تقاريرسياسةعاجل

المُقَنَّع.. تقرير حول السياسة الجزائرية

عمل فريق من الصحفيين في أنباء إكسبريس على إنجاز تقرير حول السياسة المُقنّعة للجزائر، خصوصا ما يتعلّق بحربها السياسية والاقتصادية والإعلامية ضدّ المغرب والمغاربة والتشهير بهم، مستندين في ذلك على آراء لخبراء وسياسيين ومن المجتمع المدني، مستقصية آراء الجميع وإنجاز تقرير عام يلخّص تلك الآراء.

وقد اكتشف الفريق الصحفي إبان استطلاعه للرأي، بأنّ السياسة الجزائرية متهافتة وغير واضحة، لأنّ النظام الجزائري فضّل أن يلعب دور الرجل المقنّع، إشارة منهم إلى السلسلة الكوميدية الأمريكية من بطولة جيم كاري، التي يتداخل فيها الواقع مع الافتراضي. فالنظام الجزائري الذي يدّعي أنّه قوة ضاربة في الأرض لا يستطيع أن يتصرف من دون قناع جيم كاري.

فالعسكر هم المتحكمون في القرار وفي اختيار الرؤساء، وبخلاف المغرب الذي يملك دستورا واضحا يظهر صلاحيات وسلطات الحاكمين، وسياسة واضحة، لا يستطيع النظام الجزائري أن يظهر وجهه الحقيقي ويعلن عن نظامه المتخفّي. ورأى الكثير من السياسيين بأنّ الجزائر لا تستطيع أن تكشف عن وجهها الحقيقي كنظام عسكري لأسباب كثيرة، ومنها:
1- نظام جبان، لا يستطيع الحاكمون الفعليون أن يكشفوا عن وجههم الحقيقي، خوفا من الشعب ومن الرأي العام الدولي.
2- يجدون في هذا الاختباء خلف رؤساء ضعاف طريقة سهلة لكي يحمّلوا مسؤولية فشلهم على الرؤساء بدل أن يتحملها النظام العسكري الحاكم.
3- والسبب الرئيسي لأنهم منذ تسلّموا إدارة الدولة من المستعمر في استفتاء عام أجرته فرنسا وهم يعيشون أزمة في الشرعية.

وذهب بعض المحللين إلى أن الجزائر تسلمت دولة ومساحة واسعة الأطراف رسم حدودها الاستعمار غربا وشرقا وجنوبا، وهي تشعر بعدم مطابقة تاريخها للمساحة التي ورثتها عن الاستعمار، أي أن مساحتها تفضحها، لأنها لا تتوفر على تاريخ كبير مثل جيرانها المغرب وتونس. لهذا السبب جندت طوابير من داخل جامعاتها لسرقة التراث المغربي. وهي محاولة باءت بالفشل حين رفضت اليونسكو تسجيل الكثير من السرقات الجزائرية للتراث المغربي باسم الجزائر، ورأى المصدر نفسه أن سلوك السياسة الجزائرية اليوم يقوم على تراثها الوحيد في القرصنة والنهب. ويرجع البعض ظاهرة سرقة التراث المغربي إلى ثقافة عروج باربروس القرصان التركي الذي حكم الإيالة العثمانية الجزائرية قبل أن يبيعها الباب العالي لفرنسا. ويقول أحد الباحثين، بأنّ بربروس الذي تجعل منه الجزائر رمزا للجهاد البحري، هو رمز للدولة العثمانية ووكيل سليم الأول، وبأنه يحمل عقدة المغرب من ذلك الوقت، لأنه كان في نظر المغاربة قرصان صغير وأحد الحوّاتة، وقد سحق المغاربة كل المحاولات التي قادها قراصنة العثمانيين في الإيالة الجزائرية، وأهمها معركة وادي اللّبن.

فالقراصنة لا يعرفون إلاّ النهب في وضح النهار، وكل شيء وجدوه في طريقهم زعموا أنه لهم. ورأى البعض أنّ عراقة المغرب هي عقدة النظام الجزائري. ولذلك أقام نظامه على الكراهية للمغرب ويعتبر أي مبادرة أممية أو مقترح لحل الأزمة خطرا، لأنّ وجود المغرب في حد ذاته يشكل فضيحة لتاريخ جزائري يقوم على الترقيع ونهب التاريخ المغربي. وفي الوقت الذي يدعي النظام الجزائري بأنه ضدّ الاستعمار، يطالب باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، ويدين المغرب الذي لا يعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار، لأن النظام الجزائري يعرف جيدا أن حدوده موروثة عن الاستعمار الفرنسي، وهدية من دوغول جاءت نتيجة استفتاء ومفاوضات إيفيان.

وتساءل بعضهم حول وثيقة الاستقلال التي أسفر عنها لقاء إيفيان، وما هي شروط الاستقلال، خصوصا وأنّ دوغول صرح أنّه ترك في الجزائر جزائريين أكثر من الفرنسيين. وكثير من الجزائريين يطالبون بالكشف عن اتفاقية إيفيان بين الوفد الجزائري وفرنسا.

الديبلوماسية الجزائرية دخلت مرحلة الهيستيرية

يحاول النظام الجزائري أن يقتفي طريقة الديبلوماسية المغربية النشطة هذه الأيام، فهو لا يستطيع أن يستغني عن المغرب كنموذج ملهم. وعلى الرغم من الارتجال الذي طغى على مواقفه الأخيرة خصوصا مع اسبانيا، فهو يحاول أن يقلد الشقيق الأكبر. وفي محاولة لتهدئة الشارع الجزائري والمظاهرات التي يخفيها النظام الجزائري كالشمس بالغربال، يحاول ان يشتري الصحافة العربية والدولية ويمارس أقصى الضغوط لكي لا يتوجه الإعلام الى الشارع أو يتحدث عن ربيع جزائري. ينفق النظام الجزائري أموالا طائلة على محطات إعلامية ومرتزقة سياسيين وصحفيين لتبييض وجهه وتقديمه كقوة ضاربة وفي نفس الوقت كقوة مستهدفة. ورغم الارتفاع الذي تشهده أسواق النفط والغاز في العالم فإن وضع الجزائر يظل ثابتا لا يتغير، لأن ضباط فرنسا الذين يحكمون من خلف الرئيس تبون الضعيف لا يهتمون بالتنمية وإخراج الشعب الجزائري المظلوم من الفقر. فالأموال التي يصرفها النظام الجزائري على أطروحة الانفصال ومعاداة المغرب كافية لو صرفها على الشعب الجزائري لكي تجعل من الجزائر دولة صاعدة. ويرى البعض أنّ الجزائر التي تبرر عدوانها على المغرب برفع شعار تقرير المصير في الصحراء، لا تطبق هذا الشعار على شعبها الذي تحرمه من الثروات الطبيعية. ويتجلى هذا التناقض أيضا في أنها تطالب بتقرير المصير للشعب الصحراوي في الصحراء المغربية التي تعيش وتيرة متصاعدة في التنمية ولا تسمح بتقرير مصير أبناء الصحراء المغربية المحتجزين في مخيمات تندوف، لأنها تمنعهم من مغادرة المخيمات وتعتقل كل من سولت له نفسه العودة إلى وطنه. ويرى معظم المحللين بأنّ الجزائر استنزفت كل ثرواتها لتقسيم المغرب ولكنها في النهاية خسرت شعبها وأصبح مصيرها السياسي مجهولا.

منذ عهد بومدين والقرار السياسي بيد العسكر 

ويرى مراقبون من داخل الحراك الشعبي والمدني الجزائري بأن هناك نفاقا وتجاهلا يمارسه الإعلام العربي تجاه قضيتهم، وبأن الشعب الجزائري الذي يتواجد في الشارع مطلع على هذه المواقف، وبأنه قريبا لن ينسى أولئك الذين صفّقوا لجلاّده، وسيحاسب الطابور الخامس للجنرالات، كما قلل بعض النشطاء الجزائريين من أهمية الطابور الخامس الجزائري الذي يقوم بالدعاية للنظام العسكري والمتنكر للأهداف الإنسانية للاحتجاجات التي يقودها الأحرار من أبناء الشهداء منذ اختطف الهواري بومدين(بوخروبة) ثورتهم بانقلاب عسكري مشؤون على القيادي في الثورة الجزائرية أحمد بن بلّة وصفّى قادة من الثورة الجزائرية. ويقول بعض النشطاء المتظاهرين، بأن أبناء الشهداء الأحرار هم من يطالب اليوم بالتغيير وسقوط النظام العسكري ورفع الوصاية عن الشعب الجزائري، أما الانتهازيون الذين يرددون شعارات العسكر، فهم ليسوا سوى أولاد الحركيين والانتهازيين الذين يستعملون شعارات الثورة التي اختطفوها وقتلوا قادتها وتحدثوا باسمها، وهم يعملون لصالح ضباط فرنسا، ولهذا السبب، يقول النشاط، لم يجد ربيع الجزائر آذانا صاغية حتى من فرنسا التي يدين لها الحاكمون العسكريون بالولاء من تحت الطاولة، كما أنّ هواري بومدين الذي قتل قادة الثورة وشرد أبناءهم لم يكن معروفا قبل 1962، وأنه كان يحاول أن يقلد فيديل كاسترو في تدخين السيكار الكوبي بطريقة مثيرة للضحك، في حين كان آباءنا الثوار يأكلون من أوراق الشجر. ويقول: أن بوخروبة الذي غير إسمه إلى هواري بومدين نسي بأن كاسترو كان يدخن السيكار الذي يعتبر منتوجا محلّيا وبثمن رخيص بينما السيكار في بلاد كالجزائر هو رمز للبورجوازية. وبأن استعمال السيكار في زيارته للعمال والفقراء يعتبر في العرف الجزائري قلة أدب واستعلاء على الفقراء.

ويقول أحد المتظاهرين، بأنّ الجزائر لم تتحرر، وأن الحاكم العسكري يواصل حتى اليوم الخدعة التي زرعها هواري بومدين الذي تآمر على بن بله وأدخل ضباط فرنسا للحكم وقلدهم مسؤوليات كبير وقام بتصفية قادة كبار من أبناء الثورة الجزائرية مثل عبد الكريم بلقاسم وزير القوات المسلحة في الحكومة المؤقتة الأولى، كما صفّى بلمهيدي وعشرات من القادة الجزائريين، ووضع مصير الثورة الجزائرية في يد ضباط فرنسا. وبأن انقلابه على بن بله لم يكن مبررا، خصوصا وقد اعترفت به دول كبرى كفرنسا بل أول من اعترف به حسب ما جاء في تصريح لابن بله هي الولايات المتحدة الأمريكية. ويدل على جرائمه طرد آلاف من المواطنين الجزائريين من أصول مغربية من الجزائر يوم العيد ووضعهم على الحدود ومصادرة كل أملاكهم وتفكيك العوائل المشتركة بين الشعبين وإدخال الجزائر في سياسة الكراهية للمغرب.

