آراءثقافة

مصر تقدم.. الثورة الفكرية حول معرض القاهرة الدولي للكتاب

مدخل

{دائماً ما يراودني إحساس عميق بأنني سوف أموت بين كتبي أو سوف تُحرق لشدة تعلقي بها} الكاتب العالمي  أنيس منصور

الموضوع

الثورة الفكرية التي تقدمها مصر من خلال إقامتها لمعرض الكتاب الدولي بالعاصمة المصرية القاهرة بحي التجمع الخامس، لهي ثورة بمعنى الكلمة إذ تستعمل فيها مصر ومفكريها الكبار والصغار أسلوب القوى الناعمة أو الثقافة الناعمة Soft power or soft culture التي تفتقدها كثير من دول الوطن العربي في ظل التقلبات السياسية الراهنة وأزمة الثقافة والتي تنعكس سلباً على المنتوج الملموس في إعمال الفكر لواقع مادي وتحوله لبنى تحتية لفائدة المواطن أولاً ولعموم من تستقبلهم مصر على أراضيها ثانياً.

أقيمت بأرض المعارض بحي التجمع الخامس أكبر تظاهرة ثقافية في مصر مطلع العام الجديد واستهدفت به البلاد كافة شرائح المجتمع المصري وتلقفته العديد من الشخصيات العامة والخاصة والسفراء والوزراء المعينين بمصر، وهو: معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، الذي انطلقت فعالياته في دورته الــــ 55 ، تحت شعار  “نصنع المعرفة، نصون الكلمة”.

وتقام فعالياته الثقافية في الفترة من  25 يناير حتى 6 فبراير، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، وتم اختيار اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، واسم الكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل  بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس يوم الأربعاء، 24 يناير 2024 م.

وسط إقبال كبير من الجماهير على الندوات والفعاليات المهمة، شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، الخميس، حشدًا جماهيريًا في يومه الأول، حيث بلغ عدد الزوار 207414 زائراً واستمر حتى يوم 6 فبراير 2024 م.

يوم الثلاثاء، والذي جاء على شرف الدكتورة وزيرة الثقافة / نيفين الكيلاني مما أُعتبر نقلة نوعية وحضارية كالتي تقيمها باريس في عديد معارضها بــ “كان” السينمائي وغيره من الدول الكبرى، كما شهد جناحاً خاصاً أقامته مملكة النرويج الدولة الشرفية، وشرَّف الحضور عدد من رجالات الدولة والناشرين والمشاركين الخارجيين.

كما أمَّ المعرض كل أطياف الشعب المصري وشهد ازدحاماً هائلاً من الجمهور ومن الأسر ولفيف من المؤسسات الثقافية ذات الصِّلة والمهتمين والباحثين والمشاركين والكُتَّاب أيضاً.

فيما خالفت التوقعات من قِبل بعض الجهات بالمقاطعة لهذا المعرض بعد أن تم تحويله من أرض المعارض بمدينة نصر بوسط القاهرة، لبُعد المسافة على الجمهور الذي عليه التعويل في المشاركة إلا أنه شهد إقبالاً منقطع النظير.

من المعتاد دائماً مشاركة عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، فنشهد الدورة الجديدة للمعرض التي تقام على مساحة 80 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 5 صالات للعرض، مشاركة 1200 دار نشر، من 70 دولة من مختلف دول العالم.

كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام بأكثر من خمسة أجنحة لدور النشر لإستقبال الزوَّار راعت فيها احتياجات العارضين وقاعات لإستقبال الحوارات والمحاورين بديكورات رائعة وجذَّابة جداً وحديثة على الطراز الأوروبي تغطي واجهات الأجنحة، وكافتيريات على مستوى جيد والأسعار غالية، إذ لا يقل حضارة عن معرض فرانكفورت، والمعارض العالمية.

كما أشاد رئيس إتحاد الناشرين المصريين الأستاذ  سعيد عبده، بالمعرض قائلاً: “إن كل عام يزداد الإقبال على المعرض، ليس للمصريين فقط، بل من كل دول العالم، مشيرا إلى أنه يؤكد ريادته وأضاف سعيد عبده، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع عبر فضائية “الأولى” أن هذا العام يكون المعرض بمساحة واحدة وهي خمس صالات، ولكن هناك ناشرين جدد.

وأوضح أنه كان من المهم إتاحة الفرصة لكل الطلبات بقدر الإمكان، حيث تم وضع قاعدة أن يكون هناك 50 إصدارا كحد أدنى لأخذ المساحة الأولى.

وذكر أن هناك 55 دولة مشاركة فى المعرض، لافتا إلى أن الممرات الرئيسية أصبحت 3 أمتار، والتي أعطت إضافة كبيرة لعدد الناشرين، وتم استيعاب عدد كبير منهم”. النت.

ومعرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي في دورته الحالية متحديًا الصعاب التي تواجه العالم، بمشاركة 1200 ناشر، من قارات العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، ويبلغ عدد الدول المشاركة 70 دولة من جنسيات مختلفة، الأمر الذى يثرى ويؤكد فكرة شعار المعرض (نصنع المعرفة، نصون الكلمة).

الجدير بالذكر مشاركة عدد مقدَّر من الناشرين السودانيين بالمعرض مثل دار بدوي للنشر ومقرَّها بألمانيا لكنها سودانية خالصة ودار المصورَّات بالسودان ودار نرتقي وعزَّه وأجنحة وكذلك دار ويلوز هاوس من دولة جنوب السودان وخلافه، وعدد كبير من الكُتَّاب السودانيين المشاركين حضوراً بشخوصهم أو بأعمالهم الفنية.

فيما أوضح أسامة عوض الريح، صاحب دار المصورات للنشر، لـ”الترا سودان”، بأنَّ الدورة الحالية رغم سياقها الضاغط على الدور السودانية بسبب الحرب وانعكاسها على قطاع النشر، كسائر القطاعات الحيوية الأخرى، إلا أنها “حوت إضاءات في عمق العتمة”.

وأضاف: “استفدنا من الحضور الكثيف للسودانيين وإقبالهم على الكتاب السوداني، كتعويض عن غياب مكتباتهم، فضلًا عن زيادة اهتمام القارئ العربي والمصري بالشأن السوداني، نتيجة الحرب الدائرة فيها منذ منتصف أبريل المنصرم”.

وحول صدور كتب جديدة عن الحرب الراهنة، قال أسامة “نحن بصدد استكتاب نخبة من أهل النظر في كافة التخصصات، وتقديم مقاربة معمقة في الحرب ودواعيها وتداعياتها، وقد لاحظنا ورود كتب جديدة من المطبعة ذات عناوين ومضامين متنوعة وثرية في آن”.

وضمن فعاليات المعرض – اليوم : 27/ 1/ 2024 تشرفنا بحضور الندوة المقامة عن الأستاذ الروائي الأديب الكبير الطيب صالح؛ مع كوكبة نيِّرة من أدباء السودان ومشاركة أدباء عرب من مصر الشقيقة والأردن وبعض الجنسيات المختلفة.

أدار الندوة كل من الروائية الأستاذة / بثينة خضر مكي، والروائي الأستاذ محمد الأمين مصطفى، والدكتور شريف حتيته – من مصر – والأستاذة  مشاعر شريف.

شرَّف الندوة كل من: البروفيسور  الشيخ محمد الأمين عوض الله؛ والمهندس الأديب الناقد  بدر الدين العتَّاق؛ والأستاذ  حيدر خوجلي – شقيق الأستاذ الصحافي الكبير  حسين خوجلي – والأستاذ محمد علي الشيخ الفزاري، والأستاذ الروائي العباس علي يحي العباس – رئيس جمعية الروائيين السودانيين – والروائية سميحة خريش من الأردن والأستاذة الأديبة هاله البدري، من مصر وعدد من المهتمين السودانيين والجنسيات العالمية الأخرى.

بقية القول بأنَّ المقر القديم كان في المكان الذي أقيمت فيه دار الأوبرا الحالية بمنطقة الجزيرة وبعد أن ضاق برواده انتقل إلى أرض المعارض بمدينة نصر إلى أن وصل حالياً إلى مدخل التجمعات في القاهرة الجديدة  والذي وافق على مروره أكثر من “50 عاماً” خمسين عاماً منذ ميلاده.

وكان ذلك بموافقة وزير الثقافة السابق الأستاذ  ثروت عكاشه، الذي واكب الاحتفال مرور ألف عام على تأسيس القاهرة واحتفال ثقافي بحدث كبير هو معرض القاهرة الدولي للكتاب وكان ذلك عام: 1969م، ويوبيله الذهبي: 1969م – 2019م، كلف به الأستاذ ثروت عكاشه، الأديبة  سهير القلماوي، بإنشاء المعرض الذي صار من أكبر المعارض في الوطن العربي حيث يُعتبر الثاني عالمياً من حيث الحجم والتأثير.

خروج 

وُفِقت بزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن فعاليات ليلة الختام الثلاثاء: 6 / 2 / 2024م، بالمعرض إذ وافق ليلة باردة جداً وأمطار خفيفة وازدحام مروري فظيع للغاية من حي التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة لوسط البلد برمسيس إلى منطقة الجيزة، بسعر لتذكرة الدخول بلغت 5 جنيهات مصرية، أعقبه مناخ شتوي وهواء بارد وممتع في إحدى أمسيات مدينة القاهرة التي لا تنام.

https://anbaaexpress.ma/ei4z7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى