نلاحظ مؤخرا خروج اعلامي جزائري رسمي، مكثف و لعدد من السياسيين والدبلوماسين، وعلى رأسهم وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الهدف منه التعبير على التوجه السياسي والتعبير عن المواقف والقرارت الجديدة في عدة ملفات، خصوصا الإقليمية منها
الخروج الإعلامي المتكرر والدعاية الجزائرية المبالغ فيها، من أجل تلميع صورة البلاد، جاء متزامنا مع خروج الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون أمس السبت في ندوة صحفية يجيب فيها على مجموعة من الأسئلة، والترويج لحملة انتخابية سابقة لأوانها، وتمرير عدة مغالطات للرأي العام.
حملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها
للإشارة، سبق أن أعلنت الرئاسة الجزائرية، يوم 21 مارس الجاري أنه تقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر، أي قبل ثلاثة أشهر من موعدها المقرر.
خلال ندوة الأمس السبت، أظهر تبون بأنه غير مهتم لترشحه لولاية الثانية، ورفض الحديث في الموضوع، قائلا “الوقت سابق لأوانه ولا زلنا نعمل”، مما يؤكد بأن تبون يثقن فن البروباغندا، وأسلوب التمويه، ويرويج لحملة انتخابية رئاسية مسبقة، وبحسب معلومات دقيقة، تبون سيستمر في رئاسة الجزائر، بدعم عسكري قوي.
حيث قال تبون: “لا تزال هناك 5 أشهر من عهدتي ولدي برنامج لمواصلة الزيارات الميدانية لبعض الولايات.. “.
وأكثر من هذا، يتحدث تبون لأول مرة عن خلق كيان سياسي إقليمي جديد بالمنطقة المغاربية، بديل عن الإتحاد المغاربي، الذي يضم (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) دولا كاملة الأركان، مشيرا إلى أنه تم الإتفاق مع ليبيا وتونس، للعمل معا على خلق كيان مغاربي جديد مشترك، يستهدف شمال إفريقيا.
حيث قال تبون، “إنه لا يوجد عمل مغاربي مشترك، لذا قررنا عقد لقاءات مغاربية، من دون إقصاء أي طرف، والباب مفتوح للجميع”.
مؤكدا على أنه هناك إتفاق، جزائري تونسي ليبي، لخلق كيان شمال إفريقي، والباب مفتوح أمام جميع الدول للانضمام إليه، ولا يستهدف دولة بعينها.
وأضاف تبون، أن الباب مفتوح دائما أمام جيراننا في الغرب، في إشارة إلى المغرب وموريتانيا، وقال تبون لكنهم اختاروا جهات أخرى وهم أحرار.
الجزائر تورط ليبيا وتونس في إنشاء كيان مغاربي جديد
في خطوة تعتبر خطيرة وسابقة، وبتوجيهات عسكرية ومباركة استخباراتية جزائرية، قررت الجزائر انشاء، إتحاد مغاربي جديد، يتأسس من ثلاث دول ثم يتم توسيعه، بهدف ضم كل من مليشيا البوليساريو و انفصاليي الريف، تحت مسمى إتحاد شمال إفريقيا، واقصاء الدولة الشرعية، صاحبة مبادرة الوحدة المغاربية.
وكما أشرنا سابقا، تبون سيستمر في رئاسة الجزائر، من أجل الإشراف على مخطط كبير، وضعه النظام العسكري، الذي يهدف إلى تفكيك المنطقة، واعطاء الشرعية لكيانات انفصالية، لزعزعة استقرار المنطقة.
كما يعلم الجميع، الإتحاد الإقليمي المغاربي، تأسس بتاريخ 17 فبراير 1989 م بمدينة مراكش، ويتألف من خمس دول تمثل الجزء الغربي من العالم العربي وهي: “المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا”.
هذا الإتحاد الإقليمي، كان له الفضل في نسف أطروحة مليشيا البوليساريو “الدولة الوهمية” في المنطقة المغاربية، راجع إلى تواجد 5 دول شرعية جغرافيا فقط وليس 6 دول.
بالإضافة، هذا التكتل الإقليمي المغاربي، وضع الجزائر في حرج وتناقض كبير، أمام المنتظم الدولي، حيث أن الجزائر تدعم مليشيا البوليساريو وتحتضنها في منطقة تندوف، الأراضي الجزائرية، وتسوق إلى أطروحة تقرير المصير، وتؤكد بأن البوليساريو دولة صحراوية، وهذا كله هراء.
هذا، الأمر أزعج النظام الجزائري، مما دفعه للتخطيط إلى تأسيس إتحاد مغاربي جديد، وهذه المرة يعطى له طابع شمال إفريقيا، من أجل تسهيل إدراج الكيانات الانفصالية.
خلال ندوة الأمس، عند التطرق لنزاع الصحراء المغربية المفتعل، أجاب عبد المجيد تبون الذي يعتبره عائقا رئيسيا لتطور الإتحاد المغاربي، قال إن “قضية الصحراء الغربية قضية عادلة وموجودة على طاولة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة وبالنسبة لنا هي قضية تصفية استعمار ولسنا ضد أشقائنا المغربيين ولا ضد أي طرف آخر”.
هذا يؤكد، بأن الكيان المغاربي الجديد، المزمع تأسيسه، الهدف منه، توريط ليبيا وتونس، وضم مليشيا البوليساريو، و تمثيلية ما سمي “جمهورية الريف” في الجزائر التي تم إنشاء مكتبها مؤخرا لـ”نشطاء انفصاليين” من المغرب، بدعم لوجيستيكي جزائري.
هذا المخطط الخبيث، سبق أن أشار له الوزير الجزائري أحمد عطاف، خلال حوار مطول، أجرته معه الإعلامية الجزائرية، خديجة بن قنة، قائلا: بأن حلم المغرب العربي، أي الإتحاد المغاربي، مازال موجود ولن يُقضى عليه، وبأن الجزائر هي أكثر ميولا إلى الإسراع في إيجاد حل، وواعيين بالتآخي، مؤكدا بأننا نحاول بناء الإتحاد المغاربي، وهو حلم لا يمكن القضاء عليه، وأضاف ننتظر، إعادة المحاولة ونهيئ الأرضية بفارغ الصبر.
ويعتبر تصريح عطاف، دعاية إعلامية بائسة وبروباغندا سياسية الهدف منها التأثير على الرأي العام المغاربي والدولي، وتشويه الوقائع وتزوير الحقائق.
بعد فشل النظام العسكري الجزائري، في ملف الصحراء المغربية، رغم الدعم الكبير لمليشيا البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، من أموال الشعب الجزائري ودافعي الضرائب، والإتجار بالمحتجزيين في مخيمات العار والذل بتندوف، أصبح الآن يتخبط ويعمل على توسيع الصراع بين الدول المغاربية، وابتكار أساليب أخرى أكثر خطورة ومكرا.
عبد المجيد تبون، رئيس فاشل بكل المقاييس فاقد للشرعية، النظام العسكري، سيعمل على أن يستمر تبون في الحكم، لتنفيذ جميع مخططاته، الإنتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة، أصبحت محسومة.
وجدير بالذكر، يأتي تعجيل قرار الإنتخابات الرئاسية، بعد الضغط الإعلامي القوي، والخوف من الحراك وخروج الشعب إلى الشارع، من أجل التنديد، حول نية النظام العسكري الجزائري، تأجيل الإنتخابات الرئاسية، مما دفع النظام العسكري إلى تغيير القرار.
2 تعليقات