ويرى بعض المحللين أن الهواري بومدين شخصية معقدة تحمل ملامح الإجرام، والدليل على ذلك عمليات الاغتيال والتصفية التي قام بها في حق أبناء الثورة الجزائرية، ولم يكن له صديق في حياته. ويقول نفس المصدر بأن بومدين كان يحاول أن يتطاول على الرؤساء بسبب عقدة النقص، ولهذا السبب يفسر نفس المحلل سبب دس صدام السم لهواري بومدين.

وفي تصريح لابن بله قبل سنوات، قال أنه هو الذي جاء بالهواري بومدين إلى الجزائر الذي لم يكن يعرفه أحد، كان طالبا بسيطا في مدارس الازهر قضى بضعة شهور لمعرفة اللغة العربية، ولهذا السبب استقدمه بن بله. وقد غدر الهواري بومدين بمن جاء به وقربه منه، وحين علم الشعب بغدر بومدين وتحكمه بالرقاب وقتله للمدنيين الذين نشر فيهم الرعب، انقسم على نفسه بين أغلبية صامتة وأقلية تطبّل للنظام الجزائري ظالما أو مظلوما.
بقيت الجزائر رهينة لضباط فرنسا الذين ادخلهم بومدين للجيش حسب المخطط الاستعماري الجديد، وبعد أن سرق الثورة واضطهد الشعب لبس قناع شعارات الثورة، لانه يعرف مجيئه الى السلطة بالغدر بعد الانقلاب على بن بله، فأصبح يواجه مشكلة الشرعية.

ويلاحظ المراقبون للسياسة الجزائرية أنها متناقضة وغير واضحة، رغم أنها تحاول أن تختفي خلف شعارات تعود لزمن الحرب الباردة التي ليس لهم فيها موقع يذكر سوى شراء السلاح السوفياتي لفرض سباق تسلح على المغرب وعرقلة التنمية وتجويع الشعبين الشقيقين الذين كانت دائما تجمعهم أواصر الصداقة والمحبة. كان الهواري بومدين خلافا لفرحات عباس أول رئيس للحكومة الانتقالية الجزائرية الذي يعتبر صديقا للمغرب، نشر العداوة بين المغرب والجزائر وانقلب على مشروع الاتحاد المغاربي عن طريق خلق أزمة كبيرة بين البلدين.

رئيس الحكومة المؤقتة الجزائرية فرحات عباس في زيارة إلى السلطان محمد الخامس

سياسة الكيل بمكيالين

ومن التناقضات التي أحصاها المراقبون في الديبلوماسية العشوائية لحكومة العسكر الجزائري التي يطبقها الرئيس تبون حرفيا، التصعيد الذي شهدته العلاقة بين الجزائر واسبانيا من طرف واحد. فالجزائر منذ سنوات تكذب على الرأي العام الجزائري والرأي العام المغربي وعلى العرب والعالم بأنها غير معنية بهذا الصراع وبأن ملف الصحراء يوجد اليوم في الأمم المتحدة. وأثبتت اليوم أنها معنية بهذا الملف، وهي من يحركه خيوطه. وتحاول القنوات الاعلامية الجزائرية أن تقدم نفسها كضحية باتهام اسبانيا بالخيانة. وتحاول الجزائر أن تستعمل الغاز كورقة وليس كثروة قومية للشعب الجزائري. وظنت أنها قوة ضاربة لتستغل الأزمة الأوكرانية، وتعويض الخصاص في الغاز الروسي.

تلقت الجزائر ضربة قاضية عندما عرفت أن أوروبا لم تجد في الغاز الجزائري تعويضا عن الغاز الروسي وبأن الجزائر عاجزة عن تعويض هذا النقص بسبب بنيتها التحتية الهشة والضعيفة ولأن أوروبا عرفت أن الجزائر حولت الغاز إلى ورقة. خصوصا وان أنبوب الغاز الذي سيمتد من نيجيريا عبر المغرب إلى أوروبا شكل صدمة للجزائر وعطّل الاستعمال السياسي للغاز الجزائري، حيث أصبحت ورقة الغاز الجزائري محترقة.

فقد راهنت الجزائر على اسبانيا في التآمر على الوحدة الترابية المغربية، ولم تنفعها كل الإغراءات التي استعملتها وكذلك الضغوط بورقة الغاز المحترقة، لأن الجزائر تورطت في مواجهة مع دولة عضو في الاتحاد الأوربي، ولا يمكنها أن تنجح في ابتزاز إسبانيا عن طريق إغراء إيطاليا بصفقات الغاز. وهذه كما يرى بعض الخبراء دليل على غباء الديبلوماسية الجزائرية.

