الزواج.. زواج الاستقرار وتكوين الأسرة آخذ بدوره في الضمور.. أما زواج المصلحة المتعدد الأبعاد، فأنتج للأسف الجماد في كل شيء تقريبا.. فكثر النفور والملل، الخيانة والطمع والجحيم في بعض الأحيان داخل البيوت.. فكانت النتيجة تشرد الأبناء وكثرة العقد النفسية والخروج عن المألوف.. أنظروا للواقع المر.. أنظروا لأرقام الطلاق.. أنظروا لشيم كانت قديما شامخة.. بيد أنها بدأت تتلاشى يوما بعد يوم.. شيم كالصدق والإخلاص والعفة والثقة والحب والحنان وهكذا دواليك.. فأين ساسة السياسة من التشريعات.. بل أحوال الكثير منهم تبرهن على ما قلنا.. هل نفصل.. لا.. لانرغم في الوقوف على النصف الفارغ من الكأس.. والذي يزداد للأسف المبين فراغا!!
ولعل ظاهرة الطلاق التي لها ما لها وعليها ما عليها على المستقبل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لعموم المغاربة، أمسى التعامل معها يتم بنوع من التطبيع واللامبالاة.. ظاهرة اسمها الارتفاع الكبير لحالات الطلاق.. فالطلاق في ظل ثقافة اجتماعية محتقرة وغير عادلة تجاه المرأة المطلقة.. علاوة على مآسي اجتماعية كبيرة قد تترتب عنها كوارث ظاهرة وخفية، من قبيل التشرد.. الأزمات النفسية وغيرها.
للأطفال.. الإعالة.. الفقر.. لذا نتمنى أن تاخذ الظاهرة حقها في كل اللقاءات والندوات والتدخلات والوساطات المتعددة الاتجاهات والأبعاد وغيرها، بصفة دورية دائمة، وليس بآليات مؤقتة.. فالظاهرة ليست بالعادية كما يتخيل للبعض!!
وحتى وإن سلمنا أن تيار العولمة الثقافية جرف الجميع رغم المقاومة المحتشمة التي تعبر عنها تيارات هنا وهنا، فيما يتعلق باستقرار الأسر وضمان ديمومة الود الزوجي، فالماديات بشكل عام، طغت على كل شيء، فلا يعقل تجاهل الاقتراحات المنادية بتخصيص دعم شهري للزوجات ربات البيوت والزوجات المحافظات على ديمونة الزواج بعيدا عن قوانين زجرية تدفع بالجميع لعالم عدم الصبر والخروج عن الطاعة والاستعباد وهكذا دواليك.. فهكذا تتم المناقشة يا معشر.
التشريعات.. فالتشريع، لاسيما في الأقطار العربية، والذي يزيد الشرخ شرخا!! ليس بالتشريع الناجع والناجح أبدا!!
