تصريح مفاجئ، وبالغ الأهمية، لهنري كيسنجر، الدبلوماسي الأميركي المخضرم، البالغ من العمر 99 عاما، الذي لعب دورا بارزا في الإنفراج السياسي للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عقد عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ إنتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000.
قال كيسنجر، إن الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، وفي نفس الوقت حذّر من أن رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية.
نشرت مجلة The Spectator البريطانية مقال، تحت عنوان “سُبل تجنب حرب عالمية أخرى”.
صرح فيها كيسنجر: “إن الوقت يقترب للبناء على التغييرات الإستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات”.
وتابع قائلا في المقال: “يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي، خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى”.
وأضاف هنري كيسنجر، إنه من المرتقب في شهر ماي وقفا لإطلاق النار، و تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل مفاوضات.
واقترح كيسنجر، إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها في حالة ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.
وقال كيسنجر: “إن تفكيك روسيا أو تدمير قدرتها على ممارسة، السياسة الإستراتيجية يمكن أن يحول أراضيها التي تضم 11 منطقة زمنية إلى فراغ متنازع عليه”.
وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا كدولة “عاجزة” أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى.
وأضاف: “قد تقرر مجتمعاتها المتنافسة تسوية نزاعاتها بالعنف، وقد تسعى دول أخرى إلى زيادة مطالبها بالقوة، وستتضاعف كل هذه المخاطر بسبب وجود الآلاف من الأسلحة النووية التي تجعل روسيا واحدة من أكبر قوتين نوويتين في العالم”.
تعليق واحد