حاولت الجزائر ان تضغط أكثر بأوراق جديدة كورقة الهجرة غير الشرعية حيث تم القبض على مهاجرين غير شرعيين عبروا من الجزائر نحو إسبانيا. ويرى بعض الخبراء أيضا أنّ الجزائر بعد احتراق ورقة الغاز ستلجأ إلى أساليب أخرى للضغط، وستلعب بورقة الهجرة غير الشرعية وورقة الإرهاب في منطقة الساحل وجنوب الصحراء. ويرى الخبراء أنفسهم بأنّ سياسة الجزائر في الداخل والخارج تقوم على استعمال ورقة ارهاب الدولة لصرف الأنظار عن أزمتها الداخلية، كما استعملت ورقة القتل العشوائي في العشرية السوداء، وحرق الغابات لاحتواء التظاهرات الشعبية.

ولم تستدع الجزائر سفراء دول كثيرة تبنت نفس الموقف إزاء الصحراء المغربية، بل مارست سياسة الانتقاء. فالدولة التي تتوهم بأنها قوة ضاربة تحاول ان تصلح ما أفسدته بسياساتها العدائية للمغرب. وبدل أن تعترف بأخطائها وتصلح علاقتها مع جارتها فضلت أن تمد اليد لمن كانت تسميهم بالرجعية العربية واستعمال الغاز في الرشوة والتآمر والإساءة. ويلاحظ الخبراء أيضا بأن الجزائر كانت تتظاهر بالسلام والصداقة مع كل الدول حتى تظهر بأن مشكلتها مع المغرب فقط. ولكن التطور الذي يشهده ملف الصحراء فضح السياسة العدوانية الجزائرية مع العديد من الأطراف. استطاع المغرب من خلال نشاطه الديبلوماسي ان يدخل الجزائر في هيستيريا بعد ان تبين للمنتظم الدولي ان الجزائر تعرقل الحل السلمي لملف الصحراء المغربية وتساهم في ضرب السلم العالمي، كما يرى الخبراء بان اسبانيا أدركت في النهاية ان ملف الصحراء انتهى الى الباب المسدود وان افضل مبادرة اليوم لحلحلة هذا الملف هو مبادرة الحكم الذاتي. وبأن استمرار الجمود حول هذا الملف اصبح يؤثر على استقرار المنطقة ويكشف عن الوضع المزري لساكنة تندوف المحاصرين وبأن أجواء اليأس بدأت تؤثر على الميليشيات التي ترعاها الجزائر والمرشحين للتحول الى جماعات ارهابية في المنطقة.

وفي مساعي ديبلوماسية حاولت الجزائر ان تقدم اغراءات تشبه اعادة الاعمار، لتقليص الفجوة التنموية بينها وبين المغرب، فحاولت أن تقلد المشاريع المغربية، كإنشاء مساحات لانتاج الطاقة البديلة، وإنشاء قطار في الجزائر تقليدا للمغرب، بمساعدة قطر. فالقوة الضاربة تعرض نفسها لدول الخليج للاستثمار واخراجها من الازمة الاقتصادية الخانقة. كذلك حاولت أن تمد أنبوبا من الغاز نحو موريتانيا بمناسبة مد أنبوب الغاز من نيجيريا إلى المغرب باتجاه أوروبا. ورأى بعض الخبراء في الشأن الجزائري بأنّ ما تقوم به الجزائر في الآونة الأخيرة هو ذر الرماد في العيون ومحاولة تصحيح ديبلوماسيتها عن طريق مشاريع فاشلة لا مستقبل لها. وبأن ثوابت الديبلوماسية الجزائرية لا تقوم على المصالح والتعاون بل تقوم على الحقد، وهي تعاني من عقدة المغرب.

التطبيع المقنع 

ويلاحظ المراقبون أيضا وجها آخر من تناقضات الديبلوماسية الجزائرية، لا سيما في ربط علاقات متميزة مع دول مطبعة. وهذا ما يؤكد أن مشكلة القادة الجزائريين مع المغرب لا علاقة لها بالتطبيع، لأن تبون زار تركيا وطبع علاقات سياسية اقتصادية معها مباشرة بعد زيارة قادة اسرائيليين لتركيا، كما أنه طور علاقات اقتصادية مع الإمارات على الرغم من اعلان هذه الاخيرة التطبيع مع اسرائيل، وكذلك حصل نفس الأمر مع مصر حين زارها تبون وزار قبر السادات الذي قام باتفاقية كامب ديفيد.

تبون يزور مصر ويمرر رسائل خفية من خلال وضع اكليل الزهور على قبر السادات موقع اتفاقية كامب ديفيد

ويرى المراقبون أن الجزائر بعثت برسائل خاصة لإسرائيل عن طريق منح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس 100 مليون دولار، للتأكيد على أنها تؤمن بحل الدولتين وبأن مساعدتها تذهب إلى السلطة وليس إلى الفصائل الفلسطينية، خصوصا أن ذلك المبلغ الذي قدمته لرئيس السلطة سيمر عبر البنك المركزي الاسرائيلي الذي ستأخذ عليه فائدة طبقا لاتفاقية باريس الاقتصادية المكملة لاتفاقية اوسلو.

ويرى المراقبون بأن الجزائر عبرت مرارا عن عزمها على التطبيع ولكنها تنتظر أن تتوفر الشروط العربية المناسبة، كما صرح بذلك بوتفليقة في مناسبات عديدة. ويرى الخبراء بأنّ عبارة بومدين بأن الجزائر مع فلسطين ظالمة او مظلومة عبارة لا أهمية لها في تلك المرحلة من الصراع العربي- الاسرائيلي. وقد اعتاد النظام الجزائري على ترديد شعارات وينسج علاقات سرية مع اسرائيل. ويقول بعض الخبراء أن الجزائر مستاءة من المغرب ليس لإعلان الرباط عن علاقات تعاون مع اسرائيل، بل سبب الاستياء ان المغرب سبق الجزائر إلى ذلك. ولهذا السبب تتحدث بعض المصادر الموثوقة بأن الجزائر تسعى عن طريق المناورة للحاق بالتطبيع الا أنها تفضل أن يكون ذلك عبر وسطاء مثل محمود عباس والإمارات.

ولا يرى المراقبون غرابة في هذا الموقف، لا سيما عندما يتذكرون تصريحا للسفير الجزائري بمجلس حقوق الانسان بجنيف وحفيد الامير عبد القادر الجزائري ادريس الجزائري: (سأكون سعيدا بأن أضع نفسي تحت تصرف الإسرائيليين فيما يتعلق بجهود نزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط). وصرح بوتفليقة أمام عددة من رجال الاعمال اليهود في زيارته لواشنطن بعد دعوتهم للاستثمار في الجزائر بأن الجزائر مستعدة لعلاقات مميزة مع اسرائيل اذا ما تمت التسوية مع الفلسطينيين، كما نقل ذلك رئيس الجالية اليهودية بفرنسا هنري هاجدنبرج، وكانت لوبسرفاسيون الفرنسية قد نقلت تفاصيل لذلك اللقاء الذي امتد الى ساعة بعد أن كان مقررا ان يكون في نصف ساعة.

القنصل العام الجزائري بمرسيليا بوجمعة رويبح برفقة الناطق الرسمي باسم القنصلية الإسرائيلية بفرنسا معاريف يوشري

وكشف موقع ميديا بارت الفرنسي عن اتفاقية تعود لعام 2004، لتزويد إسرائيل بالغاز الجزائري عن طريق الأنابيب المصرية، كما تحدثت قناة 24 الاسرائيلية عن توقع علاقات تطبيع بين البلدين قريبا، وذلك بعد ان كشفت عن نزول طائرة اسرائيلية في مطار هواري بومدين في ثلاثاء مارس 2021 محملة بلقاح ضد فيروس كورونا تبرعت به تل أبيب على الجزائر.

ويشير المراقبون إلى وجود تبادل تجاري بين البلدين منذ سنوات، وقد سبق للمكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية أن تحدث عن وجود تصدير ما يقارب 141 ألف دولار سنة 2013، من المعدات التكنولوجية الإسرائيلية إلى الجزائر، ومنها معدات تخص المجال الزراعي.
وسبق ان كشفت مصادر إسرائيلية ان العلاقات التجارية السرية بين اسرائيل والجزائر بدأت منذ 1994، كما ان الاتصالات بين عوفوديا سوفير سفير اسرائيل الاسبق في فرنسا ومسؤولين جزائريين ظلت قائمة. وفي عام 25 يونيو عام 2000 استضافت الجمعية الاسرائيلية لتطوير العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط تحت رعاية وزارة الخارجية الاسرائيلية، 8 صحفيين جزائريين. وحين انكشف الأمر حاولت الحكومة الجزائرية أن تتبرّأ من الأمر وتتهمهم بالخيانة. ولم تحصل أي متابعة للصحفيين. وسبق للموقع الرسمي لحلف شمال الأطلسي أن نشر صورا تجمع بين قائد أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح والجنرال الإسرائيلي المشارك في الاجتماع.

وتحاول الدعاية الجزائرية أن تمسح كل هذه الأحداث في الراحل بوتفليقة بالرغم من ان بوتفليقة لم يكن يملك قرارا مثل سائر الرؤساء الجزائريين من دون أن يقرر العسكريون. فهم يمسحون كل الملفات في رجل لم يكن يحكم ولكن الجنرالات هم الذين يقررون. ويرى نفس الخبراء بأن طريقة النظام الجزائري لا تخلو من الاحتيال على الرأي العام الجزائري حيث نسبت كل ملفات الفساد الى رجل راحل لم تدن له بالوفاء في أي شيء. وهذا – يقول الخبير نفسه – طريقة النظام الجزائري في تكريم موتاه من قادة الدولة، كما يقول ساخرا بأن مصير تبون لن يكون أفضل من مصير بوتفليقة.

سياسة الكراهية والفتنة 

ويقول المراقبون بأن الجزائر تستعمل القضية الفلسطينية كشعار لتبرير أزمتها السياسية وإخفاء سياستها العدوانية ضد المغرب وتعتمد البروباغاندا وتحريف الحقائق وإتباع أسلوب جوبلز في الدعاية. ويرى نفس المراقبين بأن الجزائر تربطها علاقات متقدمة مع الدول المطبعة سواء في العالم العربي أو افريقيا. كما لاحظوا أن موقف الجزائر بخصوص عضوية إسرائيل الاستشارية في الاتحاد الأوروبي ليست مبدئية، لأنها تجالس ضباطا وأمنيين إسرائيليين في اجتماعات تتعلق بالأمن المتوسطي. وفي لقاء مع أحد المنشقين من البوليساريو، قال بأنّ الجزائر تراقب تحركات قيادات بوليساريو، وتشدد السيطرة على المخيمات خوفا من نزوح ساكنته وعودتها للمغرب. ويقول نفس المصدر بأن الجزائر حاولت ان تخلق فتنة في المجتمع الصحراوي بعد ان قسمت العوائل والقبائل. وقال بأن دولة تدعي أنها مع حق تقرير المصير كيف لا تسمح لساكنة المخيمات في تندوف بتقرير مصيرها. وقال المصدر نفسه أن الجزائر تستعمل فلسطين دائما الى جانب الصحراء لخلط الأوراق وهي تدعم البوليساريو اكثر من دعم الفلسطينيين. وتحدث نفس المصدر بأن عددا من ساكنة مخيمات تندوف وضعتهم السلطات الجزائرية في القائمة السوداء وحرمتهم من مغادرة المخيم للعلاج في الخارج.

