الإنجازات في فترة حكم عثمان
1 / الإدالة بالفرس.
2 / إخراج الروم من الشام ومصر.
3 / تمصير الأمصار.
4 / تجنيد الجند وتجييش الجيوش وتكوينها.
5 / وضع أُسس الحضارة بالمدينة والأمصار التي تحت قبضته.
6 / حسن سياسة الحرب والسلم والإدارة خارج بلاد العرب وداخلها.
7 / فتح أفريقية على يد عبد الله بن أبي سرح سنة 651 م وكذلك بلاد النوبة “السودان”.
8 / فتح بلاد الأندلس وصقلية وما جاورها.
9 / فتح بلاد المغرب العربي.
10 / ضم الأردن وفلسطين إلى معاوية وبداية تكوين دولة خلافة بني أمية.
11 / توسعة الدولة الإسلامية بشكل لم يسبق لها مثيل في عهد أبي بكر ولا عهد عمر.
12 / نشر الإسلام في كل الأقطار والأمصار التي فتحها ودخلتها جيوشه.
13 / التركيز على مصادر القوة الاقتصادية من الأمصار لتسيير دولاب الدولة الحكومي والشعبي.
14 / التركيز على الحدود الجغرافية ( الثغور ) للدفاع عن الدولة الإسلامية الجديدة .
إلى غيرها من الإصلاحات والامتيازات التي قام بها ، ويمكن مراجعة المصادر ذات الصلة لمزيد من المعلومات.
إخفاقات عثمان في الخلافة
سأناقش ما يمكن مناقشته من المشاكل التي وجدها عثمان قبل توليه الخلافة وأثناء خلافته وبعدها لنبين للعقل الجمعي الواعي إلى أين نجد الحقيقة ضالة الباحث الدارس محصلة هذا البحث الطويل، على النحو التالي:
1 / الثأر وقتل عبيد الله بن عمر لأنَّه قتل مسلماً وذميَيْن بغير الحق ، وقيل إنَّ عثمان قضى بالقَوَد ودفع عبيد الله بن عمر إلى ابن الهرمزان ليقتله بأبيه لكن الراجح أنَّه قال: (أنا ولي الهرمزان وولي من قَتل عبيد الله وقد عفــــــــوت وأدفع دية من قتل من مالي إلى بيت مال المسلمين) ص 57 – 58.
قلت: هناك إشكال تعريفي في لفظة “الدِيَّة” وهذا الإشكال يقع موقع زيادة التشكيك في الرواية والروايات من قضيتنا هذه، إذ لم ينشأ بعد في سنة 624 م مفهوم الدية للمقتول بل نشأ بعد نشوء علم الفقه والقياس وما يجري مجراه بموجب علم التفسير اللغوي للقرآن والحديث النبوي الشريف نهاية القرن الأول الإخراجي وبداية القرن الثاني الإخراجي ذلك لأنَّ الديَّة هي معاوضة لمن قُتِلَ في الحرب من الأسرى لا لمن قُتِلَ في السلم من العادة، ويكون القصاص بأمر القرآن لمن قامت عليه البينة والحجة.
ثم أُخِذَ مفهوم القياس لاحقاً جداً في القرون التي تلت القرنين الأول والثاني الإخراجيين فكيف فات على العقل الجمعي البشري قاطبة وللمهتمين خاصة هذه الفروقات ووسموها في عقل عثمان والذين شايعوه ؟ أو بمعنى أدق: للرواة الذين انبروا وكتبوا هذه الروايات دون تمحيص وتحقيق منهجي، وإن كنت أجد لهم العذر في ذلك لقلة إمكانية الحصول على المعلومة الدقيقة الصحيحة في ذلكم العصر راجع مصادرنا الخاصة السابقة المشار إليه آنفاً.
2 / رأي زياد بن لبيد البياضي في عدم أحقية عثمان بالعفو ، فخرج عليه وقاتل مع معاوية في صفيِّن فقتل هناك.
قلت: ما علاقة زياد هذا بدم الهرمزان وعبيد الله بن عمر حتى يرى ما رءاه ؟ ثم ما هو وزنه الاجتماعي كأصحاب النبي مثلاً حتى يبادر برأيه ؟
أنا أشك أيضاً في مقتل عمر بن الخطَّاب وسأفرد لهذا الشك فصلاً من فصول هذا الكتاب إن شاء الله لاحقاً إن مدَّ الله في الآجال.
3 / أين رأي أهل المقتول من ديَّة عثمان ؟ المعروف قبل وفيما بعد، بعد ظهور علم الفقه وعلم القياس على مسرح الحياة أن يؤخذ رأي أهل المقتول لا رأي الحاكم إمَّا بالعفو وإمَّا بقبول الدية أو القصاص لكن أن يتولى الحاكم الأمر الخاص دون مراعاة حق أولياء الدم فيه فهذا مرفوض ويعتبر هتكاً للعرف السائد في ذلك آنذاك، لأنَّ الرواة لم يخبرونا برأي أهل المقتول في العفو بل أخبرونا برأي الحاكم عثمان ونفاذه مما جرَّ عليه بوائق الشرور وآصل المحن والفتن واستدعى عندنا الشك في الروايات ومصادر الكتب التي بين أيدينا وإلَّا مَنْ الذي أجاز لعثمان العفو ولم يجز لأولياء الدم الحق في القصاص ؟ راجع تساؤلات طه حسين أيضاً ص 58.
4 / إهدار الحق في دماء أهل الذِمَّة.
قلت: كذلك الأمر بالنسبة للذميين اللَّذَين قتلهما عبيد الله بن عمر، فإنَّ حكم عثمان يخالف قياس الحكم في القرآن، هذا إن صحَّت الرواية من الأصل.
5 / عزل وتولية الولاة من الذين ولَّاهم عمر بن الخطَّاب الأمصار الأشد خطراً بنسبة عالية وهي الشام ومصر والكوفة والبصرة.
قلت: وقد مات عمر وعلى الكوفة المغيرة بن شعبة الثقفي وعلى البصرة أبو موسى الأشعري ، فأقرَّهما عثمان عامه الأول فلما انصرم عزل المغيرة عن الكوفة وولَّى عليها سعد بن أبي وقَّاص الزهري ثم عزله بعد عام ثم الوليد بن عقبة بعده، كذلك فعل فعزل أبا موسى الأشعري بسبب أنَّه كان يأكل أرضهم ويطعم رهطه من الأشعريين، فاختار ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة وعزل عمرو بن العاص عن مصر وكان قد ولَّاه عمر وجعل مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخوه من الرضاعة بعد أن اتهم عمرو في أمانته بالتصريح مرَّة وبالتعريض مرة أخرى.
ثم عزل عبد الله بن أبي سرح عن ولاية مصر وكتب يعهد بها لمحمد بن أبي بكر الصديق وشاع لعبد الله جماعة فخرجوا على عثمان آخر عهده ومنهم محمد بن أبي حذيفة ربيبه، وكان قد أرسل عثمان عماراً بن ياسر / وفي ذلك شك شديد / ليأتيه بخبر المحمدَين وخبر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، حين يقول الرواة أنَّ عماراً كان في مصر قبل مقتل عثمان فكيف خرج عليه وهو لم يكن معه أو ظاهره ؟ ص 103 – 107.
ومن حسنات عمر أن منع العصبيات بتنصيب الولاة من غير أهل المنطقة ومثالها ما كان في السودان إبَّان عهد ثورة الإنقاذ 1989 – 2019 من تولي أولي القربي أمور الناس بحكم القرابة لا الكفاءة ولا المؤهل وحدث ما حدث من اقتلاع للنظام كما هو معروف.
6 / نقل الفيء إلى الناس حيث أقاموا من بلاد العرب فلا يقيم في الأمصار إلَّا من كان له في الإقامة أرب ما عدا الجند، وتكون ببيعها من شاء بما كان له بالحجاز ص 89.
قلت: قامت الفكرة على تخفيف الضغط على المدينة والأقاليم أو النزوح عليهما من البادية وهذا ما فعله النوبة في بلاد السودان من مملكة مروي القديمة قرية حلفا القديمة بالتحديد وقيام السد العالي ببحيرة النوبة بتبادل الأراضي والاستقرار في حالتي السلم والحرب وحالتي الانفصال أو الوحدة “طبقة البلوتقراطية” ومنفعتها في العمالة الوافدة والمقيمة من جانب النهضة العمرانية والحياتية كلها مما يعتبر أمراً عادياً ولا أدري لماذا جعلوه غير عادي؟
7 / عبد الله بن سبأ، الذي عرف بابن السوداء وقوله إنَّ النبي أحق بالعودة من عيسى بن مريم ويذكر قوله تعالى {إنَّ الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} سورة القصص، ودوره في تأليب الناس ضد عثمان.
قلت: لم يذكر خبره البلاذري ولا ابن سعد في الطبقات لكن ذكره الطبري في التاريخ، فهل دوره مؤثراً أم ثانوياً لا يُذكر ؟ أغلب الظن أنَّ دوره لم يكن مؤثراً وإنما أكبره من شايعه ورفعه لسطح العقل المقصود بالفرض والتأثير والله أعلم.
8 / تعيين الأقرباء له في صلة الرحم ومن قريش.
قلت: فأوغل في صدور معارضيه ما أوغل وهم الوليد بن عقبة في الكوفة وبعده سعيد بن أبي وقَّاص ومعاوية بن أبي سفيان في الشام، وعمرو بن العاص في مصر وبعده عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عدا أبي موسى الأشعري فهو من اليمن وولِىَّ البصرة حوالي ست سنوات ثم تولَّى البصرة ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز.
المعارضون السياسيون والمعارضة السياسية
يمكننا تلخيص المعارضة السياسية والمعارضون السياسيون في بعض النقاط ليسهل فهمها وتركيزها في أتون بحثنا وقضيتنا هذه في الجزء القادم.
( يتبع )
تعليق واحد