أضحى النظام العسكري الجزائري المجرم، في ورطة كبيرة ونهايته بدأت تقترب جدا، يناقش الآن البرلمان الأوروبي، بشكل جدي وضع الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر، بشكل سافر في جلسة تم فيها “الدعوة إلى إطلاق سراحه فورا ودون قيد أو شرط”.
وذلك بسبب إعتقال النظام العسكري الجزائري المستبد، الكاتب الروائي الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، المرموق البالغ من العمر 75 عاما، فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة هواري بومدين، قادما من باريس، يوم السبت الماضي 16 نونبر 2024، بدون تقديم أي توضيح رسمي حول أسباب الاعتقال التعسفي.
وقد تم إعتقال بوعلام صنصال في مطار الجزائر، بعد أسابيع قليلة على تصريحاته التي انتقد فيها بشكل صريح وواضح تأسيس الجزائر لجبهة البوليساريو، ودورها الخطير في زعزعة استقرار المنطقة المغاربية والمغرب.
وتم إيداعه السجن ومتابعته بجناية المساس بأمن الدولة، وفق مادة قانونية تضع مثل الأفعال في خانة الإرهاب.
لهذا الأمر يناقش نواب البرلمان الأوروبي، بشكل مستعجل قضية اعتقال صنصال التعسفي وبطلب من النائبة عن اليمين الفرنسي سارة كنافو، إلى جانب ملف ما سماه “قمع حرية التعبير في الجزائر”.
وللإشارة، أفاد محامي بوعلام صنصال، بأنه تم متابعته بالإرهاب والمس بالدولة.
حيث أفاد محامي الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بأن موكله مثل يوم الثلاثاء أمام قسم مكافحة الإرهاب بالنيابة العامة في الجزائر العاصمة وتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي.
البرلمان الأوروبي يناقش قضية بوعلام صنصال
وأكد المحامي الفرنسي، فرانسوا زيميراي، بأن صلصال سيتابع بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، والتي تعاقب على “الأفعال التي تهدد أمن الدولة” وتعتبرها “أعمالا إرهابية”، وقال في بيان له نشرته وكالة الأنباء الفرنسية قرار حبس الكاتب بوعلام صنصال بـ”العمل الخطير”.
وجدير بالذكر أثار خبر الاعتقال ردودا واسعة النطاق، وسخط كبير عند المنظمات الحقوقية، وكذلك من قبل الطبقة السياسية في فرنسا.
وأكثر من هذا طالب فائزون بجائزة نوبل للآداب، وهم آنّي إرنو وجان ماري لو كليزيو وأورهان باموك ووول سوينكا، وكتاب آخرون بينهم سلمان رشدي، الكاتب البريطاني المعروف برواية “آيات شيطانية”، بالإفراج الفوري عن بوعلام صنصال، وهذا راجع إلى مكانته الأدبية الكبيرة.
وسبق ان أشرنا سابقا في مقالنا تحت عنوان “تمادى النظام الجزائري في إسكات الأصوات الحرة.. ودعمه اللا محدود للمرتزقة والانفصاليين“، بأن قضية بوعلام صنصال أصبحت الآن ذات رمزية كبيرة نظرا لكونه مثقف مرموق عالميا على غرار كمال داود الفائز بجائزة غونكور وعدد آخر من المثقفين الجزائريين الذين أخذوا على أنفسهم وقرروا رغما عنهم الهروب إلى الخارج للهروب من سياسة الإضطهاد والتنكيل التي يمارسها النظام الجزائري ضد الأصوات الحرة يومياً.
وأكدنا بأن النظام الجزائري على المحك وقد يلفظ أنفاسه الأخيرة إن لم يتدارك الأمر على وجه السرعة، لهذا لقد أعذر من أنذر.
كما أن الجزائر تشهد الآن موجة من النقد من قبل مثقفين جزائريين ضاق عليهم الخناق بسبب السياسة القمعية للنظام العسكري وفشله في التنمية وبناء علاقات دولية معتدلة.
وإستمرار القمع والاعتقالات التعسفية في الجزائر، بالإضافة منذ أداء اليمين الدستورية للرئيس عبد المجيد تبون يوم 17 سبتمبر 2024 وبداية عهدته الثانية، سجن المئات من النشطاء، ووُجهت لهم تهم عدة، بما فيها التي تتعلق بالإرهاب عن طريق توظيف السلطات الجزائرية للمادة 87 مكرر من قانون العقوبات الخاصة بمكافحة الإرهاب.
تعليق واحد