يرى مراقبون آخرون بأن الجزائر ورطت الرأي العام الشعبي الجزائري في أوهام ستكون لها أثار خطيرة في المستقبل عندما يكتشف الشعب الجزائري أن نظام العسكر يبيع الغاز لإسرائيل عبر شركات أوروبية. وهذا ما كشف عنه لقاء تبون الاخير مع بلينكن، والذي قال فيه بالحرف: ليس لنا مشكلة مع إسرائيل، وفي نفس الوقت اعتبر المغرب عدوا للجزائر. كما كشفت الصحافة عن تواجد صحفي إسرائيلي في تندوف ضمن الصحفيين الذين دعتهم الجزائر لزيارة تندوف، ولقاء المدعو غالي بنبطوش أيضا بصحفيين ومسؤولين من إسرائيل في مناسبات سابقة. ويقول بعض المراقبين بأن غموض الديبلوماسية الجزائرية وإرتجاليتها ستقود البلاد إلى المجهول، كما أن الجزائر ليس لها في اجندتها الاستراتيجية عدوا غير المغرب.

زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي مع الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، على هامش حفل تنصيب الرئيس الإكوادوري، لنين مروينو بالعاصمة كيتو

رئيس اللجنة الأولمبية الجزائري يقف لنشيد اسرائيل

وتشعر اسبانيا بأن علاقتها مع الجزائر محكومة بسياسة صبيانية، بعد أن ورطت إسبانيا في قضايا خطيرة مثل منح غالي وثيقة مزورة لمتابعة العلاج باسبانيا رغم وجود مذكرة قبض عليه في ملفات جنائية. وحسب بعض الإسبان، فإن الجزائر لا تبحث عن علاقات بين الدول بل تبحث عن علاقات بين المافيا. وهم يرون انها تتبع سياسة توريطية. وهناك تحذير للاتحاد الأوروبي من أن تمضي الجزائر في سياسة الضغط على اسبانيا التي يتهمها حكام الجزائر بالخيانة في حين ان اسبانيا عبرت عن موقف ينسجم مع موقف الأمم المتحدة التي تدعي الجزائر ان القضية بين يدها.

الحنين إلى فرنسا 

ولاحظ المراقبون أن تناقضات حكام الجزائر واضحة في مواقفهم وسلوكهم، فضباط فرنسا الحاكمون اليوم لا يجيدون العربية كما ان تبون يتحدث بالفرنسية وهو من المفروض ان يكون رمز السيادة ويتحدث اللغة العربية. وقال بعض الخبراء في الشأن الجزائري، ان القيادة المغربية لا تتحدث في المناسبات الرسمية وأمام الرأي العام المغربي إلا باللغة الوطنية على الرغم من أنهم يتقنون لغات كثيرة.

جزائريون يقبلون يد الرئيس الفرنسي هولوند أثناء زيارة الجزائر

وقال الخبير نفسه بأن حكام الجزائر يعرفون جيدا فضل فرنسا عليهم، ويكفي ان لا تتحدث لغة عربية صحيحة في الخطاب الرسمي واستعمال اللغة الفرنسية دليلا على تبعية الجزائر النفسية والروحية لفرنسا. وأن هذا الواقع هو الذي يفسر لماذا صمت قادة الجزائر بعد تصريحات ماكرون الصادمة والتي عبر فيها المسؤول الفرنسي الأول أن الجزائر هي هبة فرنسية. ويرى الخبير نفسه بأن هذا التصريح أثر في الرأي العام الفرنسي وزاد من خيبته ان حكام الجزائر لم يفعلوا شيئا ليردوا الاعتبار للجزائر وشعبها، فاكتفوا بتجنيد طابور خامس من النشالة لسرقة التراث المغربي وتاريخه للانتقام، وكأن المغرب هو الذي قال ان الجزائر مدينة لفرنسا في كل شيء.

