في 30 يونيو 2022 أصدرت أنباء إكسبريس تقرير مفصل هو الأول من نوعه، عرف تفاعلا كبيرا وغير مسبوق حول السياسة المُقنّعة للجزائر، خصوصا ما يتعلّق بحربها السياسية والاقتصادية والإعلامية على المغرب والمغاربة والتشهير بهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.
وأشار التقرير بناءا على استطلاع للرأي، بأن السياسة الجزائرية متهافتة وغير واضحة، لأنّ النظام العسكري الجزائري فضّل أن يلعب دور الرجل المقنّع.
فالنظام العسكري الجزائري الذي يدّعي أنّه قوة ضاربة في الأرض والسماء، لا يستطيع أن يتصرف من دون قناع، بالإضافة إلى ذلك، كشف تقرير أنباء إكسبريس، عن تطبيع العلاقات الجزائرية الاسرائيلية الخفية بالدلائل، وخصوصا في الميدان الإقتصادي، حيث بدأت العلاقات التجارية السرية بين اسرائيل والجزائر رسميا منذ 1994 وفق مصادر إسرائيلية، كما أن الاتصالات بين عوفوديا سوفير سفير اسرائيل الأسبق في فرنسا ومسؤولين جزائريين ظلت قائمة ومستمرة.
وفي 25 يونيو عام 2000 استضافت الجمعية الإسرائيلية لتطوير العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط تحت رعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية 8 صحفيين جزائريين.
هنا انكشف الأمر والفضيحة الكبرى، وحاولت الحكومة الجزائرية أن تتبرّأ من الأمر وتتهمهم بالخيانة، كما سبق للموقع الرسمي لحلف شمال الأطلسي أن نشر صورا تجمع بين قائد أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح والجنرال الإسرائيلي المشارك في الإجتماع.
اتفاقية الغاز المسال والتبادل التجاري بين الجزائر وإسرائيل
هذه الاتفاقية تعود لعام 2004، لتزويد إسرائيل بالغاز الجزائري عن طريق الأنابيب المصرية، كما تحدثت قناة 24 الاسرائيلية وعدة وسائل إعلامية عبرية، عن توقع علاقات تطبيع بين البلدين قريبا بشكل سري، وذلك بعد أن كشفت عن نزول طائرة اسرائيلية في مطار هواري بومدين في شهر مارس 2021 محملة بلقاح ضد فيروس كورونا تبرعت به تل أبيب على الجزائر مما أعطى قوة للعلاقات بين قصر المرادية والحكومة الإسرائيلية.
وأكثر من هذا يشير المراقبون والخبراء إلى وجود تبادل تجاري بين البلدين منذ سنوات، وقد سبق للمكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية أن تحدث عن وجود تصدير كبير بين البلدين سنة 2013، من المعدات التكنولوجية الإسرائيلية إلى الجزائر، ومنها معدات تخص المجال الزراعي.
فضيحة شهر أكتوبر الماضي
بعد طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، أصبحت إسرائيل محاصرة، ومهددة بالانهيار الاقتصادي، وخصوصا على مستوى الغاز المسال، حيث توجهت ناقلة إسرائيلية إلى الجزائر، في عز الأزمة لتزويدها بالغاز لاستعماله في العدوان على الشعب الفلسطيني الاعزل بقطاع غزة، وإستهداف المدنيين، بعد مغادرتها مصر خاوية، كما تم غلق شركة شيفرون الأمريكية، وحقل تمار بسبب الحرب مع المقاومة وتوقف خط أنابيب إسرائيلي بشكل نهائي، وهذا سبق أن أشرنا له بتفصيل.
وبأن هذه الحرب هي الكاشفة، أسقطت الأقنعة والإحتلال يعيش الاستنزاف.
وقد أفادت كذلك وكالة الأنباء “رويترز” بأن ناقلة كانت تسعى إلى تحميل الغاز الطبيعي المسال من محطة مصرية غادرت خاوية وتحولت إلى أخرى في الجزائر بعد توقف خط أنابيب إسرائيلي ينقل الغاز لمصر بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وخلفت هذه الفضيحة صدمة عند الرأي العام، وبدأت المخابرات الجزائرية بالضغط والتدخل بطرق ملتوية، واختراق الإعلام الدولي بالمال وتعتيم خبر تزويد الجزائر إسرائيل بالغاز، الذي تناولته أنباء إكسبريس على نطاق واسع.
فضيحة أكتوبر، تؤكد على استمرار العلاقات التجارية بين إسرائيل والجزائر، وهي الدليل القاطع على تطبيع البلدين، وتُفند إدعاءات النظام العسكري، الذي يروج عن قطيعة تامة مع إسرائيل.
إبرام اتفاقية جزائرية لضخ الغاز لإسرائيل
في الوقت الذي توقف فيه التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل بسبب غزة وما يقع فيها من جرائم إنسانية، الجزائر تصدر الغاز المسال للاحتلال، أبرمت الجزائر اتفاقية رسمية، مع إسرائيل وفق شروط، حسب مصادر خاصة وتقارير، بهذه الشروط أصبحت إسرائيل تسيطر وتستفيد من الغاز الجزائري بنسبة كبيرة.
وقد أكدت التقارير أن الاتفاقية التجارية بين الجزائر وإسرائيل، تمت عبر وسيط رئيسي في سوق الهيدروكربونات العالمي، الذي ينقل البترول المسال من ميناء وهران إلى عسقلان الإسرائيلية.
