
ذكّر جلالته بدعوته السابقة إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية، تكون أكثر سرعة وفعالية، وتحدث أثراً ملموساً في حياة المواطنين.
وأوضح أن التنمية ليست ظرفية حكومية، بل مشروع وطني طويل الأمد يتجاوز الأزمنة السياسية.
3. العدالة المجالية بين الحواضر والقرى
شدد الملك على ضرورة إرساء علاقات رابح-رابح بين العالمين القروي والحضري، بما يضمن التوازن بعيدا عن التفاوتات المجالية في توزيع المشاريع والفرص، ويعزز التكامل بين الجهات، لتحقيق تنمية منسجمة وشاملة.
4. الأولوية للشباب والصحة و التعليم
أبرز جلالة الملك محمد السادس أن القضايا ذات الأولوية تظل متمثلة في تشجيع المبادرات المحلية، وتوفير فرص الشغل للشباب، والنهوض بقطاعات التعليم والصحة والتأهيل الترابي، لما لهذه المجالات من تأثير مباشر على تحسين مستوى العيش.
5. محاربة الهدر التنموي وضعف المردودية
وجه جلالته دعوة صريحة إلى محاربة كل الممارسات التي تضيع الوقت والجهد والإمكانات، مشدداً على أنه “من غير المقبول التهاون في نجاعة ومردودية الاستثمار العمومي”، وهو توجيه يعكس رغبة قوية في ترشيد المال العام وضمان أثر المشاريع.
6. الاهتمام بالمناطق الجبلية والساحلية
أكد الملك على أهمية إعادة النظر في سياسات تنمية المناطق الجبلية التي تمثل 30% من التراب الوطني، وتمكينها من برامج مندمجة تراعي خصوصياتها.
كما دعا إلى تفعيل قانون ومخطط الساحل الوطني بما يوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
7. العدالة الاجتماعية والمجالية: خيار استراتيجي للمملكة
حيث اختتم جلالته بالتأكيد أن العدالة الاجتماعية والمجالية ليست شعاراً ظرفياً، بل توجهاً استراتيجياً يعبّر عن روح “المغرب الصاعد والمتضامن”، داعياً إلى تعبئة شاملة لكل الطاقات من أجل تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.
ومن خلال هذا الخطاب، جدد الملك محمد السادس دعوته إلى انتقال نوعي في النموذج التنموي المغربي، قوامه العدالة، والسرعة في الإنجاز، والنتائج الملموسة على الأرض، حتى يشعر كل مواطن بثمار التنمية أينما كان.
كما نعتبر أن الخطاب الملكي هو بلورة للديناميكية الجيو سياسية لتفعيل مقومات الإندماج الماكرو إقتصادي مع البرامج المعتمدة لدمج الحيوية الاجتماعية الإقتصادية للمشاريع العمومية وترسيخ الإندماج المتكامل لبلورة منجزات ملموسة على أرض الواقع دون هدر للزمن التنموي في أفق سنة 2040.
* باحث وفاعل سياسي وحقوقي




