آراءثقافة

مقتل عثمان بن عفَّان.. بين الشك واليقين (5-6)

المعارضون السياسيون والمعارضة السياسية

يمكننا تلخيص المعارضة السياسية والمعارضون السياسيون في بعض النقاط ليسهل فهمها وتركيزها على الشكل التالي:

1/ المعارضة ظاهرة طبيعية محتومة وصحية وموازنة جيدة في إدارة الدولة دعت إليها ظروف الحياة الاجتماعية وتطور العقل البشري وبحكم الوقت في التأثير والتأثر بالناس خارج إطار المنطقة الواحدة المقفولة فهي تضيف عمراً جديداً لنظام الحكم القائم في أي بلد كان، وهذا ما حدث بالنسبة لعثمان بن عفَّان.

2 / الظروف السياسية من فتوحات وتوسعة لنفوذ الدولة الإسلامية الجديدة أوعز لفريق المعارضة المشاركة في الحكم بطبيعة الحال خصوصاً بعد زيادة الفيء على الناس وزيادة الرقعة الجغرافية المضمومة لدولة المركز بالمدينة من الجزيرة العربية.

3 / محاولة الملائمة بين أصول الدين وحقائقه وبين طبيعة الحضارة التي اضطر المسلمون إلى لقاءها وممارستها آخر الأمر، ربما ساقت هذه النقطة للمغالاة بين مؤيد ومعارض للحكم أو طامع فيه.

4 / أول المعارضون السياسيون لعثمان هم أول المبايعون له بالخلافة مما شكَّل اضطراباً في ميزان السلطة المنتخبة عبرهم وهم: الزبير بن العوَّام قيل توفي قبل الحصار بثلاث سنوات فلم يشهد الأحداث، سعد بن أبي وقَّاص، عبد الرحمن بن عوف وقد توفي عن خمس وسبعين سنة ولم يشهد الحصار ولا بقية الأحداث في سنة اثنين وثلاثين للإخراج النبوي الشريف فيما ذكره بن الأثير الجزري في كتابه: الكامل في التاريخ / تجد تعريف المرجع آخر هذا الكتاب.

 طلحة بن عبيد الله، أيضاً توفي قبل تداعيات الأحداث ولم يشهدها بثلاث سنوات، علي بن أبي طالب وهو الذي عليه تقوم كل تداعيات تلك الأحداث بل أظنها لولاه ما كانت الكتب ولا التاريخ الذي نحن بصدده وهو مربط الفرس في كل ما ذكرته من أمر النحل والصناعة والتكلف  عبد الله بن مسعود، وكان منفياً أو مهاجراً بالشام.

أبو ذر الغفاري وكان منفيَّاً بالرَّبذة طيلة فترة الخلافة منذ كان الأمر عليه بالنفي والإبعاد عمار بن ياسر وقيل كان بالشام أو لعلَّه حضر الأحداث ثم ذهب إلى الشام وهو الراجح.

5 / عبد الرحمن بن عوف، حين أتمَّ عثمان الصلاة حيث كان النبي وصاحباه يقصرونها وعارضه فيما أعطى من الأموال لقرابته. ص 124 وقد سبقت الإشارة لذلك آنفاً.

6 / طلحة بن عبيد الله، لأنَّ البيعة تمَّت لعثمان في غيابه إلَّا أنَّه بايعه فيما بعد ثم شارك في حصار عثمان، راجع طبقات بن سعد.

7 / علي بن أبي طالب حين عفا عثمان عن عبيد الله بن عمر وحين قال عثمان على الملأ: (أنَّه سيأخذ من هذا المال حاجته وإن رغِمت أنوف الكارهين لذلك) فقال له علي: (إذن تمنع من ذلك) وهذا مستبعد وقد سبقت الإشارة لذلك آنفاً.

8 / أبو ذر الغفاري، وتتعلق معارضته بالنظام الاجتماعي في عدم التفرقة بين الناس في العطاء وحرية الرأي والتعبير، ذلك أن عثمان نفاه إلى خارج المدينة بالرَّبذة فيما قالوا.

9 / المعارضون السياسيون لعثمان هم الموالون والحلفاء له أول الأمر ثم حادوا عنه لعلي فيما بعد، فانظر إلى آثار السياسة أصلحك الله أو قل: ما أراد المؤرخون أن يثبتوه أو ينفوه.

10 /  كتاب الأشتر النخعي إلى عثمان وفيه: (من مالك بن الحارث إلى الخليفة المبكي الخاطئ الحائد عن سنة نبيه الثائر لحكم القرآن وراء ظهره.. إلخ) ص 114 وفيه نظر.

يلاحظ مما سبق تداعي الأحداث من الاضطرابات السياسية في كل الأمصار – بدون تفصيل ويمكن الرجوع للمصادر الأصل لمزيد من المعلومات لمن أراد – بمعنى تهيئة الجو العام لقيام ثورة شعبية أو انتفاضة من كل الأمصار التي تحت قبضته وقبولها والسير فيها ضد نظام حكم عثمان والذي أدَّى لمقتله المزعوم فيما بعد.

(يتبع)

https://anbaaexpress.ma/zu3ad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى