بمناسبة مرور 60 عاما على إستقلالها، و منذ أواخر الثمانينيات لم تنظم الجزائر عرضا عسكريا ضخما، لكنه عرض يدخل ضمن البروباغاندا الاعلامية على الطريقة السوفياتية، لكن مايلفت الإنتباه حسب مراقبين إسبان، هو نوعية الأسلحة المستخدمة في هذا العرض، والتي كشفت عن مدى هزالة وضحالة المنظومة العسكرية الجزائرية التي لازالت تعتمد على الخردة السوفياتية، وبحسب المراقبين، فإن هذه الأسلحة ليس لها أي تأثير في الميزان العسكري بالمنطقة، رغم أن بعض هذه الأسلحة هي حديثة كدبابات قتال روسية حديثة من طراز T72 وطائرات هليكوبتر ومقاتلات سوخوي وقاذفات صواريخ وشاحنات نقل جنود وطائرات بدون طيار صينية الصنع من طراز CH-4B بطاريات والعربات المدرعة BMPT-62 .
على الرغم من أن الجزائر العاصمة تتفوق على الرباط في الإنفاق العسكري، بنسبة 6.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ 4.3٪، وفقًا لأرقام 2020 الصادرة عن مركز الأبحاث السويدي Sipri.
الرسائل الموجهة إلى كل من المغرب وإسبانيا ورسائل الداخل
ربطت أنباء إكسبريس الاتصال بعدة خبراء إسبان
لتسليط الضوء على الرسائل الموجهة الى كل من الرباط ومدريد، خلال هذا العرض العسكري الذي نظمته الجزائر، في سياق توتر إقليمي وفي خضم أزمة دبلوماسية بين الجزائر ومدريد، بسبب موقف بيدرو سانشيث المؤيد لخطة الحكم الذاتي المغربي بالصحراء.
وخلص الخبراء الى رسالتين، الأولى، لها مستوى دولي، العرض العسكري عبارة عن إعلام الخصوم (المغرب وإسبانيا)، خاصة المغرب الذي يشكل عقدة دائمة للجزائر، أن الجيش الجزائري جاهز بأحدث الأسلحة بالإضافة إلى ذلك، فإن السياق الإقليمي جد متوتر في منطقة الساحل وفي ليبيا حيث تشترك الجزائر في حدودهما.
والرسالة الثانية موجهة الى الداخل الجزائري، هي إعطاء صورة مزيفة عن الوحدة والتلاحم للتغطية على الحركة الاحتجاجية الشعبية التي انطلقت عام 2019 وتسببت في سقوط نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكبادرة مصالحة، يعد البرلمان الجزائري قانونا بالعفو عن معتقلي الحراك ويوجد حاليا 266 شخصا في زنازين النظام الجزائري.
للإشارة العرض العسكري الجزائري جاء، بعد أيام فقط من إستضافة المملكة المغربية، مناورات “الأسد الأفريقي” السنوية بالقرب من الحدود الجزائرية، وتم تنظيم التدريبات بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأمريكية وشارك فيها 7500 جندي من 12 دولة.