التحالف المقنع 

وتوقع المراقبون بأن الجزائر ستواصل الحرب النفسية على المغرب، لأن ذلك هو الحل الوحيد الذي تبقى لحكام الجزائر للخروج من الأزمة الخانقة. حيث يتحدث خبراء الاقتصاد بأن الجزائر التي تحاول ان تستثمر الزيادة في المحروقات في مؤامرات سياسية بدل أن تحل مشكلة الشعب الجزائري، سوف تواجه موجة كساد ومجاعة كبيرة، كما توقع المراقبون بأن الجزائر ستقدم على إغتيال كل قادة البوليساريو عندما تحترق هذه الورقة، خصوصا وأن الأسرة الدولية تتجه بقوة وقناعة إلى تبني مبادرة الحكم الذاتي من أجل إنهاء الأزمة في الصحراء وتحرير الصحراء من سيطرة نظام يهدد السلم العالمي.
ويرى الخبراء بالشأن الجزائري بأن القناع الذي تلبسه الحكومة العسكرية الجزائرية، يسمح لها بخداع حلفائها أيضا. ويروا أن العسكر الحاكم في الجزائر يورط الجيش الجزائري من أبناء الشعب في سياسة معادية لأشقائهم في المغرب، كما يرى الخبراء بأنّ الجزائر لو كانت حقّا حليفا لموسكو والمحور الإيراني والسوري في الشرق الأوسط لطالها الربيع العربي في وقته، ولكنها بقيت آمنة لأنها كانت خلال سنوات الربيع العربي تصدر الغاز لإسرائيل وتربط اتصالات بلوبي الغاز في كل من أمريكا وأوروبا. وفي الوقت الذي رفضت الجزائر الالتحاق بعاصفة الحزم، تواصل علاقاتها مع الطرف الآخر حيث أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيان إدانة ضدّ الحوثي الذي استهدف منشآت نفطية للمملكة العربية السعودية بقصف صاروخي، ولم يقدم أي مبادرة للسلم بين الأطراف مع أنه يحتفظ بعلاقات خاصة مع الإمارات. ويرى البعض أن الجزائر تنتظر ما سيسفر عنه النزاع لتركب نتائجه كدولة مساعي حميدة.

وفي نفس السياق فجرت أرملة الرئيس الجزائري هواري بومدين قنبلة في عام 2018، لمّا ألقت كلمة في لقاء نظمته منظمة خلق في باريس، أكبر منظمة مناهضة لإيران، حيث عبرت عن أملها بسقوط نظام الملالي في إيران، وطالبت بأن تحل محل الرئيس الحالي امرأة تقود إيران وبأن تكون هذه المرأة هي مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة. وقد أشادت أرملة الراحل هواري بومدين بتضحيات أعضاء منظمة خلق ووصفتهم بأنهم يثيرون إعجابها وبأنهم” رائعون في شجاعتهم ومثابرتهم وتنظيمهم”، ووجهت كلمة لمريم رجوي فقالت: “نأمل في 2019 أن نكون بصحبتك في طهران”. وذكرت الصحافة بأنّ هذا هو موقف الجزائر كما نجده عند رئيس الوزراء السابق سيد أحمد غزالي الذي يشغل اليوم منصب رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي. ويقول بعض المراقبين بأن هذا هو السبب الرئيسي الذي عجل بطرد الديبلوماسي الإيراني أمير موسوي، الذي وضع تدوينة في صفحته على الفايسبوك يقول فيها: “لو كان الرئيس الراحل بومدين حيا ماذا سيقول لزوجته التى تموضعت مع الإنبطاحيين والإرهابيين ووقعت في أحضان هؤلاء أعداء الإنسانية الذين توحدت أصواتهم ومواقفهم في المطالبة بإسقاط خيار الشعب الإيراني المقاوم واستبداله بخيار محور الصهيو أمريكي الوهابي” .

ورأى بعض المحللين أن أمير موسوي حاول أن يمجد في النظام الجزائري ويتبنى أطروحته، ولم يشفع له كل ذلك. فأرملة الزعيم الثوري التي تعيش في باريس كان أولى لها أن تعيش في الجزائر قبلة الثوار كما يدعي النظام الجزائري فقد عبرت عن موقف الجزائر الحقيقي من دون قناع.

أرملة هواري بومدين مع مريم رجاوي زعيمة منظمة خلق الإيرانية

وتقوم الجزائر بنفس الدور حين ترفع شعار عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، في الوقت الذي تحافظ فيه على علاقات جيدة مع من ساهم في إخراج سوريا من الجامعة العربية. ويرى المراقبون ان الجزائر تريد أن تركب كل القضايا مثل تجار الأزمات، لأنها حين اتخاذ قرار طرد سوريا من جامعة الدول العربية، امتنعت الجزائر عن التصويت ولم تقم بأي دور أو مبادرة او احتجاج. وفي المقابل تسمح باستقبال أحد أكبر رموز الاتحاد العالمي الداعية عمر عبد الكافي المقرب من الإخوان والمحرض على سوريا. كما طورت علاقتها بأوردوغان في نفس الوقت الذي كان يحتل أراضي داخل سوريا وفي نفس الوقت الذي استقبل فيه الرئيس الاسرائيلي. فالجزائر تمسك العصا من الوسط وتخدع أصدقاءها كما تخدع خصومها، ونظام العسكر الجزائري ورث نفسية هواري بومدين التي لا تؤمن بالصداقة ولا احترام المواثيق. ويقول بعض المراقبين بأن النظام الجزائري الذي تنكر لكل الدعم الذي قدمه المغرب للجزائر خلال سنوات الاستعمار الفرنسي للجزائر لن يقدم شيئا للعرب سوى شعارات عفا عنها الزمن.

