افتتحت رسميا يوم الخميس بالعاصمة المالية باماكو، مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة، وذلك خلال حفل كبير ترأسه الوزير الأول المالي شاغال كوكالا مايغا بحضور سفير الملك محمد السادس بمالي، إدريس إيسباعين.
وتعد “مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة”، المتواجدة في الدائرة الرابعة بباماكو جوهرة التعاون المغربي المالي، وأحد المشاريع الإجتماعية التي يوليها الملك محمد السادس كامل العناية والاهتمام، منذ أن وضع حجر الأساس لتشييدها في فبراير 2014.
فقد حرص الملك محمد السادس على أن تنجز وفق أحدث المعايير العالمية في طب النساء والتوليد لتكون مصحة مرجعية على مستوى مجموع منطقة غرب إفريقيا.
وأنجزت المصحة على مساحة خمس هكتارات من بينها 7270 متر مربع مغطاة.
وتروم هذه المؤسسة الصحية تقديم خدمات طبية متخصصة للنساء الحوامل لما قبل وبعد الولادة، والرضع والخدج، بما في ذلك التكفل بحالات الحمل التي تنطوي على مخاطر، من أجل الحد من وفيات الأمهات والاطفال.
وتشمل أقساما للعناية المركزة والإنعاش بالنسبة للأمهات، وأخرى لإنعاش الأطفال حديثي الولادة (الحالات الخطيرة التي تتطلب الحضانات الاصطناعية)، وطب الأطفال حديثي الولادة.
وتتوفر أيضا على جناح فحوصات، يضم على الخصوص قاعة للفحص بالأشعة باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية والماسح الضوئي، وجهازا لفحص الأوعية، ومختبرا متخصصا وقاعتين للعمليات الجراحية وأربع قاعات للولادة، وقاعة لاستقبال الأسر المرافقة ومرافق إدراية.
وتم تجهيز المصحة بمختلف أنواع المعدات الطبية الضرورية وأحدثها، إذ تتوفر على أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة والراديو وأجهزة الكشف بالصدى، وجناحين كاملي التجهيز للعمليات، ومختبرا للتحليلات الطبية علاوة على قاعات الولادة.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المصحة 79 سريرا و5000 ولادة في السنة، مع إمكانية إجراء نحو 2000 عملية ولادة قيصرية، و استقبال 1400 حالة سنويا تخص العلاجات المكثفة وإنعاش الأمهات واستقبال 470 حالة سنويا في تخصص طب الأطفال حديثي الولادة وإنعاشهم.
وكان الملك محمد السادس قد أشرف على وضع حجر الأساس لهذه المصحة برفقة الرئيس المالي السابق إبراهيم أبوبكر كيتا في فبراير 2014، وتم الانتهاء من بنائها في عام 2017، وتسليمها إثر ذلك للسلطات الصحية المالية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية تم إجراء تكوينات لفائدة الأطر الطبية والفنية العاملة بالمصحة من قبل مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، صاحب المشروع، حول استخدام الآلات والمعدات المتطورة التي تتوفر عليها هذه المؤسسة الصحية النموذجية.
وقد أشرف على هذه العملية فريق من الأطباء والتقنيين المغاربة. وتم تعزيزها لاحقا بإجراء تكوينات أخرى عن بعد وذلك من أجل انطلاق سلسل وفي ظروف جيدة للعمل بالمصحة.
ويقول سفير المغرب في باماكو، إدريس إيسباعين إن هذه المصحة نموذج ملموس للتعاون جنوب جنوب، بدفع من الملك محمد السادس الذي يولي أهمية كبيرة للنساء والأطفال الأفارقة، وهو مشروع يمثل واسطة العقد في التعاون المغربي المالي.
وأبرز في تصريح صحفي، أن إنجاز هذه البنية الصحية يعكس متانة علاقات التعاون والشراكة المثمرة التي تربط البلدين، والسياسة الإفريقية للملك محمد السادس، الاجتماعية والتضامنية والإنسانية.
وفي تصريح للصحافة مؤخرا على هامش إطلاق برنامج تكوين الأطر العاملة بالصحة، تقدمت وزيرة الصحة والتنمية الإجتماعية المالية دييميناتو سانغاري، ببالغ شكرها وعرفانها للملك محمد لسادس “على هذه الهدية التي ستساهم في التكفل بصحة الأم والطفل في مالي”.
وقالت لقد أصبح لدينا مركز طبي عصري وحديث من مستوى عال جدا لفائدة النساء والرضع.
وحرصت على توجيه عبارات الامتنان والشكر للملك محمد السادس على “جهوده الكريمة، ودعمه الموصول لمالي وشعبها” معتبرة أن “مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة جوهرة ونموذج في التعاون جنوب جنوب سيستفيد منها الماليون”.
ومن جهتها قالت وزيرة المرأة والطفل والأسرة المالية، واديديي فوني كوليبالي، خلال زيارة قامت بها مؤخرا للمصحة “إنني فخورة لكون هذه المصحة تتوفر على جناح طبي متكامل للعمليات الجراحية، وآخر للمستعجلات وطاقة استقبال من 79 سريرا والعديد من الأمور الرائعة من السكانير وآلات الأشعة وقاعات الفحص بقدرات عالية تستجيب لكل ما تطلبه المرأة المالية في المجال الصحي”.
وتقدمت بالشكر للملك محمد السادس الذي يقف على الدوام الى جانب مالي وشعبها.