كما أن شركة سوناطراك، تعمل على أن تغادر السفن المحملة بالغاز ميناء أرزيو بولاية وهران ثم تتوقف في البحر الأبيض المتوسط، من أجل التمويه وغالبا على مستوى السواحل اليونانية، قبل أن تغير اتجاهها بعد ذلك إلى ميناء عسقلان في إسرائيل، وللإشارة السفن هي أجنبية مهمتها النقل.
ماهي شروط الاتفاقية الجزائرية الإسرائيلية
– حرصت الجزائر أن تبقى الاتفاقية سرية وتفادي إثارة الشكوك.
– رفع نسبة التبادلات التجارية “تجارة السلع الأساسية”، عبر وسطاء.
وفي هذا الصدد، كشف تقرير أممي مؤخرا، عن معطيات بخصوص، ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين إسرائيل والجزائر، والمتوفرة بقاعدة بيانات الأمم المتحدة لإحصاءات تجارة السلع الأساسية.
– إستهداف المملكة المغربية وسيادتها، حيث اشترط النظام العسكري الجزائري على إسرائيل، بتشويش على وحدة أراضي المملكة المغربية، عن طريق الإعلام، وخير دليل الفعل الاستفزازي الذي قام به المدعو بنيامين نتنياهو مساء الخميس تجاه سيادة الوحدة الترابية للمملكة المغربية وإهانة شعبها، أثناء لقاء تلفزيوني مع قناة فرنسية، إظهار خارطة المغرب مبتورة وهذه ليست المرة الأولى.
بالإضافة إلى ذلك تؤكد مصادرنا، بأن الجزائر تسلح المليشيات المتواجدة جنوب الصحراء من أجل خلق إحتقان في المنطقة وزعزعة استقرارها، وإستهداف المبادرة المغربية مشروع خط أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي، مقابل رفع نسبة تزويدها بالغاز المسال.
وأكثر من هذا تمرير مغالطات عن المملكة المغربية، من أجل توجيه الرأي العام الدولي، بأن المغرب قام بالاعتداء على الجزائر خلال العقود الماضية، وبأن ما تقوم به الجزائر هي ردة فعل فقط، ورد اعتبار، وتلميع صورتها وبأن الجزائر هي ضحية، مع وضع سمومهم وحقدهم على المملكة المغربية وسيادتها على كامل أراضيها، بما فيها الأقاليم الجنوبية.
نتنياهو يساند النظام الجزائري ويبتز المغرب
طلع قاتل الأطفال نتنياهو علينا متحدثا وملوحا بخريطة العالم العربي، حيث ظهر المغرب في خريطة نتنياهو منزوعا من صحرائه، مما أثار غضب المغاربة.
نتنياهو الذي أغضب المغاربة من خلال تلويحه بخريطة يبدو فيها المغرب من دون صحرائه يساند موقف النظام الجزائري الذي منع فريق نهضة بركان من المشاركة بسبب الخريطة المغربية المرسومة في بدلات اللاّعبين.
حيث يرى المتتبعون لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أن هناك رسائل متبادلة بين النظام العسكري الجزائري وحكومة نتنياهو منذ بداية طوفان الأقصى، قدم النظام الجزائري رسائل عديدة لحكومة نتنياهو خصوصا عندما علم أن المغرب رفض استقبال نتنياهو، وإصداره بيانات تدين جرائم الإبادة التي يقوم بها نتنياهو في حق الشعب الفلسطيني في غزة، وبيان إدانة لسياسة العنف في القدس واقتحام رفح وتجميد مكتب الاتصال وقطع العلاقات التجارية، وهو ما جعل نتنياهو يعتمد سياسة الابتزاز.
في مقابل ذلك خفضت الجزائر لهجتها من إسرائيل، وجاء خطاب ممثلها في مجلس الأمن سابقا محايدا داعيا إلى خفض التصعيد بين الطرفين، ومساويا بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأشارت مصادر موثوقة إلى وصول سفن جزائرية قريبة من شواطئ إسرائيل، تتابع ضخ الغاز إلى إسرائيل.
وجدير بالذكر أنّ علاقة النظام الجزائري بإسرائيل لم تتوقف رغم اعتمادها على السرية، لكن مصادر كثيرة وثقت بالصوت والصورة لقاءات سرية تظهر بوضوح أن النظام الجزائري مستعد لبيع فلسطين لو ضمن اعتراف إسرائيل بانفصال الصحراء، وهذا الذي جعل قيادات انفصالية تلتقي بمسؤولين إسرائيليين في عديد من المناسبات.
ولهذا السبب لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستفز فيها نتنياهو المغرب بسبب رفضه سياسة الإبادة ضد الفلسطينيين.
ويرى المتتبعون بأن تلويح نتنياهو بخريطة المغرب مجزّأة هو تحصيل حاصل لأمر طالما أخفاه النظام الجزائري، وهو كذلك فضيحة سياسية تظهر بأنّ الانفصال مشروع استعماري، وأن النظام الجزائري عندما يربط بين الصحراء المغربية وفلسطين، فهو يخفي المخطط السري الذي فضحه نتنياهو، وهو الصحراء المغربية كهدف مشترك بين نتنياهو والنظام العسكري الجزائري.
وحسب بعض المصادر، أنّ كلا الطرفين يعملان على تشويه سمعة المملكة المغربية في الصحافة الدولية، وأن النظام الجزائري من خلال المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي (الجزائرية) والموساد الاسرائيلي هم خلف الخبر المكذوب عن وجود 4000 آلاف جندي مغربي يشاركون في الحرب على غزّة.
https://www.horrapress.eu/archives/39640
تم إعادة نشر المقال من طرف جريدة حرة بريس الدولية التابعة للمركز الأوروبي للإعلام الحر في بريطانيا