ورأى أغلب المحللين الذين إستقصينا آراءهم بأنّ الجزائر عملت المستحيل لتوظيف علاقاتها العربية والدولية لإضعاف وتقسيم المغرب. وأضافوا بأنّ الجزائر طمعت في الآونة الأخيرة في توريط إيران وحليفه حزب الله في تأهيل البوليساريو، مما أدى إلى قطع العلاقات بين الرباط وطهران. وتحاول الجزائر أن تستغل القمة العربية لضرب الوحدة والتضامن العربيين. فهي تحاول أن تخفي نزاعها الخطير مع المغرب بحركات مكوكية في العواصم العربية للظهور بأنها دولة توحيد لا دولة تفريق. ويتساءل المراقبون حول النتائج التخريبية للقمة التي تحرص الجزائر أن تقحم فيها ملفات ستزيد الصف العربي تفككا، وبأنها تبحث لها عن دور عربي في الوقت الذي تسعى لتشجيع الانفصال والعدوان وقطع العلاقة مع جارتها المغرب.

التصعيد والعدوان 

وتابع نفس الفريق الصحفي الموقف العدواني الذي قامت به السلطات الجزائرية في حق 9 إعلاميين، وبررت ذلك لأنهم جواسيس. وقد تحقق الفريق الصحفي لأنباء-إكسبريس بأنّ الصحفيين وتكذيبا لما جاء في الإعلام الجزائري الذي يعبر عن سياسة العسكر، أبرزوا بطائق الاعتماد. كما أنهم صحفيين معروفين في بلادهم وسبق للمذيع الجزائري حفيظ الدراجي أن كان في ضيافتهم قبل أن يتنكّر لهم ويشهّر بهم. وأظهر موقف الجزائر من الصحفيين المغاربة سياسة بليدة، وبأنهم لا زالوا ينظرون إلى التجسس بنظرة السبعينيات وبأنهم لم يصلوا إلى مستوى جيمس بوند وكولمبو الأعور، يقول أحد المحللين.
ورأى الصحفيون بأن خوف الجزائر من الصحفيين المغاربة، لأنهم سينقلون الصورة الحقيقية عن البنية التحتية الهشة للجزائر، والطريقة المتخلفة في تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط. وحاول تبون أن يغطي على تلك الجريمة الأولمبية باستقبال طفل أمريكي قدمه الاعلام الجزائري البليد بأنه يحب الجزائر. ورأى المحللون بأنّها رسالة تملّق تبّوني وجزائري لواشنطن. وفي خطوة عدوانية جديدة عمدت الجزائر إلى حذف المغرب من الخريطة. ويفسر الكثيرون بأنّ هذه الوقاحة تخفي جبن النظام العسكري الجزائري، حتى لا يضع خريطة المغرب منقوصة كما هي عادة النظام الجزائري. ورغم محاولات النظام الجزائري لإظهار نجاحه في التنظيم غير أن الضيوف عبروا بوسائل التواصل الاجتماعي عن مهزلة الاستقبال والبنية التحتية التي لا تستجيب لأدنى متطلبات الترفيه، وهذا ما علقت عليه اللاعبة الاسبانية لأهلها بأنها لا زالت حية، قبل أن تقف عليها استخبارات البلد المضيف.

وذهب المحللون بأنّ الجزائر تخشى من الحل في الصحراء المغربية وتضع العراقيل وتصرف ثروة الشعب الجزائري من الغاز لعرقلة كل حل سلمي، لأنّ النظام العسكري الجزائري يريد أن تبقى العداوة مع المغرب كشعب ودولة إلى النهاية، وبسبب هذه السياسة تصاعدت وتيرة الكراهية وتوقفت كل المشاريع التي تخص الشعبين المغربي والجزائري كما تخص حلم كل شعوب الاتحاد المغاربي الذي أجهضه النظام الجزائري.

كما لاحظ المحللون أن الجزائر تتجه نحو الاخوان المسلمين، من خلال استقبال الشيخ عمر عبد الكافي. ويعمل النظام الجزائري على توزيع الأدوار حيث تلعب الشروق وسيطا بين النظام والإخوان. ويدل على ذلك استضافة الأمير القطري ونائب الرئيس التركي. ويتحدث عدد من المراقبين بأن النظام الجزائري يسعى لكي يكون الضلع الثالث في ثالوث الانقلاب الإخواني في المنطقة. وبأنّ ما سمي بالعشرية السوداء كانت من افتعال النظام الجزائري، كما فضح ذلك العميل كريم مولاي كشاهد على الجرائم التي قام بها النظام في حق الشعب الجزائري، انظر الروابط التالية:
بوضوح | كريم مولاي الجزء الأول – YouTube
بوضوح | كريم مولاي الجزء الثاني – YouTube

ورأى بعض المراقبين بأن الجزائر بدأت تفقد السيطرة على القناع الذي نالت منه عوامل التعرية وإحترق وذاب على وجوههم.

https://anbaaexpress.ma/amh9a

‫3 تعليقات

  1. هذا التقرير خطير جدا وأسقط سروال العسكر بالجزائر مادة جديرة بالقراءة والتحليل ولو كان باستطاعة الحاكمين في الحزاءر مسح هذا التقرير لمسحوه اتمنى ان يعاد نشره في مواقع أو صحف وطنية أو عربية أخرى لأن هذه المادة الصحفية تستحق النشر أكثر من مرة بالتوفيق أنباء إكسبريس ولكل القائمين عليها وهم من صفوة وخيرة الصحفيين
    تحياتي
    دكريم جابوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى