في بهو المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وتحديدًا في دورته الثلاثين، يتلألأ رواق وكالة بيت مال القدس الشريف كجوهرة فريدة تضيء دروب الوعي الثقافي والوجداني، حاملة عبق القدس في قلب العاصمة المغربية.
هو حضور بهي، تنبض أاركانه بالحب والتاريخ، وتجتمع فيه روح المغرب الأقصى بنبض بلاد الشام، في مشهد رمزي بليغ، يتوسطه مجسم قبة الصخرة المشرفة، عنوانا خالد لوحدة المصير وترابط الأرواح عبر الزمان والمكان.
خصصت الوكالة ضمن مشاركتها فضاءً غنيا، زاوج بين أصالة المعمار المغربي والفلسطيني، لاحتضان ندوات علمية وفكرية تقارب سبل ترسيخ عناصر الثقافة المغربية في المشرق العربي، بمشاركة ثلة من المؤرخين والأساتذة الباحثين المغاربة والفلسطينيين، في حوار حضاري يجمع بين الذاكرة والراهن، وبين ما هو محلي وما هو قومي.
ومن أبرز لحظات هذه المشاركة الوازنة، الإعلان عن نتائج الدورة السادسة من جائزة “ألوان القدس”، الموجهة لتلاميذ المدارس في المغرب والقدس، والتي نُظمت بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي، لتزرع في نفوس الأجيال البراعم الأولى للحب والانتماء.
كما يزخر الرواق بأنشطة موجهة للأطفال والراشدين، تُضيء الساعات الثقافية بعروض أفلام ووثائقيات تعرف الزوار على مشاريع وبرامج تنموية تنجزها الوكالة في القدس الشريف، تنفيذًا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، في سعيٍ دؤوب لصون الذاكرة وحماية الهوية، وربط الحاضر بجذور لا تذبل.
إنه رواق لا يزار فقط، بل يحس، ويقرأ كما تقرأ القصائد برفة قلب.
