حديث الساعةسياسة

زيارة.. تبون إلى البرتغال ملغومة والجالية الجزائرية ترفع شعار “تبون مزور جابوه العسكر ماكاش الشرعية” (فيديو)

بعد تأجيل زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى فرنسا والتي كانت مقررة، مطلع الشهر الجاري، إلى موعد لاحق، وذلك بسبب الاحتجاجات الرافضة لتعديل نظام التقاعد في فرنسا، حسب ما روج له الإعلام العسكري الجزائري.

أما حقيقة الأمر، كما أكدت عدة مصادر، موثوقة، سبب التأجيل، وهي الأزمة الجزائرية – الفرنسية، التي لا تزال قائمة ومستمرة، بالإضافة، فرنسا لا ترغب في زيارة تبون، إلى باريس، في هذا الوقت الحساس والظرفية التي لا تخدم مصلحتها.

فبعد هذه الصدمة الفرنسية، الموجعة، كرد فعل، قرر النظام العسكري الجزائري، تغيير وجهة، عبد المجيد تبون، إلى جمهورية البرتغال، ثاني محطة أوروبية له منذ توليه رئاسة الجمهورية، بعد زيارته السنة الماضية إلى إيطاليا.

بدأ تبون زيارة دولة الى جمهورية البرتغال يوم الإثنين الماضي، تهدف لتوسيع مجالات التعاون السياسي والإقتصادي مع هذا البلد الأوروبي.

وكما يعلم الجميع، تعد الجزائر من أهم المزودين الرئيسيين للبرتغال بالغاز عبر الأنبوب الرابط بينها وبين إسبانيا، وتغطي حوالي 40% من حاجيات البرتغال من الطاقة.

ولكن ما يغلب على هذه الزيارة، الملغومة وهو الطابع السياسي، فبعد فشل الجزائر في إقناع مدريد، وضغط عليها، بشتى الطرق، من التراجع عن موقفها الإيجابي، من خلال إعتراف المملكة الإسبانية بمغربية الصحراء، هذا الموقف الذي وصف بـ”التاريخي”، كما أيدت إسبانيا في رسالة لبيدرو سانشيز، بعثها إلى جلالة الملك محمد السادس، تدعم فيها مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، كحل جدي وذو مصداقية.

جاء الدور على لشبونة، النظام العسكري الجزائري، يعمل بجهد، من أجل التأثير على البرتغال، التي لديها موقف، واضح ومتزن من قضية الصحراء المغربية، من خلال عقد شركات اقتصادية مغرية، وقد كشف مسؤولون جزائريون وبرتغاليون، عن تنظيم منتدى أعمال بين البلدين في العاصمة البرتغالية لشبونة، بهدف تقريب المستثمرين من البلدين، كما تسعى الجزائر من خلال ذلك للترويج لقانون الإستثمار الجديد، الذي يقدم امتيازات كبيرة للمستثمرين الأجانب، وخصوصا للبرتغال، من خلال تخفيف المساطر البيروقراطية والإعفاءات لمدة طويلة قد تصل إلى 10 سنوات من الضرائب، وهذا كله من أجل التأثير عليها، وخلق توترات وصدامات بين البرتغال والمغرب.

بالإضافة، يرغب، النظام العسكري الجزائري، من خلال هذه الزيارة، كذلك تمرير رسالة، إلى باريس وأجهزتها الاستخباراتية، وهي أن فرنسا ليست الشريك الأوروبي الوحيد سياسيا وإقتصاديا، للجزائر.

وكما كان متوقعا، تعرض تبون في زيارته إلى لشبونة، إلى فضيحة دولية بكل المقاييس، أولا عدم استقباله من طرف رئيس البلاد أو أي مسؤول دولة بارز، تانيا تعرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لعدة مواقف محرجة، خلال زيارته الحالية للبرتغال.

فيديو.. الجالية الجزائرية تقوم بالإحتجاج على تبون وتندد بحكم العسكر

قام أفراد الجالية الجزائرية بالبرتغال، أمس الثلاثاء برشق سيارة تبون، بالبيض، وسط طرقات لشبونة، مطالبين، بالإفراج عن سجناء الرأي المعتقلين من طرف النظام العسكري الجزائري.

كما قام عدد من المعارضين الجزائريين بالإحتجاج، وصراخ أمام مقر بلدية لشبونة، لحظة خروج الرئيس تبون وركوبه السيارة، ورفع المحتجون شعارات قوية، تطالب بإقامة “دولة مدنية غير عسكرية“، في الجزائر، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي المعتقلين في السجون الجزائرية، مرددين شعار “تبون مزور جابوه العسكر ماكاش الشرعية“.

وجدير بالذكر، تعرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال زيارته السنة الماضية إلى إيطاليا، إلى نفس الموقف المحرج، فقد تم تنظيم وقفة احتجاجية بالقرب من مقر رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي في روما، تنديدا بحكم العسكر الديكتاتوري.

مما يؤكد بأن عبد المجيد تبون، لا يتمتع بالشرعية الكاملة، من طرف الشعب الجزائري وخصوصا الجالية الجزائرية في المهجر.

https://anbaaexpress.ma/zrtt4

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى