حديث الساعة.. الوضع أصبح كارثي بكل المقاييس في الجزائر وخصوصاً جنوب البلاد وتحديدا في منطقة تندوف، حيث يتفاقم الوضع يومياً وتتصاعد وتيرة الإرهاب والاختطاف والعنف في حق المحتجزين الصحراويين بالمخيمات.
استفاق الصحراويون القاطنين بمخيمات تندوف منذ يومين على وقع ارتكاب جريمة دولية، عابرة للحدود، أبطالها مروجين وتجار مخدرات ضمن شبكات دولية، ينشطون بداخل مخيمات تندوف في محيطها وبالجنوب الجزائري والحدود المالية الموريتانية الجزائرية، في صمت تام من جهة قيادات البوليساريو والسلطات الجزائرية الملزمة دوليا بحماية الأشخاص القاطنين بمخيمات تندوف وبمحيطها.
قصة ارتكاب هذه الجريمة البشعة، وأبطالها أفراد شبكة دولية منظمة للإتجار بالمخدرات بمحيط المخيمات وفي الحدود الجزائرية الموريتانية وبشمال مالي، تتمثل في قيام هؤلاء باختطاف شيخ طاعن في السن من المنتسبين لثكنة عسكرية تابعة لما يسمى “الناحية الثالثة” بمنطقة ميجك، والتابعة لتنظيم مليشيا البوليساريو وبإشراف جزائري مباشر.
ووفق المعطيات، تم اختطاف “الشيخ افظيلي سيد أحمد أبو” منذ بداية نونبر الماضي، مما يطرح أكثر من تساؤل، حول استعداد أجهزة الأمن الجزائري لحماية أمن مناطق نفوذه وتغطية التراب الوطني الجزائري بما يشمل مخيمات تندوف، ويضع شعارات مكة الثوار وحماية حقوق الإنسان موضع الشك، مع ارتكاب الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين الصحراويين العزل من قبل عناصر الجيش الجزائري أو أجهزة أمن مليشيا البوليساريو أو من طرف أشخاص مجرمين يتمتعون بحماية رسمية، رغم تهديدهم غير ما مرة لأمن ساكنة المخيمات وترويعهم لها بكل الطرق، عن طريق الاقتتال في ساحات المخيم وبين الخيام وحرق السيارات والممتلكات وذبح أشخاص في عز النهار بتندوف.
وفي هذا السياق، أجرت أنباء إكسبريس بشكل حصري لقاء مع ابنة الشيخ المختطف، الشابة “منوتة”، والتي حاورها الحقوقي الأستاذ عبد الوهاب الكاين، من أبناء مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية.
الحوار مع منوتة إبنة الشيخ افظيلي سيد أحمد أبو
تصريحات “منوتة” كانت واضحة دون إيلاء اهتمام لخطورة تصريحاتها عليها وعلى عائلتها بحقيقة أن جبهة البوليساريو، لم تلتفت على مدى أربعة أشهر لمعاناتهم وحزنهم على فراق والدهم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها تدعو للريبة والشك، لإمكانية وجود تواطؤ لقيادات الناحية العسكرية مع المهربين ذوي السوابق الاجرامية، الذين تغاضت عصابة البوليساريو عن اعتقالهم لاقترافهم جرائهم سابقة.
إن استمرار الصمت عن استباحة أمن وسلامة الصحراويين المحتجزين داخل المخيمات، لا يمكن فهمه خارج تواطؤ قيادات الجبهة مع السلطات الأمنية الجزائرية وعناصر الشبكات الاجرامية، ومساعدتها على تنفيذ أنشطتها الإجرامية دون رادع ومن دون عقاب، وإلا كيف يمكن تفسير اختطاف شيخ طاعن في السن بالقرب من ناحية عسكرية كثيرا ما تغنى شعراء عصابة البوليساريو ببسالة أفرادها، بل وتنكروا لوقوع الحادث الأليم وتحللوا من أي مسؤولية عما وقع للمختطف أفظيلي ولد سيد أحمد ولد أبو!.
وللإشارة “منوتة” هي واحدة من الصحراويات اللواتي كسرن حاجز الصمت ليصرحن بأعلى صوتهن أن حياتهن وعوائلهن رهينة لتنظيم مجرم ولشبكات إجرامية لا ينقصها سوى حمل السلاح إلى جانب عناصر مليشيا البوليساريو ومباركة من الجيش الجزائري للعمل بكل حرية على طول الحدود الجزائرية الموريتانية المالية وجعل الحياة مستحيلة على الناس في المنطقة.
ختمت منوتة كلمتها قائلة، أن عائلتها لم تتوصل بأية مواساة أو سؤال عن حال والدهم وأفراد عائلتهم الممزقة، كما أكدت أن جبهة البوليساريو وسلطات الجزائر لم تسأل عنها أو عن ذويها لما قاسوه من معاناة.
ولكنها لم تكتف بتلك الصرخة العميقة، بل ناشدت كل الضمائر الحية للتحرك من أجل حماية والدها وأسرتها من تغول عصابات الإتجار الدولي في المخدرات الإرهابية وتواطئ قيادة مليشيا البوليساريو والسلطات الجزائرية، وتعريض حياة والدها وأفراد من أسرته للخطر.
وفي سياق من التخويف والترهيب الموجه للشابة منوتة افظيلي سيد احمد أبو، ابنة المختطف، لإسكات صوتها والتأثير عليها للقضاء على أي محاولة للتحدث للرأي العام المحلي والدولي، فقد استجمعت الشابة المكلومة قواها وفتحت قلبها الجريح وقررت البوح بعد أربعة أشهر من التخويف والتهديد بقتل والدها أو إبعاده عن أسرته بصفة نهائية.
وقالت مستنكرة، كيف لجبهة “البوليساريو” التي انتسب والدها إلى صفوف قواتها منذ نشأتها إلى حدود البارحة، أن تغض الطرف عنه، حتى في أحلك الظروف، أليس ذلك تواطئا مع الخاطفين؟، وإمعانا في تعذيب أسرتها ومضاعفة معاناتها؟ وهل من السهل أن ينكروا رفاقه أن لهم علاقة بوالدها منذ خمسة عقود في نفس المكان الذي كان يوحدهم، فكيف يصطفوا في طابور الاتجار الدولي للمخدرات ودعم بارونات، قد يلفوا الحبل في القادم من الأيام على رقابهم أيضا بسبب أو بدونه كما وقع للشيخ الطاعن في السن أفظيلي سيد احمد أبو؟
وهذا دليل آخر بأن عصابة البوليساريو تستغل الصحراويين وتتاجر فيهم، والسؤال المطروح، أين زعيم جبهة البوليساريو، المدعو إبراهيم غالي، الذي كرر غير ما مرة أنه يخشى أن تقع بغلة في العراق ويقع عليه ذنب سقوطها دون فعل شيء يمنع ذلك؟ الا يعتبر اختطاف شيخ مسن أفنى حياته لتتنعم أنت برفاهية مبالغ فيها من جوار قصرك الأصفر دون أن يرف لك جفن أو تسأل عن حال أسرته، وتستغل المساعدات المقدمة للمحتجزين، وبيعها في السوق السوداء، كما أن نهاية التحكم في مصير المحتجزين في مخيمات العار والذل بتندوف وسرقة أحلام الصحراويين، اقتربت جدا.
ختاما، فاختطاف الشيخ افظيلي واختفاء محمودة احميدة سعيد قسريا لفترة واختفاء الخليل أحمد والتواطؤ في قصف عشرات المدنيين الصحراويين العزل بمنطقة ايكيدي وغيرها من المناطق التي شهدت عمليات حرق وقتل وتعذيب مفض للموت، بمباركة النظام العسكري الجزائري، ستبقى شاهدة على وحشيتكم وعدم ادميتكم واستصغاركم لحياة أناس سلبتم بسمتهم على حين غرة، ولن تسترجع إلا إذا أزيلت أسباب وجودكم من لحمادة، وحاز الصحراويون المحتجزون زمام قرارهم بالعودة إلى وطنهم والعيش إلى جانب عائلاتهم بأمان.
وفي هذا الصدد، فإن صرخة منوتة المكلومة ابنة الشيخ المخطوف وإخوتها، الصحراويون، ستجد طريقها للدعم بهدف لم شمل العائلة قريبا، كما أن المدافعون عن حقوق الإنسان الاوفياء لمبادئهم لن يهنأ لهم بال، حتى يصل صوتك إلى الرأي العام العالمي، وإلى المنظمات الدولية و الأممية، لاتخاذ التدابير الضرورية والعاجلة للحماية من التهديدات التي يمكن أن تلحقكم في التمتع بحقكم في الحياة وفي سلامة الشيخ المختطف افظيلي سيد احمد أبو الجسدية أو ما شابه ذلك، من قبل عصابات إجرامية مدعومة ومحمية من تنظيم مليشيا البوليساريو الإرهابية وسلطات النظام العسكري الجزائري.