دوليعاجلمجتمع

لقاء خاص | مقابلة مع إحدى المتظاهرين داخل معهد العلوم السياسية في باريس

من الواضح أن هذه الدولة مؤيدة لإسرائيل بشكل علني بطريقة أو بأخرى لذا فإن الشرطة لديها معايير مزدوجة في التعامل معنا..

منذ إندلاع الحرب في قطاع غزة، شهدت عدة عواصم عالمية مظاهرات تندد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، لكن المتغير في الآونة الأخيرة وصول صيت هذه المظاهرات للساحات الجامعية، حيث شهدت عدة جامعات غربية احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين ومطالبة بإيقاف الحرب، ويعد معهد العلوم السياسية باريس من بين المؤسسات الأكاديمية التي انخرط طلابها في هذه المظاهرات.

وفي تصريح خاص لأنباء إكسبريس أدلت به طالبة في المعهد العلوم السياسية في باريس وهي إحدى الناشطات في الاحتجاجات الطلابية، التي يشهدها المعهد منذ 7 من أكتوبر، قالت، أن المعهد عندما أسسه إميل بوتمي في عام 1872 كان الهدف منه تربية مثقفين وسياسيين جدد وطلاب يفهمون القضايا المعاصرة وألا يكتفوا بالثقافة الكلاسيكية المنفصلة عن الحاضر، والى اليوم يعلموننا النظام السياسي والقضائي والتاريخي..

وأردفت “وما نقوم به من مظاهرات هو حقنا الطبيعي، نحن نفعل ما يطلٌبون منا القيام به. نحن ما يطلُبون منا أن نكون. نحن نفهم عصرنا ونعمل على تغييره، ونقف على الجانب الصحيح من التاريخ، ونٌظهر للعالم برنامجنا كقادة المستقبل”.

وأضافت المتحدثة، أن المعهد يمنحنا فعلا فرصة للتعبير عن أرائنا، غير أن هناك قيود على هذه الحرية نظرا لكون المعهد تربطه علاقات شراكة مع جامعات وشركات إسرائيلية، كما أن الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والتي يشهدها المعهد كان لمؤيدي إسرائيل دور كبير في ربطها ب”دعم حماس” وهذا الأمر خاطئ تماما.

وتابعت القول، أن ما يدفع الجنون هو صمت هذا المعهد الذي لم يساعدنا ولم يتفاعل مع مطلابنا في أي شيء.

خاصة عندما غادر رئيسنا السابق لتورطه في محاكمة بتهمة العنف ضد شريكه. وضعت الحكومة جان باسير، شخصا آخر، لا نعرفه، لم يظهر أبدا في أي حرم جامعي، يرسل فقط رسائل بريد إلكتروني للحديث عن خيبة أمله بسبب المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

في الأساس، يحاول المعهد وضع الحدود بين الإجراءات المؤيدة للفلسطينيين ومعاداة السامية، حيث يتم إجراء المظاهرة لعدم تجاوز هذه الحدود أبدا.

وبخصوص الأطراف المنخرطة في المظاهرات تقول، أن هناك في الواقع أطراف متعددة. مؤيدون للفلسطينيين الذين يريدون احترام القانون الدولي، والذين يريدون أن تكون فلسطين حرة، و مؤيدون للإسرائيليين يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم لطيفون ويريدون حل الدولتين، لكن يمكننا أن نرى أن الأمر ليس كذلك، بل مجرد إستراتيجية لإظهار الجانب الآخر.

وتابعت القول، بخصوص المتظاهرون المؤيدون لفلسطين فأكثرهم شجاعة وتأثيرا، واعتصاما، بالرغم من أن المعهد لم يقبل السماح بدقيقة صمت على روح أزيد من 30,000 شخص اغتيلوا في غزة. لذا فإن هذه الشجاعة ليست مثل شجاعة المؤيدين لإسرائيل الذين يصرخون فقط “تبا حماس” وينادون الشرطة إذا ساء الأمر.

من الواضح أن هذه الدولة مؤيدة لإسرائيل بشكل علني بطريقة أو بأخرى، لذا فإن الشرطة لديها معايير مزدوجة، في التعامل معنا.

أما في ما يتعلق بمطالب المتظاهرين تقول الطالبة، نريد من المدرسة أن توقف المعايير المزدوجة. كما لو أنهم أرسلوا رسائل بريد إلكتروني إلى طالب إسرائيلي بعد 7 أكتوبر ولكن لا شيء للفلسطينيين (حاملي الجنسية).

نريد دقيقة صمت، وهو الحد الأدنى. نريد من الجامعة التحقيق في تورط شركائها في الإبادة الجماعية (الشركات والجامعات الإسرائيلية) كما فعلوا مع الجامعات الروسية بعد بدء الحرب في أوكرانيا.

نريدهم أيضا أن يحموا طلابهم ، وألا يتصلوا بالشرطة ويتركوهم وحدهم في مواجهة رجال الشرطة والعدالة والمحاكم. نريدهم أن يوقفوا “الاجراء الإنضباطي” الذي بدأوه ضد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.

وفي الختام تؤكد الطالبة أن ما يشهده المعهد من اعتصامات ليس الهدف، منه فقط إيقاظ Science Po حول هذا الموضوع كمؤسسة للعلوم السياسية معروفة بهدفها المتمثل في تغيير العالم. لكننا نريد أيضا أن نرى أفعالنا في كل مكان.

كلما زاد العمل كلما زادت فرصنا لتغيير الوضع في فلسطين، كما أن الضغط على معهد العلوم السياسية لقطع العلاقات مع الجهات الفاعلة في الإبادة الجماعية هو وسيلة لمعاقبة إسرائيل، وتشجيع حكومتنا على فتح أعينها.

* مقابلة محسن المساوي مع طالبة في معهد العلوم السياسية باريس، فضلت عدم ذكر إسمها في المقال نظرا للظروف التي أجريت فيها المقابلة والتضييقات التي يفرضها المعهد على المتظاهرين المتعاطفين مع فلسطين.

https://anbaaexpress.ma/2i5kt

محسن المساوي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى