أفريقياسياسة

بروباغندا.. أحمد عطاف يصرح بأن الجزائر تعمل على إحياء الإتحاد المغاربي وإقبار أطروحة البوليساريو

النظام الجزائري أصبح لا يعرف أي طريق يسلك يعيش في تخبط كبير

بعد النجاح الكبير الذي حققه، المنتدى الروسي-العربي، هذا الأسبوع في دورته السادسة، والذي كانت أشغاله في مدينة مراكش، وسط غياب الجزائر، التي قاطعت المنتدى، رغم ادعائها بأنها حليف لروسيا وللدول العربية، والحقيقة عكس ذلك وفقا لعدة تقارير، تفيد بأن الجزائر تتظاهر بذلك.

وهذا يؤكد بأن النظام العسكري الجزائري، في عديد المناسبات، يستمر في رهن العلاقات الإقليمية ومستقبل بلاده، بالعداء للمملكة المغربية ووحدتها الترابية.

وقد عرف منتدى مراكش نجاح باهر، وتنظيم عالي، باعتراف الدول المشاركة، وتنويه كبير بسياسة المملكة المغربية، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، والدور المحوري الذي تلعبه المملكة.

وللإشارة، تم اختيار المغرب لاحتضان هذه الدورة من المنتدى خلال الدورة، التي انعقدت في أبريل بموسكو عام 2019، وللإشارة، تم تأجيل المنتدى عدة مرات خلال السنوات الماضية، بسبب مخاطر جائحة كورونا، “كوفيد 19”.

بعد هذا النجاح، بدأت المخابرات الجزائرية، مثل العادة في نسج سيناريو جديد، والترويج له، عن طريق وسائلها الإعلامية، والذباب الإلكتروني، بأن الجزائر هي الأقرب إلى التآخي وإيجاد حلول من أجل إحياء الحلم المغاربي “الإتحاد المغاربي”.

حيث استضافت الإعلامية الجزائرية، خديجة بن قنة، مؤخرا وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في حوار مطول يعرض على منصة “أثير” الجديدة التي أطلقتها شبكة الجزيرة الإعلامية، وتناولت معه عدداً من الملفات والقضايا وأهم الملفات الساخنة، وعلى رأسها العلاقات المغربية الجزائرية.

ووصف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف العلاقات بين بلاده الجزائر والمغرب بأنها “غير مرضية”.

وأضاف، عطاف أن العلاقات بين البلدين تعيش منذ غشت 2021 على وقع قطيعة كاملة، وذلك منذ قرار الحكومة الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، وإغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات المغربية.

وجدير بالذكر، هذا القرار الجزائري الإرتجالي، جاء في سياق تصعيد متواصل من النظام العسكري تجاه المغرب، بسبب الانتصارات الدبلوماسية التي تحققها المملكة المغربية، بالإضافة إلى التطور الملموس في التنمية المستدامة، الذي تعرفه ربوع المملكة من شمالها إلى جنوبها، وهذا يشكل إزعاج كبير للجزائر.

رغم هذه المواقف الشادة للجزائر، إلى أن المغرب قابلها، باليد الممدودة وبدعوات لتطبيع العلاقات بين البلدين، ومد جسور التواصل والتعاون، من أجل تنمية علاقات مغاربية سليمة ومثمرة، تخدم الإقليم بأكمله المغاربي وشمال إفريقيا.

وخلال الحوار، صرح الوزير الجزائري أحمد عطاف، بأن حلم المغرب العربي، أي (الإتحاد المغاربي) مازال موجود ولن يُقضى عليه، وبأن الجزائر هي أكثر ميولا إلى الإسراع في إيجاد حل، وواعيين بالتآخي، مؤكدا بأننا نحاول بناء الإتحاد المغاربي، وهو حلم لا يمكن القضاء عليه، وأضاف ننتظر، إعادة المحاولة ونهيئ الأرضية بفارغ الصبر.

هذا التصريح يعتبر دعاية إعلامية بائسة وبروباغندا سياسية الهدف منها التأثير على الرأي العام المغاربي والدولي، وتشويه الوقائع وتزوير الحقائق.

ماهو الإتحاد المغاربي

هو إتحاد إقليمي تأسس بتاريخ 17 فبراير 1989 م بمدينة مراكش، ويتألف من خمس دول تمثل الجزء الغربي من العالم العربي وهي: “المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا”.

والهدف من إنشاء هذا الإتحاد الإقليمي، أن تصبح إقتصادات الدول الخمس مكملة لاقتصاد بعضها البعض، وعند تفعيله سيحقق الاكتفاء الذاتي لكل هذه الدول في معظم حاجياتها، بالإضافة إلى أن يصبح قوة سياسية إقليمية، تنافس باقي التكتلات خصوصا الإتحاد الأوروبي.

لكن هذا الإتحاد الإقليمي المغاربي، نسف أطروحة مليشيا البوليساريو (الدولة الوهمية) في المنطقة المغاربية، راجع إلى تواجد 5 دول شرعية جغرافيا فقط وليس 6 دول.

كما أن هذا التكتل الإقليمي، وضع الجزائر في حرج وتناقض كبير، أمام المنتظم الدولي، حيث أن الجزائر تدعم مليشيا البوليساريو وتحتضنها في منطقة تندوف، الأراضي الجزائرية، وتسوق إلى أطروحة تقرير المصير، وتؤكد بأن البوليساريو (دولة صحراوية).

وفي المقابل الجزائر، هي عضو مؤسس للإتحاد المغاربي، المكون من خمسة دول، (المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا).

مما دفع النظام العسكري الجزائري، إلى التراجع والعمل على عرقلة هذا الإتحاد الذي يخدم الشعوب المغاربية على المستوى الإقتصادي والتنمية المستدامة، ووضع العصا في العجلة.

وفي نفس السياق كانت إستراتيجية المغرب من خلال هذا الإتحاد مزدوجة الهدف، أولا الرد على التحرك الجزائري المعادي للوحدة الترابية، وثانيا وقف الدعم الليبي، برئاسة معمر القذافي للبوليساريو وبتحييد طرابلس في هذه النزاع المفتعل.

كما سبق أن جمد المغرب، عضويته في الإتحاد المغاربي، إحتجاجا على ما اسماه بالسياسة الجزائرية المناوئة لمصالحه، ودعم عصابة البوليساريو، مما أظهر مدى هشاشة وضعف البنية الإقليمية المغاربية.

واليوم، نرى النظام العسكري الجزائري، يروج على لسان وزير خارجية بلاده، بأن الجزائر هي الأقرب إلى التآخي وإيجاد الحلول، وتحريك المياه الراكدة، هذه كلها مغالطات الهدف منها الهروب إلى الأمام وتسويق معلومات غير صحيحة، العالم الآن كله أصبح يعرف حقيقة النظام الجزائري.

النظام العسكري الجزائري، أصبح لا يعرف أي طريق يسلك، يعيش في تخبط كبير، سياسته غير واضحة، بسبب العشوائية في إتخاذ القرارات، على المستوى الخارجي، بالإضافة إلى أنه يعيش أزمة داخلية خانقة واحتقان كبير، وجبهة داخلية مفككة.

وقد أشرنا في مقالنا السابق، بأن الجزائر فقدت الوعي، شنت مؤخرا حملة مسعورة، وهجوما حادا على عدة دول مغاربية وعلى الإمارات العربية المتحدة، وعلى الدور الإستراتيجي الذي تلعبه في المنطقة، بعد زيارتين مهمتين إلى أبوظبي، الأولى للعاهل المغربي الملك محمد السادس وانتهت باتفاقيات كبرى وغاية في الأهمية.

مشاريع تنموية بين المملكة المغربية والإمارات المتحدة، والثانية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي حظي بحفاوة كبيرة واهتمام غير مسبوق في أبوظبي.

ومن ناحية آخرى، بدأ العد التنازلي لمليشيا البوليساريو، فقد أصبحت تعيش هذه الأخيرة مراحلها النهائية، كما تتوالى عليها الصفعات من جميع الأطراف، بسبب الوعي الدولي المتزايد بحقيقة هذه المنظمة (الإرهابية) ذات الأبعاد الإجرامية، والانتهاك المتزايد لحقوق الإنسان والمدعومة من طرف النظام العسكري الجزائري.

https://anbaaexpress.ma/pym2u

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى