آراءالشأن الإسبانيسياسة

بعض المحللين السياسيين والصحافيين الإسبان يسيئون إلى المغرب على ظهر حصان الجهل والكراهية و العنصرية الدينية

بقلم : بيدرو ألتاميرانو/  خبير سياسي إسباني 

لطالما كانت إسبانيا هي المكان الذي يكتب فيه الناس ويتحدثون أكثر مما يقرؤون، يمكن أن ذلك إيجابيًا نظرًا لأن القدرة على الكتابة والتحدث محددة ، لكنها ليست إيجابية جدًا ، لأنه من خلال عدم القراءة، يكتب المرء دائمًا دون الرجوع إلى الأفكار ويتحدث بدون وعي تاريخي،  لا يمكنك الكتابة أو التحدث دون الحصول على التدريب الأساسي الذي توفره لنا القراءة.

يتفاقم هذا الأمر بشكل كبير عندما نشير إلى الصحافة ، فالصحافة فن حقيقي، من خلال إعداد التقارير بصدق على أساس عملية المعلومات والتحقيق ، وقبل كل شيء على النقيض. يجب أن يكون هذا ولا يزال في غالبية الصحفيين الإسبان المدربين تدريباً جيداً وذوي القدرات النقدية القائمة على الحياد والتماسك والصدق بعيدا عن الشخصنة والذاتية.

هناك إستثناءات بين الصحفيين الذين لايحملون حمولة عرقيةأو دينية معينة، لكن هنالك فئة معينة، إستوطنت هذه الأفكار القرسطوية في كتاباتهم وتحليلاتهم والتي يشوبها كثير من الجهل، وكذلك لها مصالح خفية وراء هذه الشخصنة.

لا أستطيع ولا أريد إطلاق قائمة طويلة من هذا النوع من الصحافيين أو المحللين، سأقوم من خلالها فقط بتسليط الضوء على اثنين، معروفين بمعاداتهم للمغرب، مثل سونيا مورينو وإغناسيو سيمبريرو، وفي عدم تسامحهم العميق وسلوكهم الشمولي، الموروث.

صحافي آخر في العالم المعادي للمغرب، يدعى فرانسيسكو كاريون، الذي نشر مقال غير لائق، نُشر في El Imparcial ، تحت عنوان المغرب مملكة بلا ملك، مقال لايستوفي الشروط الموضوعية للكتابة الصحافية الموضوعية، ومقال مليئ بالمغالطات حول الملكية المغربية.

وفيما يتعلق بمستوى ثروة البيت الملكي المغربي، فإن كل شيء دائمًا ما يكون موحًا تمامًا ، لأنك تفعل ذلك مقارنة بالملكية الإسبانية والإنجليزية أو السلالة البلجيكية غير القابلة للتمثيل التي أصبحت غنية, من خلال نهب الموارد الأفريقية والالتزام الإبادة الجماعية التي قادت ليوبولد الثاني إلى قمة أعظم الابادات الجماعية في التاريخ.

أقول لك يافرانسيسكو، السلالة  الملكية المغربية ليست فقيرة، لكنك نسيت أن ملوك المغرب هم في نفس الوقت سلاطين ، وعليك أن تتعمق في التاريخ لتفهم أن تراث البيت الملكي المغربي جزء لايتجزأ من تراث الدولة المغربية العريقة، التي تضمن الملائمة الاقتصادية للبلاد ، وهي ملكية عريقة تمنع معظم الفساد والمضاربة الجامحة على الطريقة “الإسبانية”. إنهم ليسوا فقراء، بل هم أصحاب شأن ومال وجاه يا فرانسيسكو، لكنهم ليسوا أثرياء بالقدر الذي تجعله من هذا الموضوع أساس هجومك، بالمناسبة ، يجب أن تعرف عدد الوظائف التي تم إنشاؤها والحفاظ عليها في المغرب ، ربما ليس بنفس عدد الوظائف التي تم إنشاؤها من قبل النظام الملكي البريطاني ، لكنها تولد الكثير من الثروة للبلاد.

أقول لك يافرانسيسكو، إنزل عن ذلك الحمار الذي تركبه أثناء الكتابة. توقف عن قول أنصاف الحقائق والأكاذيب ذات النوايا السيئة، وابدأ في ممارسة الصحافة بالكرامة التي تستحقها الصحافة الإسبانية. أدعوك  لقضاء بضعة أيام في المغرب، حتى تتمكن من التحدث مع المغاربة في الشارع ، مع بعض رؤساء البلديات، نعم أكبر أربع مدن في المغرب تحكمها نساء،  وهو تفصيل لم تشر إليه أبدًا في مقالك، أو مع رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي ، أو مع البرلمانيين الذين تريدهم ، على يمين أو يسار البرلمان المغربي. ربما عندما تعود من الرحلة يمكنك أن تكتب عن المغرب على حقيقته ، وليس الحقيقة التي تمليها علينا والتي لاعلاقة لها بالمغرب.

ترجمة بتصرف / أنباء إكسبريس 

https://anbaaexpress.ma/rc2jn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى