في غياب أي رد رسمي من الرباط، وقع رئيس حكومة مليلية المحتلة، إدواردو دي كاسترو، يوم أمس الثلاثاء، على بروتوكول مع حكومة مدريد المركزية يسمح بإنشاء “سفارة” لمليلية داخل تمثيل إسبانيا أمام الاتحاد الأوروبي.
هذه الخطوة تعني الحاق مليلية بمنطقة شينغن، التي يمكن أن تؤدي إلى توتر بالعلاقات بين الرباط ومدريد، جاءت بسبب إغلاق المعبر الحدودي، مع مليلية، منذ سنة 2018 وهو قرار أحادي من المغرب، ومنع أي عملية استيراد أو تصدير عبر المعابر مما أثر ذلك بشكل قوي على اقتصاد المدينة المحتلة.وفق مصادر إسبانية.
وتم التوقيع على الاتفاقية في مقر وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، تزامنا مع (يوم أوروبا)، في خطوة اعتبرتها حكومة مليلية المحتلة، علامة فارقة ستمنحهم الرؤية وتقرب أولئك الذين يتخذون القرارات التي تؤثر علينا كمدينة معًا”
وقد تقدمت حكومة مليلية المحتلة بطلب للانضمام إلى مجلس مناطق الإتحاد الأوروبي، كما تفكر في الانضمام إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، وإنشاء وفد تمثيلي للمدينة دائم في بروكسل.
وهكذا وحسب ذات المصادر، تتوج وزارة الخارجية الإسبانية برئاسة خوسيه مانويل ألباريس، لمدة عامين من الجهود والرحلات والاجتماعات على جميع المستويات لضمان سماع صوت مليلية وأخذها في الاعتبار في الإتحاد الأوروبي.
وفي السابق، وجه دي كاسترو رسالة إلى بيدرو سانشيز يطالب فيها بأن يستغل رئاسة الاتحاد الأوروبي لإطلاق ترشيح إسبانيا لمجلس الأقاليم، وهي هيئة استشارية مهمة لها سلطة اتخاذ قرارات الاستثمار والمشاريع، ورد سانشيز بالتأكيد واستحسن الفكرة.
ودعا حزب تحالف من أجل مليلية (CPM)، المنشق عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم (PSOE) سنة 2021 الى إقتراح إنشاء “مكتب مليلية في الاتحاد الأوروبي” مقره بروكسل، ليحذوا حذو حكومة إقليم الأندلس في جذب الاستثمارات الخارجية إلى مدينة مليلية بسبب ضرائبها المنخفضة وأن يكونوا بمثابة دعم لأهالي المدينة المحتلة من خلال التجارة والاقتصاد وتعزيز سيولتها المالية بسبب اغلاق المعبر الحدودي مع المغرب.
وتجدر الاشارة أن الحكومة الاسبانية في عهد وزيرة خارجيتها السابقة المقالة غونزاليس لايا، كانت تدرس ضم سبتة ومليلية، المحتلتين بالكامل في منطقة شينغن الأوروبية، بعد أن فرض المغرب حصارا اقتصاديا على المدينتين.
وتوقيع حكومة مليلية هذه الإتفاقية مع الحكومة الإسبانية، ربما سيؤدي إلى توتير العلاقات بين الرباط ومدريد.
ولا تعترف الرباط بالحدود مع معبري سبتة ومليلية، إذ ما تزال تعتبرهما أراضي لها، وأنهما مجرد معبرين للتجارة يقتات منها السكان المحليون بالمدن الشمالية.
ويعود وضع معبري سبتة ومليلية للاتفاقية التي وقعها المغرب في القرن التاسع عشر، والتي تنص على مشاركة المغرب في تدبير معبري المدينتين المحتلتين، وهو الإتفاق الذي جاء نتيجة لتبعات انتصار القوات الإسبانية في معركة تطوان.
ويرى مراقبون أن عملية تحويل سبتة ومليلية، إلى نقطتي جمارك، جاءت في سياق سعي حكومة سانشيز لإخماد الأصوات المعارضة لموقفهما من مخطط الحكم الذاتي المغربي، للصحراء، وهو ما يفسر الصمت المغربي لحدود الساعة.
2 تعليقات